سلطت صحيفة “سيدنى مورنينج هيرالد” الاسترالية الضوء على أهمية الحفاظ على العلاقات الودية مع المملكة العربية السعودية قائلة إنه إذا أراد المسئولون الاستراليون أن يبقوا بلادهم سعيدة فالسر يكمن فى الحفاظ على تدفق البترول.
وشددت الصحيفة على أنه يجب النأى بالعلاقات بين استراليا والسعودية بعيدا عن اختلاف وجهات النظر السياسية بين البلدين مؤكدة أن النقطة الأكثر أهمية هى أن المجتمع الاسترالى سيصاب بالشلل بدون النفط إذ تحتاجه استراليا بشدة.
وقالت الصحيفة إن الاستراتيجيين يدركون ذلك جيدا ولهذا يجب أن يكون لدى استراليا مخزونا يكفيها 90 يوما من هذا الخام النفيس وبدلا من ذلك ظل استهلاك هذا الاحتياطي الاستراتيجي الحيوي مستمرا رغم تحذيرات كثير من الخبراء أمثال نائب قائد سلاح الطيران المتقاعد جون بلاكبيرن الذى شدد على أن الاستراليين باتوا مُستَدينين على نحو متزايد في اعتمادهم على واردات النفط ، واعتبرت الصحيفة أن هذا الأمر يحد بشكل كبير من أي خيار لمناورة استراتيجية.
وقالت الصحيفة إنه نتيجة لذلك كان لدى استراليا، منذ نحو شهرين، مخزونا استراتيجيا من الخام يكفيها 51 يوما فقط مشيرة إلى أن تحليل هذه المعادلة يعني أنه كان لدينا 21 يوما من البنزين و19 يوما من الديزل و16 يوما من وقود الطائرات وهو أمر لا يُصدق إذ أن هذا الوقود هو ما تحتاجه الطائرات المقاتلة والدبابات.
وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا أراد أحد هزيمة استراليا فما من حاجة لغزو فكل ما على العدو فعله هو أن يقطع عنها الوقود شهرا وبعد مرور 30 يوما، هذا إن تمكن الاستراليون من البقاء لهذه المدة، فسوف يتوسلون للاستسلام.
وقالت الصحيفة إن الموضوع لا ينحصر فى الزاوية العسكرية فقط بل في أوجه الحياة جميعها فبعد ثلاثة أيام ستُغلق محطات الوقود وبنهاية الأسبوع لن تكون هناك سلع مجمدة فى المتاجر الكبرى وستكون الصيدليات خالية من الأدوية ولهذا السبب ليس من الشجاعة أن يدفع رئيس وزراء استراليا نفسه بشكل متهور في نزاع مع المملكة العربية السعودية على خلفية أى مشكلة سياسية أو قضية حقوقية من أى نوع.
وفي الختام شددت الصحيفة على أنه لا شىء أهم في إدارة الاقتصاد الاسترالي من الوقود فهو الزيت الذي به يلين كل شىء فكل المدن الاسترالية بنيت كلية على أساس الوصول لها بالسيارات والزراعة تعتمد كلية على الديزل فلا شىء يقيد استراليا أكثر من اعتمادها على الوقود.
المصدر : أ ش أ