تسعى قوات الاحتلال إلى الدفع بالمنطقة لحافة الهاوية، وتوسعة دائرة الخراب، لتشمل الجميع.
فانتقلت بمدفعيتها من جنوب لبنان حيث الاشتباكات الدائرة منذ أكتوبر الماضى مع حزب الله، متجهة إلى العاصمة اللبنانية بيروت، بضربة أصابت الضاحية الجنوبية لبيروت وأصابت 78 شخصا وقتلت 7 حتى الآن .
ومن جانبه، أكد لبنان، أن إسرائيل تسعى لجر المنطقة إلى حرب إقليمية كارثية، وأدان مندوب لبنان بمجلس الأمن الدولي؛ الاعتداءات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية واغتيال إسماعيل هنية، معتبرًا الاعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت بمثابة تصعيد خطير، مشددا على أن الاعتداء على العاصمة بيروت يعد رسالة دامية وواضحة من العدوان .
وقد أثار هذا التصعيد المتسارع، قلق العالم والمجتمعين الإقليمى والدولى ، ورفع احتمالات قيام الجيش الإسرائيلى بعملية برية واسعة كما سبق وأن هدد بذلك بعض المسئولين الإسرائيليين، ما دفع عدة دول إلى حث رعاياها على مغادرة الأراضى اللبنانية فى أقرب وقت ، كما حذرت من السفر إلى لبنان نظرا للأوضاع الأمنية المقلقة .
بالتزامن مع هذا التصعيد يستمر لبنان فى جهود محاولة وقف التصعيد ، حيث يزور بيروت حالياً وزير خارجية بريطانيا لبحث سبل الحد من تدهور الأوضاع .
فى هذا الإطار، حذرت أستراليا وأيضا السلطات البريطانية، رعاياها من السفر إلى لبنان وسط مخاوف التصعيد بين إسرائيل وحزب الله اللبناني إثر الغارة الإسرائيلية التي استهدفت القائد في حزب الله فؤاد شُكر.
كما نصحت وزارة الخارجية والتنمية البريطانية في تغريدة دونتها على منصة “إكس” الرعايا البريطانيين المتواجدين في لبنان بضرورة التسجيل على موقع الحكومة البريطانية لإخطار السلطات بتواجدهم هناك.
وفى السياق نفسه، حثت الولايات المتحدة مواطنيها على عدم السفر إلى لبنان مشيرة إلى تصاعد التوتر بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية.
ورفعت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرها من السفر إلى لبنان إلى المستوى الرابع الذي ينصح “بعدم السفر”. وحثت وزارة الخارجية الأمريكيين في لبنان على المغادرة إذا أمكن.
وكانت الخارجية الأمريكية قد أكدت في وقت سابق أن الصراع بين إسرائيل وحزب الله اللبناني طال أمده ولابد من التوصل إلى حل سريع، مشيرة إلى أن الحل الدبلوماسي قابل للتحقيق وتواصل واشنطن الانخراط في محادثات دبلوماسية لتهدئة التوتر.
كما نصحت السفارة الهندية في بيروت، رعاياها بتجنب السفر غير الضروري إلى لبنان وسط تصاعد التوترات في المنطقة، وطالبت السفارة، في نشرتها الناطقة بالإنجليزية، اليوم الخميس، الرعايا الهنود بتوخي الحذر وتقييد التحركات والبقاء على اتصال بالسفارة الهندية في بيروت.
ومن جانبها، حذرت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة جنوب لبنان”يونيفيل”، من توسعة دائرة الصراع فى لبنان، وقالت إن ما يحدث بين لبنان وإسرائيل مثيرا للقلق، مشيرة إلى أن المساعى لا تزال جارية لوقف التصعيد، مؤكدةً على أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 يواجه تحديا كبيرا بسبب انتهاكات إسرائيل وحزب الله لهذا القرار.
وفى إطار تأثير التصعيد الراهن بين إسرائيل وحزب الله ، فقد مددت العديد من شركات الطيران تعليق رحلاتها إلى لبنان والبعض قام بإلغائها. هذا بالإضافة على “تشديد التحذيرات العالمية من السفر إلى لبنان.
من بينها الخطوط الألمانية التى أعلنت عن تمديد تعليق الرحلات من بيروت وإليها حتى 12 أغسطس الجارى .
كما أعلنت شركة الخطوط الجوية الكويتية، الخميس، أن آخر رحلاتها لمحطة بيروت ستكون في الأحد المقبل بسبب الظروف الراهنة.
وذكرت الشركة – في بيان لها – أن ذلك القرار جاء بالتنسيق مع جهات الدولة ممثلة بوزارة الخارجية الكويتية والإدارة العامة للطيران المدني نظرا للأوضاع الراهنة في الجمهورية اللبنانية.
وكانت الادارة العامة للطيران المدني أكدت أمس الأربعاء، عن قيامها بالتنسيق المستمر مع وزارة الخارجية والناقلات الجوية الكويتية بشأن عملية إعادة جدولة الرحلات المتجهة من وإلى بيروت من خلال مطار الكويت الدولي.
ومن جانبها قالت شركة “طيران الشرق الأوسط” اللبنانية، أن عدم انتظام مواعيد رحلاتها الجوية يتعلق بمخاطر التأمين في ظل تصاعد التوتر فى جنوب لبنان، والذي تسبب في إلغاء أو تأخر بعض الرحلات في مطار بيروت.
كما سبق أن ألغت شركة “طيران صن إكسبرس” التركية للرحلات منخفضة التكاليف وشركة “إيه جيت” التابعة للخطوط الجوية التركية وشركة “طيران إيجه” اليونانية و”الخطوط الجوية الإثيوبية” وشركة طيران الشرق الأوسط رحلات كانت مقررة إلى مطار بيروت هذا الأسبوع.
ومن جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية أنها تقدمت بشكوى أمام مجلس الأمن الدولي وأمام الأمين العام للأمم المتحدة عبر بعثتها الدائمة في نيويورك، طالبت بموجبها الدول الأعضاء في مجلس الأمن “إدانة الاعتداءات الإسرائيلية السيبرانية على لبنان والتي تشكل خطراً جدياً على خدمات الطيران المدني فيه، وتهدد أمن وسلامة شبكات الاتصال والأجهزة والتطبيقات والبيانات الإلكترونية في المنشآت والمرافق الحيوية اللبنانية. وفق الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.
و طلبت وزارة الخارجية من بعثتها الدائمة في جنيف تقديم شكوى أمام مقرالاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) مطالبةً الإتحاد “باتخاذ الإجراءات التقنية اللازمة لوقف هذه الاعتداءات ومساعدة لبنان على ضمان حسن سير شبكات الاتصالات”.
وأوضحت وزارة الخارجية اللبنانية أنها بادرت بتقديم هذه الشكاوى بناءً على تقرير وردها من وزارة الإتصالات اللبنانية كشفت بموجبه عن مصدر تشويش في شمال إسرائيل أدى إلى تراجع دقة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في لبنان، ما أثر على خدمات النقل والتواصل، كما تبيّن وجود إنذارات متكررة صادرة عن “خادم بروتوكول وقت الشبكة” تُظهر الفقدان المتكرر لإشارة (GPS)، وتراجع جودة الخدمة وجودة الخبرة لمشغلي شبكات الهاتف المحمول.
وأكدت أن لبنان يدين هذه الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على سيادته وسلامة أراضيه ومواطنيه، وتعتبر هذه الخروقات الفاضحة، “حرباً سيبرانية تهدد شبكات الاتصال وسلامة وسائل النقل، وانتهاكاً فاضحاً للقوانين والأنظمة الدولية، ويدعو المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل للتوقف عن هذه الممارسات التخريبية”.
المصدر: وكالات