قال زعيم الحركة الاحتجاجية في تايلاند -الساعية للاطاحة بحكومة رئيسة الوزراء والغاء انتخابات مقررة- اليوم الجمعة إنه يتعين عليها اما التنحي واما ارغامها على ذلك مشيرا الى ان حركته ستحتاج عندئذ نحو عام لاجراء الاصلاحات.
وكانت رئيسة الوزراء ينجلوك شيناواترا قد دعت لاجراء انتخابات في الثاني من فبراير القادم في محاولة لوضع حد لاحتجاجات الشوارع الا ان سوتيب توجسوبان وهو نائب مخضرم استقال من البرلمان لقيادة هذه الاحتجاجات رفض هذه الخطوة.
وادراكا منه ان حلفاء شقيق ينجلوك رئيس الوزراء السابق المعزول تاكسين شيناواترا قد يفوزون في هذه الانتخابات يطالب زعيم الحركة الاحتجاجية بتكليف “مجلس شعب” غير منتخب بادارة شؤون البلاد.
وقال سوتيب وهو يطرح افكاره على وسائل الاعلام إنه سيلتقي غدا السبت مع قادة الجيش لمناقشة استراتيجيته الا انه رفض اي فكرة بشأن ابرام صفقة مع ينجلوك التي ترأس حكومة انتقالية بعد ان وافق ملك البلاد على موعد الانتخابات.
وستعقد ينجلوك منتدى يوم الاحد القادم لمناقشة الاصلاحات الا انها قالت انه يمكن صياغتها فقط على ان يجري تنفيذها بعد الانتخابات.
وقال سوتيب للصحفيين “دعوات ينجلوك لمنتديات الاصلاح القومية ليست بالشيء الجديد. لا نقبل بعرض ينجلوك. لن نتفاوض.”
وقال سوتيب “بدلا من ان يسنوا القوانين التي تنفع الشعب.. استغلوا المنظومة البرلمانية اسوأ استغلال لمساعدة مجموعة معينة من الناس… لمحو اخطاء تاكسين شيناواترا” وذلك في اشارة الى مشروع للعفو السياسي ادى الى احتدام الازمة الراهنة.
وقال إن أسلس طريق للخروج من هذه الازمة هو ان تتنازل ينجلوك عن السلطة وان تترك لمجلسه المقترح مهمة تنفيذ الاصلاحات. وقال إنه خلاف ذلك فإن الشعب سيستولي على الحكم. واضاف قائلا “متى انتهينا من ذلك خلال فترة 12 الى 14 شهرا… سيعود كل شيء الى ما كان عليه.”
ويتمحور الصراع السياسي الناشب في تايلاند منذ ثماني سنوات حول تاكسين وهو قطب اتصالات سابق يتمتع بشعبية جارفة بين ابناء الطبقة الريفية من الفقراء بسبب السياسات التي انتهجها حين كان في سدة الحكم ونفذتها حكومات متحالفة معه بعدما اطيح به من السلطة.
واكتسب تاكسين -الذي يعيش في منفى اختياري هربا من حكم بالسجن بتهمة اساءة استخدام السلطة- تفويضا مطلقا يستغله لتحقيق مصالح الشركات الكبرى بما في ذلك مصالحه الخاصة. ورفض تاكسين اتهامات بالكسب غير المشروع قائلا بانها ذات دوافع سياسية.
وتعارض المؤسسة الملكية تاكسين اذا تستشعر خطرا من بزوغ نجمه كما كان الجيش يعارضه في السابق. ويرى بعض الاكاديميين ان تاكسين فاسد منتهك للحقوق فيما يشعر ابناء الطبقة الوسطى بالتذمر منه اذ يرون ان حصيلة الضرائب التي يدفعونها تنفق على سياسات شعبوية لا طائل من ورائها تصل الى حد شراء الاصوات الانتخابية.
ويرون ان ينجلوك ليست سوى دمية في يد تاكسين ويعتقد انه يضع السياسات الحكومية ومن المعروف ايضا انه يلقي كلمات خلال اجتماعات مجلس الوزراء بالاستعانة بشبكة سكايب.
وتراجع عدد المحتجين في الشوارع الى بضعة آلاف من 160 الفا يوم الاثنين الماضي عندما اقترحت ينجلوك اجراء الانتخابات المبكرة الا ان سوتيب لم يتراجع عن موقفه قيد انملة.
وينصب التركيز الان على الاجتماع بين قادة القوات المسلحة وسوتيب واطراف معنية اخرى وهو الاجتماع الذي قال الجيش انه يهدف الى “ايجاد مخرج لتايلاند.”
المصدر: رويترز