جاء اختيار “سهلى ورق زودى” كأول رئيسة لإثيوبيا بمثابة تتويج لسلسلة إصلاحات جذرية بدأها رئيس الوزراء “آبي أحمد” منذ أبريل الماضي.
وصوت البرلمان الإثيوبي بالإجماع لاختيار “سهلى”، رئيسة للبلاد، خلفا للرئيس المستقيل “مولاتو تشومي”، لفترة رئاسية لمدة 6 سنوات.
جاء القرار خلال جلسة مشتركة للبرلمان بغرفتيه مجلس النواب والمجلس الفيدرالي.
حيث يتكون البرلمان بغرفتيه الأولى مجلس النواب (547 نائبا)، والثانية المجلس الفيدرالي من (108 نواب)، وشارك في جلسة التصويت 487 عضوا.
وتعتبر “سهلى” الرئيس الخامس للبلاد منذ الإطاحة بالإمبراطور “هيالي سلاسي” 1974، ويأتي تعينها في إطار الإصلاحات التي تشهدها البلاد.
ومنذ وصول رئيس الوزراء “آبي أحمد” للحكم مطلع أبريل الماضي درج على إعطاء المرأة الإثيوبية الفرص الأكبر في الحكم.
ونالت المرأة نصف التشكيلة الحكومية الأخيرة الأسبوع الماضي، بعدد 10 حقائب، بينها وزارة الدفاع التي تولتها “عائشة محمد موسى”.
و”سهلي ورق زودي”، التي ولدت ونشأت بأديس أبابا، لديها ابنان، وأكملت تعليمها الابتدائي والثانوي بمدرسة لسي ماريام.
حصلت على منحة دراسية في فرنسا وهي في السابعة عشرة من عمرها، حيث درست العلوم الطبيعية في جامعة مونبيليه.
وهي الأكبر بين 4 أشقاء لوالد كان ضابطا رفيعا في الجيش الإثيوبي إبان حكم الإمبراطور “هايلي سلاسي” ( 1930 – 1974 ).
حرص والدها على منحها كافة مقومات النجاح فحرص على تلقيها أفضل مستويات التعليم لإيمانه بأهمية تعليم المرأة.
وبعد 9 سنوات من الإقامة في فرنسا والانتهاء من تعليمها، عادت “سهلى” إلى بلدها.
وبدأت رحلة العمل من وزارة التربية والتعليم، وتحديدا مسؤولة عن العلاقات العامة بالوزارة.
وبعد خدمتها في وزارة التربية والتعليم، قررت الشروع في تحد جديد وانضمت إلى وزارة الشؤون الخارجية.
وكانت ثاني امرأة في تاريخ الوزارة تشغل منصب السفير بعد السفيرة “يوديت أمير”، بحسب الخارجية الإثيوبية.
وعملت في عدة مناصب مختلفة بوزارة الخارجية، حيث كانت مهمتها الأولى إلى داكار من 1989 إلى 1993.
فضلا عن كونها سفيرا غير مقيم، في كل من ( مالي، الرأس الأخضر، غينيا بيساو، غامبيا وغينيا) في ذات الفترة.
كما عملت سفيرة لبلادها في جيبوتي، وممثلة دائمة لدى الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) في الفترة من 1993- 2002 .
وعادت إلى فرنسا، التي درست بها، مرة أخرى، عبر بوابة الخارجية، كسفيرة لبلادها في باريس، وممثلة لها بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في تونس والمغرب 2006.
وتنقلت في عدة مناصب إقليمية ودولية، حيث مثلت بلادها في الاتحاد الأفريقي، كمندوبة دائمة لإثيوبيا لدى الاتحاد واللجنة الاقتصادية لأفريقيا.
كما تولت منصب الممثل الخاص ورئيس مكتب الأمم المتحدة لبناء السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى (BINUCA) العام 2009.
وفي مارس 2011، أصبحت أول من يتولى المنصب الجديد كمدير عام لمكتب الأمم المتحدة في نيروبي (UNON)، بتعيين من الأمين العام للأمم المتحدة وقتها، “بان كي مون”.
وحتى وقت قريب، كانت ممثلة للأمم المتحدة في العاصمة الكينية نيروبي.
وآخر منصب شغلته كان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى الاتحاد الأفريقي واللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة، والذي استقالت منه قبل أيام.