انتهت المنافسة الشديدة بين كيلوج وأبراج لإدارة الاستثمارات، إحدى شركات كابيتال الإماراتية ومجموعة صافولا السعودية للاستحواذ على بسكو مصر، رائدة صناعة البسكويت المَحلي والتي تبلغ حصتها 22% من السوق في مصر، بفوز الشركة الأمريكية واستحواذها على 86% من أسهم بسكو مصر مقابل 123.3 مليون دولار أمريكي بسعر 89.86 جنيه مصري للسهم الواحد.
وصنفت قائمة فوربس العالمية شركة بسكو مصر ضمن أقوى 500 شركة عربية في الشرق الأوسط نظرَا لكونها كبرى مُصنعي البسكويت ولمكانتها الفريدة في السوق المصرية التي استمرت لأكثر من خمسين عامًا.. وتنتج الشركة بعض من العلامات التجارية الأكثر تميزًا ورواجًا في مصر، ومنها منتجات البسكويت الأكثر شعبية بسكو لوكس، وشيكو شيكو وبيسكو ويفرز.
ويعمل بالشركة 3 آلاف و300 موظف ولديها 3 مصانع وبلغت مبيعات الشركة السنوية ما يقرب من 70 مليون دولار أمريكي في عام 2013.
وطرحت الحكومة المصرية 60% من الشركة في البورصة المصرية في منتصف عام 1998، وهو ما أدى إلى تغيير وضع الشركة من شركة قطاع عام إلى قطاع خاص.. وفي يناير 2005، استحوذ ائتلاف من صناديق الاستثمار بقيادة مجموعة كونكورد للاستثمارات الدولية على 56.2٪ من بسكو مصر، وكان لذلك الاستحواذ نتائج ايجابية جدا على الشركة في وقت لاحق من ذلك العام.
استثمرت كونكورد أكثر من 270 مليون جنيه مصرى فى عام 2005، لرفع كفاءة الإنتاج، وإنشاء خطوط جديدة للإنتاج والإصلاح والتجديد، وادخال أنظمة تقنية المعلومات، وبناء أسطول اكبر للتوزيع وإعادة هيكلة الانظمة التشغيلية والإدارية بالشركة.
وصرح محمد يونس، رئيس مجموعة كونكورد بأن التطورات التي طرأت على أداء عمل بسكو مصر في الآونة الأخيرة أدت إلى زيادة حصة الشركة من السوق المحلية، كما اكتسبت الشركة إمكانات هائلة تمكنها من زيادة صادراتها وتوسيع نطاق عمل الشركة على المستوى الدولي.
وأضاف يونس أن شركة كيلوج الأمريكية في وضع فريد يهيئ لها مساندة هذه الشركة المصرية الكبرى على النمو محليًا وعالميًا وذلك في إطار التحسينات والإصلاحات التي تقوم بها الحكومة المصرية فى برنامجها الاصلاحى.
وثمن أشرف سالمان، وزير الاستثمار المصري استحواذ شركة كيلوج على حصة كبيرة من شركة بسكو مصر وأرجعه إلى ثقة المستثمريين الأجانب في سوق المنتجات الاستهلاكية المصري والدور الذي يمكن أن تقوم به الشركات المصرية في مساعدة الشركات متعددة الجنسيات على الوصول إلى الأسواق الناشئة من خلال منتجات عالية الجودة.
وأضاف الوزير أن هذا الاستحواذ هو دليل دامغ على الأثر الإيجابي للإصلاحات التي شرعت الحكومة في تنفيذها بالاضافة الى الاثر الايجابى من تنفيذ المشاريع الكبرى وتسوية النزاعات والقضايا طويلة الأمد على الاستثمار في الاقتصاد المصري.
وقد انتعش الطلب على السلع الاستهلاكية في مصر على مدار عام 2014 وبداية عام 2015 بعد أن قام عدد ضخم من الشركات المحلية والأجنبية بزيادة نشاطها خلال العام الماضي. وتعتبر الصناعات الغذائية من القطاعات سريعة النمو في مصر، أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان الذي يبلغ 90 مليون نسمة.
وجذب الاستقرار السياسي والإصلاحات الاقتصادية والتحول الاقتصادي اهتمام المستثمرين من دول أوروبا وآسيا والولايات المتحدة الأمريكية.
ويعتبر استحواذ شركة كيلوج على بسكو مصر هو حدث هام فى سلسلة الاستثمارات الكبيرة المعلن عنها للشركات متعددة الجنسيات المتخصصة في مجال السلع الاستهلاكية، وهو ما يعكس الاهتمام المتزايد بهذا المجال في مصر والاقتصاد المصري ككل.
وتأتي الاستثمارات قبيل انعقاد مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى ، يوم 13 مارس في مدينة شرم الشيخ.
ويجتمع في المؤتمر كبار قادة الأعمال والسياسة من شتى أنحاء العالم لمناقشة تطور الاقتصاد المصري، وفهم تفاصيل التحولات الاقتصادية التي تتم والتعرف على فرص الاستثمار في مستقبل مصر.
ويأتي المؤتمر في وقت مهم جدًا لمصر، حيث تسعى الدولة إلى زيادة الاستثمارات الأجنبية وتهدف إلى تحقيق نمو اقتصادي يصل إلى 4% على الأقل في عام 2015 و 7% على الأقل خلال العقد المقبل.
المصدر:وكالات