قال السفير الأمريكي لدى سوريا روبرت فورد إن بلاده ترفض مشاركة إيران بمؤتمر جنيف 2 بشأن سوريا، وأكد أن موقف بلاده من الرئيس بشار الأسد لم يتغير. من جهة أخرى رفضت الجبهة الإسلامية السورية لقاء الجانب الأمريكي بشأن التحضير لجنيف 2.
وأكد السفير الأمريكي -في لقاء مع إعلاميين عرب في إسطنبول اليوم الأربعاء- أن دور إيران في الملف السوري كان سلبيا دائما، كما قال إن موقف بلاده من الرئيس السوري بشار الأسد لم يتغير وأن عليه التنحي.
من جهة أخرى، قال السفير الأمريكي إن الجبهة الإسلامية السورية رفضت لقاء الجانب الأمريكي في إسطنبول، في حين يستعد الائتلاف السوري المعارض للمشاركة في اجتماعات ثلاثية بجنيف تمهيدا لمؤتمر جنيف 2 الذي أكد الغرب أنه قد لا يفضي إلى خروج الرئيس السوري من السلطة.
وأعرب فورد -في تصريحات للصحفيين- عن تفاؤله بشأن مفاوضات مؤتمر السلام الدولي بشأن سوريا المعروف باسم “جنيف 2” والمقرر عقده في 22 ينايرالمقبل في بلدة مونترو السويسرية، بسبب عدم وجود فنادق شاغرة في جنيف.
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، قد أكد أمس أنه لم يُعقد أي لقاء مع ممثلين للجبهة الإسلامية التي تشكلت الشهر الماضي من عدة فصائل مقاتلة ضد النظام في سوريا.
وأضاف كيري -في مؤتمر صحفي في مانيلا مع نظيره الفلبيني ألبرت ديل روزاريو- أن عقد لقاء من هذا القبيل أمر وارد.
وعلى صعيد التحضير لمؤتمر جنيف 2، يشارك الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في اجتماعات تمهيدية غدا الخميس بين الروس والأميركيين، وأخرى رسمية يوم الجمعة.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر سياسي في الائتلاف قوله إن رئيس الائتلاف أحمد الجربا يترأس الوفد في اجتماع المحادثات التحضيرية للمؤتمر بحضور مسؤولين من أميركا وروسيا.
وأضاف المصدر أن الجربا سيجتمع كذلك مع المبعوث الأممي للأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي وكذلك مع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، إضافة إلى ويندي شيرمان مساعدة وزير الخارجية الأميركية، وميخائيل بوغدانوف وغينادي غاديلوف مساعدي وزير الخارجية الروسي، على أن يلتحق فيما بعد ممثلو الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والدول المجاورة لسوريا إضافة إلى ممثلي دول الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.
وفي وقت سابق، أفادت مصادر مطلعة لوكالة رويترز بأن الدول الغربية نقلت لها رسالة مفادها أن مؤتمر جنيف 2 قد لا يؤدي إلى خروج الأسد من السلطة، وأن الأقلية العلوية التي ينتمي إليها ستظل طرفا أساسيا في أي حكومة انتقالية.
وتعزو المصادر نفسها ما جاء في الرسالة إلى اتساع نفوذ تنظيم القاعدة وغيرها من الجماعات “المتشددة”، واستيلائها على معبر حدودي ومستودعات أسلحة تابعة للجيش السوري الحر “المعتدل” قرب حدود تركيا.
وقال عضو كبير بالائتلاف على صلة وثيقة بمسؤولين من السعودية “أوضح أصدقاؤنا الغربيون في لندن أنه لا يمكن السماح بإبعاد الأسد الآن، لاعتقادهم بأن ذلك سيؤدي إلى حدوث فوضى وسيطرة الإسلاميين المتشددين على البلاد”.
ولكن دبلوماسيين وأعضاء كبار في الائتلاف السوري حذروا من أن التحول في أولويات الغرب وخصوصا الولايات المتحدة وبريطانيا من إبعاد الأسد إلى محاربة الإسلاميين “المتشددين” يسبب انقسامات بين القوى الدولية الداعمة للثورة السورية.
وكانت دمشق قد أعلنت رسميا مشاركتها بمؤتمر جنيف 2 مؤكدة أنها لا تفعل ذلك من أجل تسليم السلطة، في موقف متناقض تماما مع مطلب المعارضة من المؤتمر وهو استبعاد الرئيس الأسد من العملية الانتقالية.
وكانت الأمم المتحدة ذكرت لدى إعلانها موعد مؤتمر “جنيف 2” أن هدف الاجتماع هو تطبيق الخطة التي اعتمدت في 30 يونيو 2012 من قبل القوى الكبرى والدول المجاورة لسوريا أثناء أول مؤتمر، وهو “جنيف1″، الذي يقضي بتشكيل هيئة حكم انتقالية بكامل الصلاحية.
أما السعودية -التي لم تخف استياءها من السياسة الغربية تجاه سوريا- فقد حذرت من أن تلك السياسات التي تشمل إيران أيضا تنطوي على “مجازفة خطيرة”.
وجاء ذلك في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية للسفير السعودي لدى بريطانيا محمد بن نواف بن عبد العزيز آل سعود الذي قال “إننا نعتقد أن الكثير من سياسات الغرب حيال إيران وسوريا تجازف باستقرار الشرق الأوسط وأمنه”.
وتابع “هذه مجازفة خطيرة لا يمكننا لزوم الصمت حيالها ولن نقف مكتوفي الأيدي”، مؤكدا استعداد بلاده للتحرك بمفردها ومواصلة تقديم الدعم القوي على الصعيدين المالي والعسكري للمعارضة في سوريا في ظل عدم التحرك الغربي.
المصدر : ( وكالات )