«أم كلثوم».. اسمها الأصلي فاطمة إبراهيم البلتاجي، أما ألقابها الفنية فهي كثيرة مثل «الست» أو «ثومة» أو «كوكب الشرق» أو «سيدة الغناء العربي»، بدأت مسيرة الغناء منذ نعومة أظافرها، ويظل يوم ميلاد ها محل خلاف إذا ما كان الرابع من مايو عام ١٩٠٤ وفق رواية عبدالحميد توفيق زكي وهو التاريخ الأرجح أو العشرين من ديسمبر عام ١٨٩٨ أو عام ١٨٩٩م، لكن ليس هناك خلاف علي موعد وفاتها، الذي كان «زي النهارده» 3 فبراير ١٩٧٥م، أما لقب «كوكب الشرق» فقد أطلقه عليها كروان الإذاعة المصرية، محمد فتحي.
أما لقب «قيثارة السماء»، فقد أطلقه عليها طاهر الطناحي في كتابه «حديقة الأدباء»، أما «ثومة» وهو اللقب الشعبي أطلقه الوسط الفني عليها وكذلك عائلتها، وكانت قصيدة صادق الرافعي «عصفورة» من أوائل ما تغنت به، وهي تنحدر لأسرة متواضعة في قرية «طماي الزهايرة» التابعة للسنبلاوين بالدقهلية الآن اسم القرية هو «قرية أم كلثوم»، ومثلما كان والدها إماماً لمسجد القرية فقد كان منشدًا دينيا في الموالد والأفراح.
كانت هي وأخوها خالد يتلقيان الإنشاد الديني عن أبيهما، ولم تكد هي تجاوز العاشرة من العمر حتي كانت تقف أمام الجمهور تغني في هيئة صبي يرتدي الجبة والقفطان والعقال، سمعها القاضي علي بك أبو حسين فقال لأبيها «لديك كنز لا تعرف قدره في حنجرة ابنتك»، وأوصاه بالاهتمام بها، واشتهرت بأداء قصيدة «وحقك أنت المني والطلب»، للإمام الشبراوي.
بدأت علاقتها بآل عبدالرازق «حسن وعلي ومصطفي»، وعلمها أمين المهدي أصول الطرب، وبدأ الرحلة معها محمد القصبجي، وبعد ذلك تعرفت على أحمد رامي ثم السنباطي لتبدأ مسيرتها الحافلة.
كانت أولى زياراتها للقاهرة في عام ١٩١٩ لإحياء إحدى ليالي «الإسراء والمعراج» في قصر عز الدين يكن، بحلوان ثم مرة أخرى عام ١٩٢١ لإحياء أحد الأفراح وتعرضت للنشل، فكرهت القاهرة وخاصمتها لعامين إلى أن التقت في ١٩٢٢ في محطة السنبلاوين بالشيخ أبوالعلا محمد الذي سمع صوتها وتحمس لها، وتبناها فنيا وأصر على سفرها للقاهرة.
وفي ١٩٢٣ انتقلت إلى القاهرة ورعاها الشيخ أبوالعلا، وفي ١٩٢٤ التقت صبري النجريدي ثم التقت أحمد رامي الذي لازمها طوال مسيرتها ثم محمد القصبجي، كانت أم كلثوم محط إجماع عربي وقد شاركت في افتتاح الإذاعة بصوتها عام ١٩٣٤ وبعد عام بدأت التعاون مع «السنباطي» إلى أن توفيت «زى النهارده» من عام ١٩٧٥.
وتظل «أم كلثوم» محطة فارقة في الغناء العربي لم يتجاوزها الغناء بعد، وكانت قبل وفاتها تجري بروفة أغنية «أوقاتي بتحلو» من تلحين سيد مكاوي لكن حالة إغماء انتابتها لتبدأ معها رحلة المرض التي انتهت بوفاتها، وقبل سفرها طلبت من الشاعر صالح جودت أن يكتب لها قصيدة احتفاء بنصر أكتوبر، لكنها توفيت قبل إنجاز هذه الأغنية التي كان يقول مطلعها: «ياللي شبابك في جنود الله.. والحرب في قلوبهم صيام وصلاة»، وكانت أخبار مرض أم كلثوم قد تصدرت الصحف المصرية بدءاً من ٢٢ يناير ١٩٧٥م، حتي إن الإذاعة كانت تستهل نشراتها بأخبار أم كلثوم، متابعة لحالتها، لقد حصلت أم كلثوم أثناء حياتها على الكثير من مظاهر التقدير المصرية والعربية والأجنبية.
المصدر: وكالات