أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الإرهاب لا يفهم سوى لغة القوة، مشيرًا إلى أن الجيش السوري، بالتعاون مع حلفائه، مستعد لإعادة السيطرة على المناطق التي استولت عليها التنظيمات المسلحة مؤخرًا.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه مناطق الشمال السوري تحولات ميدانية خطيرة، مع سيطرة المعارضة المسلحة على مواقع جديدة وسط انتقادات دولية للدور التركي والإيراني.
فقد بدأ الجيش السوري بإعادة تنظيم صفوفه بعد انسحاب غير منظم من بعض المواقع في إدلب وحلب.
و ايضا أعادت القوات السورية السيطرة على بلدات استراتيجية في شمال حماة، مثل قلعة المضيق، بهدف تعزيز مواقعها الدفاعية استعدادًا لهجوم مضاد.
ولا شك أن التنظيمات المسلحة استفادت من الدعم الخارجي، خصوصًا الطائرات المسيّرة المتطورة التي تلعب دورًا أساسيًا في رصد تحركات الجيش السوري، لكنه أكد أن الجيش يمتلك منظومات دفاع جوي قادرة على التصدي لهذه التقنيات، مشيرًا إلى ضرورة تطوير الردع العسكري في المرحلة المقبلة.
وجدير بالذكر أن تركيا تحتفظ بوجود عسكري ضخم شمال سوريا، يتضمن أكثر من 17 ألف جندي ومعدات ثقيلة.
و يعتبر هذا الدعم يمثل عقبة رئيسية أمام استقرار الأوضاع في إدلب وشمال حلب. كما أشار إلى الدور الأميركي في توجيه هذه الفصائل المسلحة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تستخدم الجماعات المسلحة كبديل للقوات البرية التقليدية في تحقيق أهدافها الإقليمية.
وأضاف الحسن أن الدعم الإيراني، وإن كان أساسيا في مواجهة الإرهاب، قد تعرض لانتقادات دولية بسبب ارتباطه بالتوترات في لبنان وفلسطين، ما زاد الضغط على الحلفاء الإقليميين لسوريا.
وفيما يتعلق بالمسار الدبلوماسي، فيبدو أن مسار أستانا، الذي كان يهدف إلى تحقيق خفض التصعيد في سوريا، وصل إلى نهايته.
ويبدو أيضا أن تركيا، كأحد الأطراف الضامنة للمسار، لم تلتزم بتعهداتها، بل قامت بدعم التنظيمات المسلحة لمهاجمة مواقع الجيش السوري.
و تعكس تصريحات الأسد الأخيرة تحوّلًا استراتيجيًا نحو الخيار العسكري بدلاً من الاعتماد على المسارات الدبلوماسية التي أثبتت عدم فعاليتها في المرحلة الحالية.
و لا شك أن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيدًا عسكريًا مكثفًا لاستعادة المناطق التي فقدها الجيش السوري.
يعتمد الجيش يعتمد على خبراته المتراكمة وقدرته على التكيف مع التحديات الجديدة، خصوصًا مع استخدام الطائرات المسيّرة والأسلحة المتطورة.
و يبقي المشهد السوري رهينًا للتطورات الإقليمية والدولية، خصوصًا مع تزايد الحديث عن مصالح متشابكة بين الولايات المتحدة، تركيا، وإسرائيل في دعم التنظيمات المسلحة.
يبقى السؤال الأبرز حول قدرة الجيش السوري على استعادة السيطرة وسط التحديات العسكرية والدبلوماسية المتزايدة، وبينما تعيد دمشق ترتيب أولوياتها، تبقى المنطقة بأكملها في حالة ترقب لما قد تحمله الأيام القادمة.
المصدر : وكالات