لا تزال مؤسسات انتاج السلاح فى روسيا تفاجىء العالم بالجديد .. فقد دشنت روسيا باكورة إنتاجها من الغواصات القتالية التى تعمل بالتوجيه عن بعد و القادرة على الاشتباك النيرانى فى أعماق البحار و المحيطات ، وقالت مؤسسة روس تيك المتخصصة فى إنتاج منظومات الدفاع المتطورة أن الغواصة المسيرة الجديدة هى الأولى من نوعها فى العالم و أن فكرة إنتاجها مستلهمة من الطائرات التى تعمل بدون طيار .
ويقول المراقبون ان روسيا و الصين فى تنافس مستمر لإنتاج جيل جديد من نظم القتال البحرى الغاطس لتلبية احتياجات الدفاع عن مصالحهما البحرية وكذلك دخلت الولايات المتحدة على خط المنافسة بالتعاون مع حلفائها الأوروبيين.
و بمقدور الغواصات الروسية الجديدة المسيرة الاشتباك مع عناصر الضفادع البشرية من خلال منظومة كاميرات للبث المباشر مرتبطة بقواعد الإدارة و التحكم البحرية التي تقوم بتشغيلها ، كما تقدر الغواصات الروسية الجديدة على توفير الحماية للأهداف البحرية الطافية و الشاطئية من الهجمات المعادية التي تقوم بها الغواصات أو الزوارق الطافية بل حتى عناصر الإبرار البحرى .
و بدأت روسيا منذ الشتاء الماضى تجربة الغواصات الجديدة فى معارك تحاكى المعارك الحقيقية ، وذلك تمهيدا لإنتاجها على نطاق واسع ، و لم تكشف روسيا حتى الآن عن التفاصيل الفنية و الخواص التشغيلية للسلاح البحرى الجديد ، لكن كل ما هو معلوم هو تسليحها بمدافع رشاشة من العيار 7.62مم بالإضافة إلى طوربيدات مقذوفية موجهة و جميعها من طرازات خاصة تلائم أعمال القتال الغاطس فى المياه العميقة .
وفى مارس من العام الماضى أعلن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أن بلاده تعكف على تطوير غواصات ذاتية التسيير تعمل بالطاقة النووية ، وقد أطلقت روسيا على غواصتها الجديدة ذاتية التسيير إسم / بوسيدون / وهى تحاكى غواصات / كانيون / التى طورتها مصانع دول الاتحاد الأوروبى بصورة مشتركة بالتعاون مع المصانع الأمريكية وهى غواصات قادرة على حمل المقذوفات النووية و التقليدية في آن واحد وقادرة على الاشتباك مع الأهداف الجوية و التحصينات الساحلية و منشآت البنية التحتية البحرية و الساحلية و تصدير نيران الإزعاج للوحدات المعادية ، لكنها برغم ذلك ليست ذاتية التسيير وهى الميزة التى تتفوق بها الغواصات الروسية الجديدة / بوسيدون / .
و من المرتقب أن تثمر جهود التطوير الصينية عن إنتاج غواصات ذاتية التسيير قادرة على الاشتباك النيرانى مطلع العام 2020 ، و تعتمد بكين فى ذلك على تطبيقات الذكاء الاصطناعى وذلك بحسب ما ذكرته صحيفة صينية فى يوليو من العام الماضى ، لكن برنامج إنتاج هذا النوع من الغواصات الصينية لا يزال محاطا بتكتم شديد.
كما طورت الولايات المتحدة غواصات تعمل بالتوجيه عن بعد لكنها ليست للأغراض القتالية و غير قادرة على الاشتباك النيرانى مع أهداف معادية ، و لا تتعدى مهمة الغواصات الأمريكية المسيرة التي تم تطويرها حتى الآن الكشف عن الأهداف البحرية المعادية و اكتشاف و تحديد مناطق حقول الألغام البحرية و كذلك تنفيذ مهام الاستطلاع البحرى تحت السطح و فوقه ، بينما لا تزال الولايات المتحدة تعتمد بصورة أساسية على الغواصات من طراز / دولفين / لتوفير الدفاع النيرانى عن قواعدها البحرية و اعتراض الغواصات المعادية تحت السطح و تحديد مواقع حقول الألغام العائمة و الغاطسة .
المصد: أ ش أ