كتبت صحيفة “واشنطن اكزامينير” الأمريكية في افتتاحيتها أن إيران تصر على تقويض المصالح الأمريكية سواء من خلال مساعدة وكلائها على إطلاق الصواريخ ضد السعودية أو قتل الأمريكيين وشن هجمات ضد العراق وإسرائيل ولبنان وسوريا فضلاً عن دعم الجماعات الإرهابية مثل طالبان.
وتقول الصحيفة: “صرنا قادرين على إدراك حقيقة مدى تنوع خبث الملالي، حيث تم أخيراً رفع السرية عن مئات الآلاف من الوثائق التي ضُبطت أثناء الغارة الجوية على مجمع أسامة بن لادن عام 2011 في باكستان، وذلك عقب سنوات من قيام الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بإخفائها لأغراض سياسية خادعة وخطيرة؛ وبخاصة لأن هذه الوثائق تثبت علاقة إيران الوثيقة مع تنظيم القاعدة الإرهابي وتوفير ملاذ آمن لقياداتها، فضلاً عن تدريب ودعم مقاتليها”.
وترى الصحيفة أن إخفاء هذه الوثائق المهمة طوال ست سنوات يُعد “وصمة عار مشينة” لإدارة أوباما، حيث كان الأخير يخشى من أنه إذا أدرك الناخبون حقيقية دعم إيران للقاعدة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، فإنهم بالطبع كانوا سيعارضون إبرام الاتفاق النووي مع آية الله علي خامنئي.
وتشيد الصحيفة بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي أتاح الفرصة أمام الأمريكيين للإطلاع على الحقيقة، معتبرة أن عليه مواصلة تقويض عدوانية إيران الدولية.
وثمة حادثتان وقعتا يوم السبت الماضي تؤكدان الأسباب الكامنة وراء ذلك. وتوضح الافتتاحية أن الحادثة الأولى تتمثل في قيام الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن بإطلاق صاروخ باليستي ضد الرياض، ولا شك في أن إيران لها دور في هذا الأمر لأن القادة الحوثيين لن يخاطروا بالدعم اللوجستي والتدريبي الذي توفره لهم إيران منذ فترة طويلة ويقومون بهذا العمل العدواني ضد العاصمة السعودية من دون موافقة إيران ودعمها.
أما الحادثة الثانية، بحسب الصحيفة، فهي قرار رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بالاستقالة؛ بسبب تخطيط إيران وحليفها حزب الله لاغتياله، وكان موقع الحريري يتراجع بشدة خلال الأشهر الأخيرة جراء تزايد نفوذ حزب الله على القوات المسلحة اللبنانية وكبار الشخصيات السياسية مثل الرئيس اللبناني ميشال عون. ويبدو واضحاً أن الحريري قد خلص إلى أن مقاومته لمصالح حزب الله باتت تهدد حياته، وهو قلق مبرر خاصة أنه في عام 2005 تم اغتيال والده من خلال تفجير دُمى إيران (حزب الله والرئيس السوري بشار الأسد) لموكبه.
وتعتبر الصحيفة الأمريكية أن أحداث يوم السبت الماضي تكشف حجم تصعيد الجهود الإيرانية لتقويض حلفاء أمريكا الذين يستحقون أن تتخذ الولايات المتحدة الرد المناسب ضد إيران؛ إذ يتعين على الولايات المتحدة دعم محاولات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإعادة تشكيل أمته كمجتمع يتطلع إلى الغرب، إلى جانب التأكد من ضمان حصول القوات العسكرية المستقلة عن حزب الله في لبنان على المساعدات الأمريكية، ومعاقبة الضباط المتواطئين مع حزب الله.
وتختتم الصحيفة افتتاحيتها بانتقاد سياسة الاسترضاء التي انتهجتها إدارة أوباما مع إيران وعدم اتخاذ أي إجراء في أعقاب المؤامرة الإيرانية لاغتيال السفير السعودي في عام 2011 في أحد مطاعم واشنطن، وتحض إدارة ترامب على عدم تكرار أخطاء أوباما واتخاذ إجراءات صارمة وعاجلة ضد إيران التي تتأمر من جديد ضد الولايات المتحدة وحلفائها.
المصدر: وكالات