قررت محكمة روسية، اليوم الخميس، حبس مراسل صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، إيفان جيرشكوفيتش، احتياطياً لمدة شهرين، بعد أن تم إيقافه بتهم التجسس، فيما دفع المراسل ببراءته من التهمة الموجهة إليه، وسط تنديد أمريكي.
وطلبت الولايات المتحدة من خلال القنوات الدبلوماسية “الوصول القنصلي” للمواطن الأمريكي إيفان جيرشكوفيتش، حسبما ذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا.
وأضافت زاخاروفا “سيتم السماح بالوصول القنصلي له في الوقت المناسب”.
وذكرت المحكمة في بيان، أنه “تم اختيار إجراء الحبس الوقائي (…) حتى 29 مايو”. ويجوز تمديد حبسه في نهاية هذه المدة.
ويأتى الحكم بعدما عقدت المحكمة جلسة مغلقة. وقالت هيئة أمنية روسية، إن القضية تم تصنيفها كـ”قضية سرية للغاية”. وقال دانييل بيرمان، محامي المراسل الأمريكي، إنه لم يسمح له بدخول القاعة أو الاطلاع على الاتهامات، وأشار إلى أن موكله سيؤخذ على الأرجح إلى مركز احتجاز “ليفورتوفو”.
وبدوره، أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الخميس، عن “قلقه البالغ” لتوقيف صحفي أمريكي في روسيا، مندداً بما تقوم به موسكو لـ”معاقبة” الصحافة.
وتابع “ندين بأشد العبارات الممكنة محاولات الكرملين المستمرة لترهيب وقمع ومعاقبة الصحافيين وأصوات المجتمع المدني”.
وأوضح “الأولوية القصوى لوزارة الخارجية هي سلامة وأمن المواطنين الأميركيين في الخارج. ونكرر تحذيراتنا القوية بشأن الخطر الذي يتعرض له المواطنون الأميركيون داخل الاتحاد الروسي”.
وذكر البيت الأبيض، الخميس، أن وزارة الخارجية الأمريكية على اتصال مباشر بالحكومة الروسية بشأن أنباء اعتقال موسكو لمراسل يعمل لحساب صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وقال البيت الأبيض، في بيان، إن إدارة الرئيس جو بايدن تتواصل مع أسرة المراسل والصحيفة، مضيفا “لا تزال وزارة الخارجية تنصح المواطنين الأميركيين المقيمين في روسيا أو المسافرين إليها بمغادرتها على الفور”.
وأصبح جيرشيكوفيتش أول صحفي يعتقل في روسيا منذ الحرب الباردة، وتحديداً منذ عام 1986 حين ألقى الاتحاد السوفيتي القبض على الصحفي نيك دانيلوف على ذمة اتهامات مماثلة، خلال فترة توتر في العلاقات بين واشنطن والاتحاد السوفيتيي، وفق ما ذكرت شبكة “سي إن إن”.
وقبع دانيلوف في سجن انفرادي لعدة أسابيع قبل تدخل إدارة الرئيس الأميركي حينها رونالد ريجان والتفاوض لإطلاق سراحه.
وأعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، صباح اليوم، احتجاز مراسل “وول ستريت جورنال” في مدينة يكاتنبيرج في منطقة جبال الأورالز، للاشتباه في قيامه بـ”التجسس”، فيما نفت الصحيفة الاتهامات “بشدة” مطالبة بالإفراج الفوري عنه.
وقال جهاز الأمن الروسي في بيان نقلته وكالة “تاس” الروسية، “أحبط جهاز الأمن الفيدرالي الروسي النشاطات غير القانونية لإيفان جيرشيكوفيتش، المواطن الأميركي المولود في 1991، ومراسل مكتب موسكو للصحيفة الأميركية وول ستريت جورنال، والذي يشتبه في تجسسه لصالح الحكومة الأميركية”.
وأضاف “بطلب من الحكومة الأميركية، جمع إيفان جيرشكوفيتش، معلومات تشكل أسرار دولة عن نشاطات أحد المجمعات الصناعية العسكرية الروسية”.
ونفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الاتهامات الموجهة إلى المراسل “بشدة” وطالبت بالإفراج الفوري عنه، مشيرة إلى “قلقها العميق” بشأن سلامته، معلنة التضامن مع عائلته.
وقالت “وول ستريت جورنال” إن الصحيفة فقدت الاتصال مع جيرشكوفيتش بعد ظهر الأربعاء، فيما كان يعمل في يكاترينبرج.
وعقب ذلك ظهر منشور على “تليجرام” يصف رجلاً يتم إخراجه من أحد المطاعم ووجهه مغطى قبل أن يوضع في شاحنة، ولكنها ذكرت أنه ليس من الواضح ما إذا كان ذلك الشخص هو إيفان جيرشكوفيتش.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم إن احتجاز المراسل الأمريكي “أمر يعود لجهاز الأمن الروسي، ولكن على حد علمنا فإن المراسل ضبط متلبساً”.
وحذر الكرملين واشنطن من القيام بـ”رد فعل انتقامي” يستهدف وسائل الإعلام الروسية، وفق “فرانس برس”.
وبدورها، قالت المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن ما كان المراسل يفعله في يكاترينبرج “لا علاقة له بالصحافة”.
المصدر: وكالات