بين جبال سيناء اعتزل دير سانت كاترين المهيب، والذي يعد الأقدم في العالم، وصنعت عزلته وهيبته العديد من الأسرار لعل أكثرها غموضاً غرفة الجماجم .
غرفة تمتلأ بعشرات الجماجم والعظام يقف أمام هيكل عظيم لراهب في كام هيئته وكأنه يقودها، ليتبادر في ذهن الناظر إلى هذا المشهد السؤال: من هؤلاء؟
من هي سانت كاترين ؟
لكي تعرف قصة الشهداء لابد أن تمر بقصة القديسة سانت كاترين، وهي تنتمي لعائلة أرستقراطية وثنية من الإسكندرية ولدت في عام 194م وكانت تسمى «زوروسيا»، وعُرف عنها أنها مثقفة وجميلة يرغبها الكل لبهائها وهيئتها ورجاحة عقلها.
رفضت الجميع واعتنقت المسيحية خلال حقبة اضطهاد الامبراطور مكسيمينوس للمسيحيين، فاتهمته علنا بقيامه بتقديم القرابين للأصنام.
كيف قتلوا ؟
يؤكد توني كازامياس، مستشار الأنبا داميانوس، رئيس أساقفة سيناء للروم الأرثوذوكس، ورئيس دير سانت كاترين: إن «غرفة الجماجم» داخل الدير تحتوي بالفعل على جماجم وعظام بشرية تعود إلى الأربعين شهيد من الرهبان القدماء الذين حاولوا اقناع كاترين بالحياة الدنيوية بينما استطاعت هي إقناعهم بالحياة الربانية.
الأربعون شهيدا عاشوا في الجبل فترة من الزمن ولما توفي والد كاترين وتولي عمها الحكم حاول بطرق كثيرة ارجاعها فلم ترضخ له فحضر بجنوده وقام بذبح الأربعين لعدم استطاعتهم اقناع كاترين بالعودة وكانوا أول الشهداء في المكان.
موقع الغرفة
ويوضح «كازامياس» أن هذه الغرفة تقع أسفل كنيسة خاصة لإقامة الصلاة والتأبين للرهبان في الدير، وتعلوها غرفة بالقرب من السقف لها نوافذ واسعة تتسلل منها خيوط الشمس التي تتكسر فوق الجماجم فتخلف ظلالا من الرهبة، مضيفًا: هكذا هي عادة رهبان الروم الأرثوذكسيين، فبعد موتهم بفترة يتم نبش القبر وإخراج الرفات ووضعها تلك الحجرة ويتم وضع الرأس في مكان مخصص والأذرع فى مكان خاص والأرجل في مكان آخر مع ما تبقى من عظامهم، مئات من الجماجم متراصة فوق بعضها بشكل هرمى.
«قائد» الشهداء
وأضاف مستشار الأنبا داميانوس أنه في وسط الغرفة ينتصب هيكل عظمى كامل للراهب اسطنانوس وهو يرتدى كامل ملابسه الكهنوتية وهو الراهب اسطنانوس الذى شيد بوابات التوبة في طريق جبل موسى، كما يوجد في الغرفة من وجهة نظر الرهبان نوع من العظة والعبرة بنهاية الإنسان.
المصدر:وكالات