قال الوسيط الروسي فيتالي نعومكين إن ممثلي الرئيس السوري بشار الأسد وشخصيات المعارضة السورية اتفقوا على عقد جولة ثانية من المحادثات في موسكو ولكن لم يتحدد موعد لذلك.
جاءت المحادثات بناء على مبادرة روسية ترمي إلى إحياء جهود السلام في الحرب الأهلية الدائرة رحاها في سوريا منذ أربعة أعوام. وقوبلت المحادثات بالرفض من المعارضة السياسية السورية الرئيسية.
والتقى المشاركون في المحادثات لتبني سلسلة من النقاط التي تمثل في معظمها موقف روسيا من العنف في سوريا. وموسكو مساند رئيسي للرئيس الأسد.
وقال نعومكين -وهو أكاديمي- إن الفريقين اتفقا على توحيد الجهود في مواجهة خطر الإرهاب في سوريا حيث استولى تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات واسعة من الأراضي مع أن موسكو وصفت عدة جماعات أخرى معادية للأسد في البلاد بأنهم “إرهابيون”.
وقال نعومكين “مسألة الإرهاب كانت أحد الموضوعات الرئيسية التي نوقشت. وهذا بالضبط ما أدى إلى التقاء الجانبين بوصفه تحديا جسيما لسلامة أراضي سوريا ووحدتها.”
واضاف قوله إن المحادثات تتيح أفضل فرصة للوصول إلى جولة أخرى من مفاوضات السلام بين الحكومة والمعارضة في جنيف. وكانت آخر جولة من محادثات جنيف التي يطلق عليها جنيف الثانية قد عقدت في أوائل العام الماضي.
وساعد موقف روسيا من الحرب على حماية الأسد من العقوبات الغربية في مجلس الأمن. وواصلت موسكو جهودها لعقد المؤتمر على الرغم من غياب التأييد من أوروبا أو الولايات المتحدة التي توترت علاقات موسكو معها بسبب الأزمة الأوكرانية.
وقال نعومكين إن أغلبية المشاركين وافقوا على سلسلة من النقاط تعرف باسم مبادئ موسكو وتلتزم إلى حد كبير بنقاط الحوار التي تمسك بها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ودبلوماسيون آخرون خلال الصراع.
ومن بين هذه النقاط الحفاظ على سيادة سوريا ووحدتها ورفض التدخل الأجنبي ومكافحة الإرهاب وتسوية الحرب الأهلية في البلاد بالسبل السلمية.
وكانت جماعة المعارضة السياسية السورية الرئيسية -وهي الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية- قاطعت اجتماع موسكو قائلة إنها لن تشارك في محادثات تؤدي إلى بقاء الأسد في الحكم.
وتدعو وثيقة وافق عليها الجانبان في الجولة الأولى لمحادثات جنيف في عام 2012 إلى إنشاء هيئة انتقالية حاكمة يتم تشكيلها بالتراضي.
غير أن الجانبين وأنصارهم الخارجيين ومنهم روسيا والولايات المتحدة اختلفوا بشأن مآل الأسد. وما زال مصير الأسد نقطة شائكة في الصراع الذي أودى بحياة ما يربو على 200 ألف شخص في قرابة أربعة أعوام.
وقال دبلوماسي غربي يتابع أحداث سوريا إنه لم تكن هناك آمال قوية في التوصل إلى انفراجة في محادثات موسكو. وقال إن غياب معارضة حقيقية وغياب الحماس في جانب حكومة الأسد وقرار معاذ الخطيب الرئيس السابق للائتلاف الوطني بمقاطعة المؤتمر قوضت الآمال في تحقيق نتائج.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)