سلطت الصحف السعودية، الصادرة اليوم الثلاثاء، الضوء على العلاقات المصرية السعودية ، وذلك في ظل زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للقاهرة حاليا .
فتحت عنوان ( الاقتصاد المشترك ) قالت صحيفة “الرياض” في افتتاحيتها : ” إن أحد أهم مسببات تأطير علاقات الدول مع بعضها الجانب الاقتصادي والمصالح الاقتصادية المشتركة والتبادل التجاري والاستثماري المشترك، وبالتأكيد العلاقات ستكون أكثر قوة وتأثيراً وعمقاً عندما تشترك مع عوامل أخرى مثل اللغة، والمصير، والمجاورة، والمصالح السياسية بلا شك” .
وأضافت أن ” العلاقات السعودية – المصرية كانت ولا تزال نموذجاً متفرداً بين الدول.. رغم ما مرت به من مراحل ومحطات مختلفة.. وحرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان منذ توليه الحكم على تعزيز وتنمية تلك العلاقات، بما يخدم الشعبين، وتوجه البلدين الاقتصادي القائم على استغلال الفرص المتاحة والمشتركة، وتمثل هذا التوجه خلال زيارة الملك سلمان لمصر التي شهدت توقيع العديد من الاتفاقيات منها جسر الملك سلمان الذي يربط آسيا بإفريقيا.. وشمال المملكة بجنوب سيناء، إضافة إلى الإعلان عن برنامج الملك سلمان بن عبدالعزيز لتنمية شبه جزيرة سيناء “، موضحة أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يواصل ترسيخ هذه العلاقات بجملة من الاتفاقيات المشتركة هذه المرة يأتي القطاع السياحي على رأس القواسم المشتركة للاستثمار بين البلدين؛ حيث تم توقيع اتفاقية لتأسيس صندوق مشترك بقيمة 10 مليارات دولار لإقامة مشروعات في جنوب سيناء ضمن خطة سعودية لبناء منطقة اقتصادية ضخمة.. تتوافق وتقابل أكبر مدينة اقتصادية في المنطقة أعلن عنها ولي العهد مؤخراً وهي (مشروع نيوم) الواقع في شمال غرب المملكة، ويتداخل بحدوده الغربية مع مصر، والشمالية مع الأردن .
وأشارت إلى الصندوق المشترك بالمناصفة الذي ستكون حصة مصر فيه من خلال الأراضي المؤجرة على المدى الطويل، وتشكل الجانب المصري من مشروع (نيوم) يضع أساس ما نؤكد عليه أن المصالح اليوم يحكمها الجانب الاقتصادي، ولعل المشروعات السياحية المقبلة الواقعة في المناطق المشتركة، وعلى ساحل البحر الأحمر تبلور هذا التوجه من خلال إنشاء سبع نقاط جذب بحرية سياحية في “نيوم” ما بين مدن ومشروعات سياحية بالإضافة إلى 50 منتجعاً على البحر الأحمر وأربع مدن صغيرة في مشروع البحر الأحمر.
من جانبها، أكدت صحيفة “اليوم” في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان ( علاقات راسخة وتعاون مستمر ) : تتمتع المملكة ومصر بثقلين سياسيين يؤهلهما لبحث كافة الملفات الحيوية التي تهم الأمة العربية، بما يعود على بلدانها بالأمن والاستقرار والرخاء، فثمة قضايا شائكة إقليمية ودولية تقتضي التشاور بشأنها؛ للخروج بأفضل وأنجع السبل الكفيلة بحلحلتها وتسويتها، لا سيما تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية والأزمتين السورية واليمنية، وسائر الملفات العربية والإسلامية والدولية العالقة.
وإزاء ذلك، فإن الزيارة الحالية التي يقوم بها الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد لمصر تحظى بأهمية خاصة، ليس لمناقشة تلك القضايا الساخنة فحسب، بل لدراسة جهود إضافية واستثنائية لدعم وتعزيز العلاقات الراسخة بين البلدين الشقيقين، لا سيما في المجالين الاقتصادي والصناعي، فالمملكة تستشرف برؤيتها الواثبة 2030 صناعة الغد الأفضل المأمول للمملكة، ومصر بقيادتها الحالية تسابق الزمن لبناء صروح صناعية جديدة، فالتعاون بينهما في المجالات الاقتصادية والصناعية تحديدا يغدو ملحا وضروريا؛ لتحقيق تطلعات البلدين نحو المزيد من الرخاء والبناء.
وتابعت من جانب آخر، فإن تعزيز وتعميق العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات والمتغيرات الطارئة على الساحة، وعلى رأسها التدخل الإيراني السافر في شؤون بعض دول المنطقة الداخلية ووضع حدود قاطعة وحاسمة تحول دون انتشار ظاهرة الإرهاب إقليميا ودوليا، والتنادي لإطفاء فتائل التوتر في البؤر الساخنة بالمنطقة، يبدو عملا مهما ومحوريا تسعى المملكة ومصر لبحثه على أرفع المستويات.
واستطردت قائلة ” إن البلدين من هذا المنطلق، يسعيان باستمرار لدعم العلاقات الثنائية الإستراتيجية بينهما، والعمل على تطويرها في كافة المجالات والميادين، كما أنهما يسعيان للبحث عن مخارج مأمونة، تؤدي إلى إنهاء أزمات الأمة العربية بما يعود على شعوبها بالأمن والاستقرار، كما أنهما يسعيان من جهة ثالثة لدراسة التحديات التي تواجهها المنطقة، بما فيها مكافحة ظاهرة الإرهاب، وتعزيز تعاونهما المثمر والوثيق مع كافة دول العالم المحبة للعدل والحرية والسلام.
من جهتها، ذكرت صحيفة “عكاظ” في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان ( شراكة استراتيجية معمقة ) أن زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لمصر تؤكد متانة العلاقات الاستراتيجية بين أكبر قوتين في منطقة الشرق الأوسط، وكانت لفتة ذات مغزى أن يستهل ولي العهد جولته الخارجية الأولى منذ توليه ولاية العهد منتصف العام 2017 بزيارة الشقيقة مصر، تأكيدا للتحالف القوي بين البلدين و هما يتصديان معا للأخطار التي تهدد المنطقة والعالم الإسلامي، وفي مقدمتها إيران التي تحلم بالتهام المنطقة العربية بأسرها، ولاشك في أن السعودية ومصر تجمعهما أيضا مصالح اقتصادية لا تقل أهمية عما يجمعهما من مصالح استراتيجية، ولذلك فإن الاتفاقات التي وقعها البلدان أثناء زيارة ولي العهد تأتي ترسيخا لمفهوم خدمة تلك المصالح التي تربط السعودية، التي تملك أكبر اقتصاد في العالم العربي، ومصر التي تملك أكبر تعداد سكاني في المنطقة.
وأشادت الصحيفة باحتفاء القاهرة بزيارة ولي العهد لها، وما حدا بالرئيس عبدالفتاح السيسي إلى أن يخالف البروتوكول بالخروج بنفسه لاستقبال ولي العهد في مطار القاهرة، إضافة إلى قيام مقاتلتين من سلاح الجو المصري بمرافقة طائرة ولي العهد بعد دخولها الأجواء المصرية يمثل دليلا على تلك الحفاوة والتقدير والاحترام للأمير الشاب الذي يعتبر توطيد العلاقات السعودية المصرية خير ضمان لعالم عربي تكون بواباته محروسة بوجه قوى الشر التي تحاول التدخل لزعزعة الاستقرار، وتفريق الشعوب وإحداث الفتن.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)