تصدر القمة الإسلامية، اليوم الخميس، ورئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لوفد المملكة في أعمال القمة اهتمامات الصحف السعودية، كما اهتمت الصحف بتطورات الأوضاع في اليمن خاصة مع الهدنة المعلنة.
فمن جانبها، قالت صحيفة (عكاظ) في افتتاحيتها “تنطلق القمة الإسلامية اليوم في إسطنبول والأمة الإسلامية تعيش لحظة انتعاش لم تعشها منذ أزمان طويلة، فروح الحيوية والتلاحم وإحساس التكاتف، غدت علامة بارزة لهذه اللحظة من تاريخنا الذي أعاد له خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز العزة والمهابة والتلاحم الإيجابي.
فبعد عقود طويلة من الفرقة والآراء المتناحرة، التي أشبعت جسد الأمة تشرذما، ها هي روح الفريق الواحد تستعيد وهجها، وإذا كانت الرؤى المتفقة حول أهم الملفات الساخنة هي البداية، فإن تحالف رعد الشمال كان الخطوة الأهم التي صنعت فارقا وتميزا في مسيرة العمل المشترك، الذي جاء هذه المرة عسكريا ولكن حدوده سوف تمتد لتشمل كل آفاق العمل المشترك تنمويا وسياسيا واقتصاديا”.
من جهتها، قالت صحيفة (الرياض): إنه “يغلب على القمم الإسلامية الطابع الروتيني والخطابي الأمر الذي أفقدها دورها وجعلها مناسبة عابرة وغير مؤثرة ما أضاع من تأثيرها السياسي والاقتصادي وحتى الأمني، لكننا اليوم أمام قمة استثنائية، نقول ذلك لأن التحضير لها كان في مستوى الاستثنائية ولا نقصد ذلك التحضير الذي يسبقها بأسابيع، بل إن حجم ما أنجز من قبل الدول الفاعلة وعلى رأسها المملكة مكننا من قول ذلك بوصف القمة الإسلامية بذلك النعت، فالمبادرات التي اتخذت من أجل استعادة هيبة المنطقة وردها إلى حيز التوازن قبل أن تنزلق في موقع الاضطراب فلا تقوم ولا تقف، فريدة من نوعها.
وأضافت “فتحالف عاصفة الحزم ثم الإسلامي لمكافحة الإرهاب، فرعد الشمال كلها جاءت لرفع الجهوزية الأمنية والعسكرية لفرض استقرار لا تقوم الدول إلا به، ثم كان الاقتصاد الذي نرى كيف تنسج تحالفاته عبر الجسور والصفقات والاستثمارات من خلال الدول الفاعلة في المنطقة”.
من ناحية أخرى، عبر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني عن تطلعه لأن تتيح القمة الإسلامية فرصة لطي صفحة الخلافات، والتركيز على التحديات المشتركة.
وقال في حوار أجرته (عكاظ) معه: إن منظمة التعاون تعي جيدا الظروف التي يمر بها العالم الإسلامي، والتي تقتضي مواجهة التحديات وتعبئة الإمكانات وتدبير الموارد البشرية والطبيعية لتحقيق تطلعات الشعوب إلى مستقبل أفضل تنعم فيه بالحرية والسلم والكرامة.
وحول التصدي لظاهرة الإرهاب قال مدني إنه لا يتحقق بالوسائل الأمنية والعسكرية وحدها، لافتا إلى أنه لا بد من فهم وتحليل وتقصي ومواجهة الأبعاد المتعددة لهذه الظاهرة، وفي مقدمتها السياقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، التي توفر الظروف المواتية لتفشي الإرهاب والتطرف العنيف.
من جانبها، أشارت صحيفة (الشرق الأوسط) الدولية في طبعتها السعودية إلى ترأس الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي٬ وفد بلاده في القمة ونقلت عن مصادر مطلعة في الرئاسة اليمنية تصريحها للصحيفة “إن مؤتمر القمة الإسلامي سيدعو إلى عقد مؤتمر دولي لتقديم المساعدات الإنسانية والإنمائية لليمن.
وأشارت المصادر إلى أن المؤتمر سيؤكد على ضرورة تعبئة الموارد العاجلة المطلوبة لمعالجة الوضع الإنساني الحرج في اليمن٬ وتوفير متطلبات
المرحلة التالية بالتنسيق مع الحكومة اليمنية والشركاء الإقليميين والدوليين٬ بما في ذلك مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية٬ والأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية والإنمائية.
وأكدت المصادر أن قادة الدول الإسلامية سيجددون دعمهم المتواصل للشرعية الدستورية في اليمن، التي يمثلها الرئيس عبد ربه منصور هادي٬ ولجهوده الوطنية لتحقيق الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي في اليمن٬ واستئناف العملية السياسية للوصول إلى حل سياسي قائم على التنفيذ التام لمبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني٬ والمرتكزة على قرارات الشرعية الدولية٬ وخصوًصا قرار مجلس الأمن الدولي 2216.
من جهة أخرى، وحول الهدنة المعلنة في اليمن، وصفت قيادات عسكرية يمنية الهجمات المستمرة لميليشيات المتمردين في جبهات تعز، مأرب والجوف، بالحرب، مطالبين الأمم المتحدة بسرعة إنزال المراقبين المحليين لرصد انتهاكات ميليشيات الحوثيين والمخلوع على صالح للهدنة.
وقال نائب رئيس هيئة الأركان اللواء الركن ناصر الطاهري في تصريحات إلى (عكاظ) إن خروقات المتمردين لوقف إطلاق النار مستمرة بشكل يومي في مختلف الجبهات سواء في الفرضة أوصرواح في مأرب أو تعز أو الجوف.
وأضاف أن “الأمر لا يتعلق بخروقات، وإنما بهجمات للميليشيات على مواقعنا حيث فقدنا أمس رئيس أركان اللواء 314 مدرع، زيد عبد محمد الحوري، في هجوم نفذه في الفرضة المتمردون الذين لم يلتزموا بوقف إطلاق النار”.
وأشار إلى أن اللجنة الميدانية المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار الميدانية لم تصل بعد إلى المواقع، مبينا أن الجيش والمقاومة ينتظران موقف الحكومة إزاء عدم التزام الميليشيات بوعودها للمجتمع الدولي.
وبدوره، قال قائد محور محافظة تعز، العميد ركن يوسف الشراجي لـ (عكاظ) إن خروقات المتمردين في المحافظة تجاوزت المعقول.. ولم تتوقف أبدا هجماتهم على مواقع الجيش والمقاومة.. وتقدموا في جبهة الضباب مستغلين الهدنة.
وأفصح عن تشكيل لجنة لمراقبة وقف إطلاق النار.
المصدر : أ ش أ