“شاورما عالحيط”.. فكرة جديدة ابتكرها صاحب مطعم لبناني من أجل حث الزبائن على التبرع للمحتاجين بسندويش شاورما خاصة مع تردي الأوضاع الاقتصادية في لبنان وارتفاع أعداد اللاجئين السوريين.
تقوم الفكرة على أن يدفع الزبون المتبرّع ثمن سندويش شاورما إضافية ثم تعلق الفاتورة على لوح صغير على الجدار خلف محاسب الصندوق بالمطعم، فيدخل المحتاج الجائع ويأخذ الوصل، ويبدله بسندويش، دون الشعور بالحرج.
ويؤكد مالك مطعم “الصوصة” في منطقة طريق الجديدة بالعاصمة اللبنانية بيروت، محمد عدنان الصوص أن ارتفاع أعداد المحتاجين في منطقته دفعه إلى إطلاق “شاورما عالحيط”، متأملاً ألا تكون هذه المبادرة فردية تقتصر على مطعمه بل توسيعه ليكون المطعم بمثابة وسيط بين المتبرع والمحتاج.
وعلى الرغم من أن هذه الفكرة رائجة في أمريكا وأوروبا، غير أنها جديدة على المجتمع اللبناني مما أثار جدلاً حول مدى جدواها، إذ قال البعض إنها لا تعكس المفهوم الحقيقي للصدقة التي تقوم على السرية، معتبرين أن الفكرة ترويجية هدفها دعائي لزيادة مبيعات المطعم فقط.
ويرد صاحب فكرة “شاورما على الحيط” محمد عدنان الصوص على منتقديه بأنه لا يحتاج أن مطعمه افتتحه منذ عشرات السنين ويتمتع بشعبية واسعة في العاصمة اللبنانية بيروت. ويتابع: “لا أحتاج إلى دعاية في كل مرة أتبرع بها بوجبات مجانية من مطعمي للمحتاجين، لكنني أسعى إلى تعميم هذا المفهوم الجديد للتبرع على جميع المطاعم في لبنان لإطعام أكبر عدد من المحتاجين يومياً”.
وأعرب الصوص عن مفاجأته من الصدى الواسع الذي لاقته مبادرته الجديدة، إذ عمد البعض إلى دعمه بإنشاء هاشتاق “شاروما عالحيط” على تويتر ليتحول إلى منبر لمناقشة أهمية حث جميع الأفراد والمؤسسات على دعم المحتاجين. واعتبر أنه لمس نجاح مبادرته من خلال ارتفاع نسبة التبرعات بالساندويشات حتى أصبحت نسبة المستفيدين من هذه المبادرة بين 50 إلى 100 محتاج يومياً، وذلك بعد أقل من شهر على إطلاقها فقط.
وعن كيفية انطلاق الفكرة، شرح الصوص أنه أراد تقديم بعد جديدة للتبرع بدلاً من التبرع بالمال الذي يشجع على تنامي ظاهرة المتاجرة بالتسول على حساب الفقراء المحتاجين، لذا قرر دفع الشعب إلى التبرع من خلال التبرع بساندويشات شاورما تسد الجوع الذي يتصدر مقدمة حاجات الإنسان الأساسية.
وبينما يأمل الفقراء بعد تناولهم ساندويش الشاورما والدعاء للمتبرع، أن تتوسع المبادرات التي تعزز مفهوم التكافل الاجتماعي وتحسن مستوى الحياة كي لا تكون “لقمة العيش” أقصى طموحات الشعب.
واللافت أن هذه المبادرة الفردية لاقت انتشاراً واسعاً تعدت النطاق المحلي، إذ نقلت جمعية خيرية مصرية الفكرة للدواء من خلال حملة تحت عنوان “الدواء على اللوحة” بغرض خدمة الفقراء، وذلك بالتعاون مع مجموعة مختلفة من الصيدليات في مصر.
وتقوم فكرة “الدواء على اللوحة” أن الزبائن يمكنهم شراء الدواء الموصوف لهم مرتين مرة لهم ومرة لمريض آخر يحتاجه من الفقراء ووضعه في رصيد المحتاجين لدى الصيدلية.
المصدر: الوكالات