بات مصنع آزوفستال للصلب آخر معقل مقاومة للأوكرانيين في مدينة ماريوبول الاستراتيجيّة في جنوب شرق أوكرانيا، تحت سيطرة الجيش الروسي الكاملة مساء الجمعة في حين تقصف المدفعية الروسية بكثافة منطقة دونباس شمالا.
وقال المتحدّث باسم وزارة الدفاع الروسيّة إيجور كوناشنكوف في بيان مساء الجمعة عبر تلجرام إنه “منذ 16 مايو، استسلم 2439 من (كتيبة) آزوف وجنود أوكرانيّون محاصرون في المصنع واليوم استسلمت المجموعة الأخيرة المؤلّفة من 531 مقاتلاً”.
وسبق أن نشرت موسكو صورًا تُظهر مجموعات رجال يرتدون زيا قتاليا، بعضهم على عكازات وبعضهم مضمّد، يخرجون من المصنع، بعد معركة طويلة أصبحت رمزًا للمقاومة الأوكرانية للغزو الروسي.
وأكّد قائد الكتيبة في المجمع الصناعي دينيس بروكوبينكو الذي ظهرت ضمّادة كبيرة على ذراعه اليمنى فيما بدت اليسرى متورّمة، في فيديو عبر تلجرام من مكان يبدو أنّه ملجأ تحت الأرض، أنّ “القيادة العسكريّة العليا أعطت أمرًا بإنقاذ حياة الجنود… والتوقّف عن الدفاع عن المدينة”.
وترفض كييف الحديث عن استسلام في آزوفستال بل استخدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تعبير “إنقاذ أبطالنا”.
ونشر الجيش الروسي مساء الجمعة مشاهد قال إنها لعمليات تفتيش مقاتلين أوكرانيين سلموا سلاحهم، من قبل جنود روس.
من جانبها، أشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان إلى أن اتفاقية جنيف تشترط على الأطراف المتحاربة منحها “حق الوصول الكامل” إلى أسرى الحرب “أينما كانوا محتجزين”.
بعد فشلها في السيطرة على كييف وخاركيف ثاني مدن أوكرانيا (شمال شرق)، تركز روسيا جهودها العسكرية في شرق البلاد وجنوبها وتسعى موسكو خصوصًا إلى السيطرة بالكامل على دونباس التي تخضع جزئيًا لسيطرة انفصاليين موالين لروسيا منذ 2014.
وقالت هيئة أركان القوات الأوكرانية عبر فيسبوك صباح السبت “يستمر العدو في شن هجمات في منطقة العمليات الشرقية لفرض سيطرة تامة على أراضي منطقتي دونيتسك ولوجانسك والابقاء على ممر بري مع القرم المحتلة موقتا”.
من جانبه، أكد وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أن احتلال منطقة لوجانسك التي تشكل مع دونيتسك إقليم دونباس، “شارف الانتهاء”.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أولكسندر موتوزيانك إن الوضع “أظهر دلائل على التدهور” وإن “قوات الاحتلال الروسية تطلق نيرانًا كثيفة على طول خط المواجهة بالكامل”.
وقال حاكم المنطقة سيرجيي جايداي ليل الجمعة السبت “بينما نقاوم وتتلقى قواتنا أسلحة من الخارج وتعيد تسليح نفسها وتجميع صفوفها وأظن اننا في يونيو سنشهد هجوما مضادا”.
في مدينة لازوفا في شرق البلاد أصيب ثمانية أشخاص على الأقل بينهم طفل بهجوم صاروخي روسي استهدف مركزا ثقافيا أعيد بناؤه قبل فترة قصيرة على ما أفاد مسؤولون أوكرانيون.
بحسب السلطات الأوكرانية، لا يزال 15 ألف شخص يعيشون في ملاجئ في سيفيرودونيتسك التي دمّرتها القنابل.
وتشكل سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك آخر جيب للمقاومة الأوكرانية في منطقة لوجانسك. ويحاصر الروس حاليًا هاتين المنطقتين اللتين يفصل بينهما نهر، ويقصفونهما بلا توقف لإنهاك المقاومة ومنع وصول تعزيزات.
وفيما تبقى الحرب سيدة الموقف، وافقت دول مجموعة السبع خلال اجتماع في المانيا الجمعة على حشد 19,8 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا “على سد عجزها المالي”.
وعشية ذلك، وافق الكونجرس الأميركي على رزمة مساعدة ضخمة لأوكرانيا بقيمة أربعين مليار دولار لدعم جهودها العسكرية في مواجهة روسيا.
المصدر : وكالة أنباء الفرنسية ( أ ف ب )