يشهد المشهد السوري تطورا نوعيا كبيرا، لكن كثيرا من البنود لاتزال غامضة، وكثير من الأوراق تبقى مبعثرة، وهذه نظرة على تطورات الساعات الأخيرة، وقراءة في مستقبل الصراع الذي تتقاسم أدواره فصائل وأطراف متعددة.
فالروس، والأتراك الحلف الأحدث في المعادلة السورية، يريدان تعميم تجربة حلب على سوريا، فتكتب الاقتراحات، فيعترض هذا الطرف ويتحفظ الطرف ذاك.
لكن المحصلة يجب أن تكون أوسع وأكبر وأهم من حلب، فليست سوريا شطرا من مدينة تخلى على عجل، فهي دولة تعيش حربا الكل يريد أن يخرج منها منتصرا.
سوريّاً، معارضة لا تجمع على رأي واحد، وفصائل متعددة لكل منها حساباته وطموحاته، فتلك التي تراها أنقرة والغرب معتدلة، لا تريد الأسد ونظامه، وإيران وحزب الله في الصورة.
وهناك “المعارضة” التي تعد إرهابية كداعش والنصرة تعادي الجميع، وطموحها دولة إسلامية على كامل سوريا.
وبين هؤلاء وهؤلاء، معارضة سياسية تائهة بين عواصم العالم.
أما الرئيس السوري بشار الأسد، فهدفه واضح يتخلص في العودة خمسة أعوام للوراء لتكون سوريا دولة تحكم بقبضته وتحت سلطانه، لكن هذا يبدو مستحيلا مع إضافاته على الساحة من إيرانيين وعراقيين ولبنانيين.
إضافات غيرت المشهد السوري وأضافت إلى النزاع السياسي والعسكري صبغة طائفي.
وفي هذا الخضم الذي أراده الأسد لاسترداد سلطانه دخلت موسكو بقوة لحماية مصالحها ولقطع الطريق على الغريم الأزلي واشنطن التي تاهت في دروب سورية متشعبة تركتها دون حراك.. دخول حاسم غيّر المعادلة… وأبقى الأسد في موقع قوة كاد أن يفقدها لوهلة.
وبعد الدخول القوي بدأت موسكو بالحديث الدبلوماسي، فحولت أنقرة من عدو إلى شريك يبحث عنها عن حل، وتعاملت بحذر مع الحليف الأبرز إيران، وهو حذر تغلفه خشية من إحباط طهران لأهداف موسكو في سوريا.
فهيأت بذلك للمباحثات التي بدأت من موسكو ومن ثم أنقرة بانتظار أستانة.
بديل واقعي يراه البعض عن جولات جنيف التي لم تفلح في الوصول إلى أكثر من تهدئة هنا وأخرى هناك.
وهكذا هناك عام جديد مقبل على سوريا.. قد تتغير فيه معادلة الصراع، فهناك لاعبون باقون، وآخرون راحلون، وحلول على طاولة تفاوض لم يعرف بعد الجالسين على مقاعدها كاملة.
المصدر: وكالات