عندما يتعلق الأمر بالاكتئاب، فإن التكنولوجيا لها الكثير يمكن توفيره فى هذا الصدد .. فقد نجح فريق من الباحثين الأمريكيين فى تطوير برنامج كومبيوتر قادر على مكافحة الاكتئاب.
ويعتمد الإتجاه التكنولوجى الجديد الذى يرتكز عليه الباحثون فى كلية”إيكن” للطب فى الولايات المتحدة، على استخدام تذكر الوجوه العاطفية (إفمت) (EFMT) وهى تقنية تم تطويرها من قبل اثنين من الباحثين فى الكلية ، ساهمت بصورة كبيرة فى خفض أعراض الإضطرابات الإكتئابية الرئيسية (MDD)، بالمقارنة بالطرق العلاجية التقليدية .
و تعد تقنية تذكر الوجوه العاطفية( إفمت) (EFMT)، بمثابة العلاج المعرفى العاطفى ، الذى يتم عن طريق تطبيق متوفر على منصة ” تقييم السلوك العصبى و العاطفى”( CNI) ، وهى منصة أنشئت لتتحقق من صحة المرضى سريريا وضعت قواعدها العلاجية من قبل شركة “نيو بورها فيورال”.
و قد تم تطوير هذا العلاج فى كلية “إيكن”للطب ، من قبل الطبيب “براين إياكوفيلو ودوينيس”للكشف عن إختلال فى مناطق معين من المخ بين مرضى الإضطرابات الإكتئابية الرئيسية ، حيث يعانى مرضى هذا الاضطراب من فرط النشاط للأنظمة العصبية المشاركة فى معالجة العاطفة مثل منطقة “اللوزة” ، إلى جانب انخفاض نشاط الأنظمة التى تنطوى على السيطرة المعرفية و تنظيم العاطفة ، مثل قشرة الفص الجبهى، وتقوم منطقة اللوزة بمعالجة المحفزات العاطفية البارزة، فى حين أن قشرة الفص الجبهى، باعتبارها المركز التنفيذى للمخ، تقرر ما إذا كانت المحفزات القادمة جديرة بالملاحظة.
ويطلب من المرضى الذين يستخدمون هذه التقنية العلاجية الجديدة تحديد المشاعر المعروض فى إطار سلسلة من الوجوه ، حيث يهدف هذا التحقيق إلي إحداث توازن بين نشاط المخ فى هذه المناطق للعمل بالتنسيق مع بعضها البعض.
فى هذه التجربة ، لوحظ حدوث انخفاض فى الأعراض الاكتئابية الرئيسية بنسبة 42% فى المجموعة التجريبية بعد ستة أسابيع ، مقارنة مع 15.7% فى المجموعة الضابطة ، والتى أعطيت مهمة مماثلة باستخدام أشكال بسيطة بدلا من العواطف .
وشدد الباحثون على أن الهدف من إستهداف شرود التفكير بين الذى يعانيه مرض الإضطرابات الإكتئابية الرئيسية، مثل الهجوم، المثابرة، الهجر، السلبية، وذلك من خلال تفعيل معالجة العاطفة والسيطرة المعرفية فى آن واحد، وبالتالى، تظل مناطق السيطرة المعرفية العليا نشطة حتى فى حال معالجة المخ للمحفزات العاطفية البارة، وإعطاء المريض القدرة على الإبتعاد عن تشتت الذهن .
فقد أثبتت النتائج الأولية فعالية هذا الإتجاه العلاجى الرقمى الجديد ليماثل تأثير العلاج بالعقاقير .
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)