مصر على أعتاب دولة مصرية عصرية جديدة، دولة تستطيع من خلال تاريخها الحضاري وإنجازاتها الحالية والثمار المستقبلية المتوقعة للمشروعات القومية التي تنفذ حاليا، أن تكون في مقدمة دول العالم، ومشروع تنمية محور قناة السويس وبالأخص منطقة شرق بورسعيد الذي يتفقد الرئيس عبد الفتاح السيسي أعمال تنفيذ الأرصفة البحرية في مينائها وعدد من المشروع التنموية اليوم /السبت/، وهو أحد تلك المشروعات القومية، فهو حلم المصريين الذي جعل من المنطقة واحدة من أهم ٧ مناطق اقتصادية في العالم، حيث يبشر بعائد سنوي يصل إلى ١٠٠ مليار دولار.
مشروع يغير وجه الحياة على أرض مصر، وجه الرئيس السيسي بوصلة التنمية كي تصبح تلك المنطقة الاقتصادية ، الوجهة للاستثمار العالمي المتميز من خلال خلق بيئة عمل متميزة لجذب الاستثمارات إلى مصر مع ضمان أقصى استفادة للمجتمع المحلي عن طريق رفع مستوى المعيشي على مضى السنوات الـ١٥ المقبلة .
وتتميز منطقة محور قناة السويس بمميزات تنافسية بين مثيلاتها في العالم حيث موقعها الفريد الذي يربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، وربطها بين قارتي أفريقيا وآسيا وقربها من الأسواق العالمية والأفريقية، بالإضافة إلى مرور 11 في المائة من حجم التجارة العالمية من خلال المجرى الملاحي لها، وتسعى مصر من خلال هذا المشروع لاستغلال هذه المميزات خاصة أنها تعتمد على القيمة المضافة والصناعات التكميلية وإعادة التوزيع فضلا عن أنها منطقة خدمات لوجستية، ومن ثم خلق فرص عمل تقارب المليون فرصة.
ومشروع تنمية شرق بورسعيد يعد أحد مكونات مشروع تنمية محور قناة السويس، وينقسم المشروع الذي دشنه الرئيس عبد الفتاح السيسي في عام ٢٠١٥ إلى 3 محاور رئيسي هي، محور منطقة بورسعيد ويتضمن إنشاء امتداد لمدينة بورسعيد شرق قناة السويس (المدينة / الميناء)، وربطهما معا بشبكة طرق وأنفاق، وإنشاء منطقة لوجستية وصناعية وتجارية كبرى عن طريق تنفيذ ميناء بحري يشمل أرصفة بطول 5 كيلومترات، وعرض 500 متر ومجرى مائي بطول ٣ كيلومترات ومنطقة صناعية بمساحة 40 مليون متر مربع، ومنطقة سكنية على مساحة 4 ملايين متر مربع، بإجمالي حوالي 10 آلاف وحدة سكنية كمرحلة أولى تتسع لحوالي 50 ألف مواطن، وباكتمال المرحلة الثانية يصل عدد المواطنين إلى 190 ألف مواطن، ومنطقة لوجستية بمساحة 30 مليون متر مربع، ومنطقة مزارع سمكية بمساحة 80 مليون متر مربع تنتج 55 ألف طن أسماك يوميا، وتوفر عمالة لسبعة آلاف مواطن.
ولخدمة هذا المشروع، تم التخطيط لتطوير طريق «بورسعيد – شرم الشيخ» بطول 500 كم، وطريق «الإسماعيلية – بورسعيد» غرب القناة بطول 104 كيلومترات ، بجانب إنشاء محور 30 يونيو الذي يبدأ من الطريق الدولي الساحلي جنوب بورسعيد حتى الكيلو 90 طريق «القاهرة – الإسماعيلية» الصحراوي بطول 102 كيلومتر، ويرتبط بالمشروع إنشاء “مدينة الجلالة” أعلى جبل الجلالة البحرية على ارتفاع 700 متر من سطح البحر، وتقع المدينة على مساحة 17 ألف فدان تشتمل على مناطق سكنية وسياحية وخدمية، وسيكون بها منتجع الجلالة السياحي العالمي.
أما محور منطقة الإسماعيلية والقنطرة، فيشمل إنشاء مدينة الإسماعيلية الجديدة (تم البدء في تنفيذها بالفعل) بإجمالي 58 ألف وحدة سكنية على مساحة 5,8 ألف فدان كاملة المرافق والخدمات والمنشآت الإدارية، وهي أول مدينة مصرية تراعي ذوي الاحتياجات الخاصة، بجانب إنشاء منطقة صناعية بالقنطرة غرب، ومنطقة تكنولوجية شرق الإسماعيلية الجديدة.
وتم تطوير طريق الإسماعيلية / العوجة بطول 210 كيلومترات وتنفيذ مجموعة أنفاق شمال الإسماعيلية بمنطقة علامة الكيلو 73 ترقيم القناة لخلق محور مروري يبدأ من قلب القاهرة وحتى ميناء سيناء البحري، وتنفيذ سحارة أسفل قناة السويس بمنطقة سرابيوم لتوفير مياه الري لمناطق شرق القناة لتحقيق التنمية الزراعية واستصلاح الأراضي، وتنفيذ سحارة أخرى لعبور مياه مصرف المحسمة التي كانت تهدر في بحيرة التمساح بكميات كبيرة تصل إلى 1,25 مليون متر مكعب يوميا.
المصدر : أ ش أ