على هامش مشاركته بالقمة الأفريقية .. شكري يبحث مع نظرائه في كوت ديفوار ومالاوي وجيبوتي تعزيز التعاون
التقى وزير الخارجية سامح شكري اليوم الخميس، في جلستين منفصلتين مع وزير خارجية كوت ديفوار مارسل أمونتاهو ووزير خارجية مالاوي فرانسيس كاسايلا، و محمود علي يوسف وزير خارجية جيبوتي حيث بحث معهما سبل دفع العلاقات الثنائية ومناقشة أهم القضايا الإقليمية والدولية، وذلك على هامش اجتماعات المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي في أديس أبابا.
وصرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن شكري استهل اللقاء مع نظيره من كوت ديفوار لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكدا أهمية البناء على الزيارة التي قام بها رئيس كوت ديفوار إلى مصر في شهر ديسمبر 2017، وذلك عبر عقد اللجنة المشتركة بين مصر وكوت ديفوار في أقرب وقت.
وأشار إلى وجود آفاق عديدة للتعاون في مجالات مختلفة لا سيما في مجال التبادل التجاري، بالإضافة إلى السعي نحو تعزيز استثمارات الشركات المصرية في كوت ديفوار. كما أعرب شكري عن تهانيه لنظيره الإيفواري بمناسبة تولي بلاده العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن للأمم المتحدة خلال عامي 2018 – 2019 ، مشيرا إلى استعداد مصر لتقديم خبراتها لكوت ديفوار في هذا الشأن في إطار دعم العلاقات الثنائية، ودعم دور إفريقيا في الأمم المتحدة.
وأوضح أبو زيد، أن وزير الخارجية بحث مع نظيره الإيفواري الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث أشار إلى تطلع مصر للتعاون مع كوت ديفوار في مجال مكافحة الإرهاب على المستويين الثنائي والإقليمي من خلال تجمع الساحل والصحراء، وذلك بالتصدي للإرهاب بكل حزم والعمل على إيقاف تمويله ومده بالسلاح والمقاتلين والحيلولة دون توفير ملاذات آمنة للإرهابيين.
كما أستعرض شكري جهود مصر لإحياء عملية السلام والمصالحة الفلسطينية كخطوة أساسية لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مشيرا إلى أهمية تمسك الدول الإفريقية بموقفها التقليدي والمبدئي المناصر لحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.
ومن جانبه، أعرب وزير خارجية كوت ديفوار عن نجاح لقاء الرئيس الإيفواري الحسن واتارا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي عقد في شرم الشيخ في ديسمبر 2017، مشيرا إلى أهمية تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من جانب الرئيسين، كما حرص على دعوة رجال الأعمال المصريين والقطاع الخاص للقدوم إلى كوت ديفوار للاستثمار فيها، موضحا أن بلاده اتخذت العديد من الإجراءات لتحسين مناخ في هذا الصدد، وأن بلاده تمثل أرض خصبة وواعدة للاستثمارات.
كما أكد على أهمية تحقيق هدفين رئيسيين خلال العام الجاري، هما تنظيم زيارة لرجال الأعمال المصريين إلى كوت ديفوار، وعقد اللجنة المشتركة بين البلدين والتركيز على إنجاز مشروعات محددة في إطار تحقيق المصالح المشتركة للبلدين.
وصرح المستشار أحمد أبو زيد ، بأن وزير الخارجية أعرب لنظيره المالاوي عن تطلعه لعقد اللجنة المشتركة بين البلدين في أقرب وقت لبحث سبل تطوير التعاون الثنائي خاصة العلاقات التجارية على ضوء ما تمتع البلدين بعضوية تجمع الكوميسا.
كما أعرب وزير الخارجية عن استعداد مصر لتقديم خبراتها المتعددة في مجال التعليم والتكنولوجيا عبر البرامج التدريبية التي تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية.
وأوضح أبو زيد، أن شكري تطرق إلى القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك، حيث استعرض جهود مصر لتحقيق الاستقرار في ليبيا عبر حث الأطراف الليبية المختلفة على تنفيذ اتفاق الصخيرات، كما تطرق إلى الوضع في الشرق الأوسط وجهود مصر لإحياء علمية السلام، مشيرا إلى أهمية التزام الدول الإفريقية بقرار الاتحاد الإفريقي بشأن دعم حقوق الشعب الفلسطيني.
ومن جانبه، أشار وزير خارجية مالاوي إلى أن مصر لديها العديد من الإنجازات في مجالات مختلفة والتي يمكن الاستفادة منها، بالإضافة إلى الخبرات المتنوعة والمتميزة التي يمكن تقديمها لمالاوي، معربا عن تطلعه إلى تدريب كوادر من بلاده في المجالات المختلفة عبر الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، كما أشار إلى أهمية تشجيع التعاون الثلاثي بين مصر واليابان ومالاوي في إطار تدعيم التعاون التجاري بينهم.
وصرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن الوزير أكد حرص مصر على تطوير علاقاتها مع جيبوتي في كافة المجالات، مشيراً إلى العلاقات الوثيقة والتاريخية بين البلدين، وهو ما عكسه إدانة جيبوتي الفورية واستنكارها للهجوم الإرهابي على “كنيسة مارمينا” في حلوان، والتأكيد على وقوف البلدين في نفس الخندق في مواجهة الإرهاب.
كما أعرب عن تقدير مصر لحرص جيبوتي على المشاركة بوفد رفيع المستوى في مؤتمر كبار المسئولين بالدول العربية والأفريقية المشاطئة للبحـر الأحـمر في ديسمبر 2017، منوها بدور الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية في مجال بناء القدرات ونقل الخبرات الفنية لدولة جيبوتي الشقيقة.
ومن جانبه، تناول وزير خارجية جيبوتي رؤية بلاده للوضع في منطقة القرن الأفريقي وسبل تطوير التعاون بين دول المنطقة، موجها الشكر لمصر علي اهتمامها بدعم الاستقرار والسلام في المنطقة.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية، أن الوزيرين ناقشا عددا من القضايا الإقليمية مثل تطورات مفاوضات سد النهضة والأوضاع في كل من الصومال واليمن.
كانت قد بدأت الاجتماعات بالدورة العادية الـ35 للجنة المندوبين الدائمين يومي 22 و23 الجاري، ثم الدورة العادية 32 للمجلس التنفيذي على مستوى وزراء الخارجية يومي 25 و26 الجاري، على أن يليها الدورة العادية الـ30 لقمة رؤساء الدول والحكومات للاتحاد الأفريقي يومي 28 و29 يناير الجاري.
يذكر أن قمة الاتحاد الأفريقي تنعقد هذا العام تحت عنوان ” الانتصار في معركة مكافحة الفساد: نهج مستدام نحو تحول أفريقيا”، باعتباره شعار الاتحاد الأفريقي لعام 2018.
وتشمل قمة الاتحاد الأفريقي هذا العام، اجتماعات عديدة أهمها اجتماع مجلس السلم والأمن تحت الرئاسة المصرية الذي سيتم تخصيصه لمناقشة حالة السلم والأمن في القارة وعدد من المبادرات المطروحة في هذا الشأن، كما ستتناول القمة تقرير الإصلاح المؤسسي للاتحاد الأفريقي، وتقريرًا حول جهود الاتحاد الأفريقي لدعم السلم والاستقرار في ليبيا، وتقرير منسق الطاقة المتجددة في أفريقيا، بالإضافة إلى تقرير الشراكة بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لتعزيز القدرات في عمليات حفظ السلام.
وسيتناول المجلس التنفيذي تقرير اللجنة الوزارية لتقدير الأنصبة والمساهمات حول جدول الأنصبة ونظام العقوبات المنقح، بالإضافة إلى مناقشة تقرير لجنة المتابعة الوزارية حول تنفيذ أجندة التنمية 2063.
ويرأس وزير الخارجية سامح شكري وفد مصر خلال اجتماعات المجلس التنفيذي، حيث من المقرر مناقشة التقرير السنوي لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وتقرير لجنة العشرة لوزراء المالية الأفارقة F10 والذي سيتناول سبل تنفيذ مقرر قمة كيجالي بشأن تمويل الاتحاد الأفريقي.
ويشارك وزير الخارجية في اجتماع اللجنة الوزارية للترشيحات الأفريقية في المنظومة الدولية لبحث الترشيحات المقدمة من الدول الأفريقية للحصول على مناصب في المنظمات الدولية، بالإضافة إلى انتخاب 10 أعضاء جدد في مجلس السلم والأمن بالاتحاد.
ويجري وزير الخارجية، مباحثات ثنائية مع نظرائه الأفارقة على هامش اجتماعات المجلس التنفيذي، وذلك لبحث التعاون الثنائي والقضايا الأفريقية ذات الاهتمام المشترك.
كما سيشارك الوزير شكري في عدد من الفعاليات الجانبية على المستوى الوزاري، أهمها اجتماع اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى المعنية بالتجارة، واجتماع اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى حول ليبيا.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)