قال حمدين صباحي، إن هناك حربا مقدسة تخوضها مصر ضد الفقر وهذه الحرب لا انتصار فيها بدون محاربة الفساد.
وحول الموقف من الدعم وكيفية التعامل معه، قال صباحي خلال لقائه وفدا من سفراء أوروبا بالقاهرة إن هناك دعما للمواد الغذائية لن يتم الاقتراب منه ودعما للطاقة يذهب ثلثه للفقراء والباقي للأغنياء، وذلك نتيجة تزاوج رأس المال بالسلطة سواء في عهد مبارك أو عهد مرسي وأن ذلك الدعم لم تستفد منه الدولة أو الفقراء، وإنما استفاد منه رجال الأعمال فقط، مشيراً إلى أن هناك إنفاقا غير رشيد في الدعم سيعاد النظر إليه فور وصوله للحكم.
وأكد صباحي، أن هناك حالة استقطاب حاد في المجتمع المصري لابد أن يبحث أي رئيس ونظام جديد عن لم شمل مصر والخروج من حالة الاستقطاب الحادة، فهناك مزاج في الشارع المصري يبحث عن الاستقرار والأمان، وهناك مزاج آخر يبحث عن استكمال الثورة وتحقيق أهدافها من العيش والحرية والعدالة الاجتماعية ويخشي عودة القمع والدولة البوليسية.
وأكد أن الرهان الآن علي القوي الاجتماعية وقيم مهمة في مصر، هذه القيم موجودة فى البرنامج الانتخابي، مشددا علي أنه مرشح وبقوة لأن يكون الأقرب للتعبير عنها وهى العدالة الاجتماعية والانتصار للفقراء وخاصة أن أكثر من 50% من الشعب المصري يعانون من مشكلة الفقر.
وتابع صباحى قائلا “أنا أطرح نفسي كمرشح مدني من معسكر الثورة وإني لدي رهان علي فئات عمرية وهم جيل الشباب الذي يشعر بغصة حقيقية نتيجة أن ما قدمه في 25 يناير و30 يونيو من تضحيات وشهداء وهو مثلما قالت إحدى المنتميات له علي صفحتها في الفيس بوك اإنه جيل حضر جنازات زملائه أكثر مما حضر أفراحهم، وهناك جزء كبير منهم يري أن هناك قلقا مما يحدث ما بعد 30 يونيو وأن بعض ممن شاركوا فى30 يونيو يقبعون الآن في السجون”.
وأكد صباحي، أنه سيعمل بجدية على صيانة حقوق وحريات المصريين ونحن نؤمن أن مصر لن تتقدم دون المحافظة علي الحريات وأن جزءا مهما من مشروعه قائم علي العدالة الانتقالية وأن العدالة الانتقالية يجب أن تشمل القصاص لدماء المصريين ومحاسبة من من قاموا بجرائم الإفساد السياسي وكذلك سرقة المال العام، بما يتيح جبر الضرر وفتح الباب للتسامح بما يمكن أن يغلق صفحة محزنة من تاريخ مصر التي لا تحتاج لمزيد من الانتقام أو الانقسام.
وحول موقفه من قانون التظاهر، قال صباحي إن قانون التظاهر مخالف للدستور وكان وجهة نظره منذ البداية هي ضد هذا القانون وأنه سوف يقوم بتعديله بعد نجاحه في الانتخابات علي أن يأخذ في القلب منه رؤية المجتمع المدني ومنه المجلس القومي لحقوق الإنسان.
وتابع صباحي “سوف أطلق سراح كل سجناء الرأي ولن تكون السجون إلا للمجرمين ومن قاموا بالمشاركة في إرهاب أو ترويع المصريين”.
وفيما يتعلق بالاقتصاد قال صباحي: إن الأفضل بدلاً من الحصول علي مساعدات من أوروبا، تكون هناك طرق لجذب استثمارات، وبدلاً من أن تقوم أوروبا بإعطائنا مساعدات، تقوم بتدريب العمالة المصرية وبدلاً من أن يقوم الخليج بإعطاء مصر هبات، يستثمر أمواله بها، وأنه لا ينتوى أن يكون الاقتصاد المصري معتمدا علي المعونة وسنحرص علي أن نفتح الباب لجذب أكثر استثمارات ممكن عربية وأجنبية لتسهم في إنتاج اقتصاد مصري بدون معونات.
وأضاف “أريد أن أفرق ما بين جماعة الإخوان وما بين التيار الإسلامي، فالتيار الإسلامي فى مصر أوسع من الإخوان بكثير”.
وأكد صباحي، أنه لا وجود لأحزاب علي أساس ديني ولا وجود لجماعة الإخوان المسلمين حزب أو جماعة خلال السنوات القادمة.
وحول الفروق بين الانتخابات الرئاسية الماضية وهذه الانتخابات قال صباحي “أهم الفروق بين انتخابات الرئاسة الآن وبين الماضية، أن الأولى كانت ثورة 25 يناير، أكثر حضوراً في أذهان المصريين وكانت الحالة الثورية لا تزال حاضرة وبقوة في المشهد السياسي”.
وتابع أن “الملاحظة الثانية، أنه لم يكن في الانتخابات الماضية مرشح للدولة، ولم يكن يستطيع أحد أن يقول إن الدولة المصرية بكل ما لديها من تأثير تميل إلى أحد المرشحين”.
وحول سد النهضة قال صباحي “نحن نعتبر موضوع سد النهضة هو أحد أهم المواضيع وسوف نتبنى خطط للتنسيق والتعاون مع دول حوض النيل، ومسئولية أي رئيس إلا تقل نقطة مياه في مصر”.
وأكد أنه سينشأ مفوضية للمياه وستدعو مصر في عهده لقمة لدول حوض النيل وتكون هناك فلسفة مختلفة وهى أن تتشارك دول حوض النيل في الطاقة والمياه والعيش المشترك، مشيرًا إلى أن هناك دولا فى أوروبا علي علاقة بما يحدث وقال نحن نطلب منكم ألا تضار مصر بما يحدث ولا تكون تنمية إثيوبيا علي حساب الشعب المصري.
وحول قبوله بفكرة المناظرة من عدمه، قال صباحى إنه طالب وحملته بالمناظرة عدة مرات وهى حق للشعب المصري ولم يكن هناك رد حتى الآن وأنه وقبل ساعات من بدأ فترة الصمت الانتخابي، لا يزال مرحباً بالمناظرة مع المرشح المنافس.
وقال صباحي، إنه لديه حرص شديد علي تقوية العلاقة بين مصر وأوروبا وأن تكون مصر بلدا فعالا وحريصا علي الإسهام مع أوروبا في إقامة نظام عالمي أكثر عدالة وإنسانية، مشددًا علي أهمية وجود د شراكة مصرية أوروبية.
وحول الدور المصري خلال الفترة القادمة، قال صباحي إن مصر لديها موقع جغرافي مميز يجعلها تستطيع أن تكون عضوا فاعلا فى المجتمع الدولي، مشيراً إلى أن السياسية المصرية عبر عقود طويلة لم تحافظ علي مصالح مصر ولم تلعب دورا فى أى نظام عالمى جديد وهذا تعبير عن انقطاع الدور المصري.
وتابع صباحي “نريد أن تكون مصر عضوا فاعلا في حقوق الإنسان العالمية وأن تساهم وفى إطار السعي لتعدد مراكز العلاقات ما بين مصر ونقاط التأثير الرئيسية في العالم نريد أن تكون هناك مصالح متبادلة بينها وبين العالم ومصالح مشتركة، مشدداً علي أن مصر بحاجة ماسة لسياسة جديدة مختلفة عن العقود الماضية”.
وكان قد التقي حمدين صباحي المرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية وفدا من سفراء أوروبا بالقاهرة وذلك للنقاش حول الوضع الراهن وموقف أجهزة الدولة والإعلام ومدى الحياد فى الانتخابات الرئاسية وموقفه حال أصبح رئيساً للجمهورية من التعامل مع الدول الأوروبية وكيفية التعامل مع الملفات الداخلية والخارجية لمصر.
المصدر: الوكالات