يُخفي الليلُ بسحره طقوسَ عنايةٍ مرفَّهةً للبشرة، إذ يتحوَّل روتينُ الجمالِ الليلي إلى طقسٍ فاخرٍ، ولحظةٍ ممتعةٍ من العنايةِ الذاتيَّة، والتأمُّل. لا تساعد هذه الطقوسُ الهادئةُ في الاسترخاء فحسب، بل وتجدِّدُ أيضاً البشرةَ والروحَ لليوم التالي حيث تسهم في تحسين بشرتكِ، وتنعشُ حياتكِ، وتُجهِّزكِ لأمسياتٍ سعيدةٍ فوَّاحةٍ بأرقى العطور.
النومُ حالةٌ، تسمح للجسمِ والعقلِ بالراحةِ، وإعادةِ الشحن، والتخلُّصِ من السموم، وإصلاحِ الخلايا. هذا يضمنُ أن تعمل الأعضاءُ بأفضل شكلٍ، بما في ذلك أكبرُ عضوٍ في الجسم ألا وهو الجلد.
لكي يبدو سطحُ الجلدِ ناعماً ومتناسقاً وشبابياً، يجب أن تتلقَّى خلاياه عناصرَ غذائيَّةً مناسبةً، وترطيباً وتنظيماً هرمونياً، وهنا يسهم النظامُ الغذائي، وممارسةُ الرياضة، وروتينُ العنايةِ بالبشرة الداعمُ والمتجدِّدُ في منح بشرتكِ ما تحتاج إليه لتظهرَ في أفضل حالاتها، كما أن النوم، يلعبُ أيضاً دوراً مهماً في هذا الجانب، وهناك أسبابٌ عدة وراء ذلك.
يزدادُ تدفقُ الدمِ إلى طبقاتِ الجلدِ المختلفة أثناء النوم، ما يعني أن خلايا الجلدِ تمتلئ بالأوكسجين، والموادِّ المغذِّية، وهذا يعني أن خلايا الجلدِ، تتلقَّى الدعمَ الذي تحتاج إليه للتجدُّد والاستعادة، كما يتمُّ منعُ الشحوبِ والبهتان. عندما نُحرَمُ من النوم، من الشائعِ أن تصبح الهالاتُ السوداءُ أكثر بروزاً تحت العينين، وعلى الرغمِ من أن العمرَ، والجيناتِ، والنظامَ الغذائي، تلعبُ جميعاً دوراً في هذا التغييرِ باللون إلا أن زيادةَ الشحوبِ، وبهتانَ الجلد، يكون لهما دورٌ كبيرٌ في ذلك، فالأوعيةُ الدمويَّة الصغيرة، يمكن رؤيتها بوضوحٍ أكبر تحت الجلدِ الرقيقِ والحسَّاس أسفل العين عندما لا يكون الجلدُ في أكثر حالاته إشراقاً.
يتمُّ إفرازُ هرمونِ النموِّ البشري أثناء النوم، ويساعدُ في تجديدِ خلايا الجلد، وإعادةِ هيكلتها، كما أنه أساسي لتسريعِ التئامِ الجروح، وقد أظهرت أبحاثٌ أن إنتاجه، يؤثِّر بشكلٍ مباشرٍ في بنيةِ الجلد، وهناك أدلَّةٌ على أن هرمونَ النموِّ البشري، يقلِّلُ من ظهورِ التجاعيدِ، والترهل، ويستخدمه أطباءُ الجلدِ الآن بشكلٍ صناعي.
يُؤخَذُ الميلاتونين عادةً بوصفه مكمِّلاً غذائياً، يساعدُ في النوم لمَن يعاني من صعوبةٍ في ذلك، لكنَّ الميلاتونين أيضاً مضادٌ للأكسدة، ما يعني أنه يساعدُ الجسمَ في محاربةِ الجذورِ الحرَّة. وعلى الرغمِ من أن الجذورَ الحرَّة، يمكن إنتاجها بشكلٍ طبيعي داخل الجسمِ إلا أن هناك كثيراً من العواملِ البيئيَّة التي تُسبِّبها للجلد، منها تلوُّثُ الهواء، والأشعَّةُ فوق البنفسجيَّة. يوفِّرُ الميلاتونين دعماً حيوياً مضاداً للأكسدةِ للبشرة أثناء الليل من خلال مساعدته في تحييدِ هذه الجذورِ الحرَّة، ما يمنع بالتالي حدوثَ مزيدٍ من الضررِ مثل التجاعيدِ، ويحافظُ على توهُّجِ الشباب.
ارتفاعُ مستوياتِ الكورتيزول، يؤدي إلى إتلافِ الكولاجين، وهو بروتينٌ بنيوي مهمٌّ للحفاظِ على صحَّة خلايا الجلد، ويتسبَّبُ انخفاضُ إنتاجه في فقدانِ المرونةِ والترطيب، وهذا بدوره يؤدي إلى ترهلِ الجلد، وظهوره بشكلٍ أقلَّ شباباً. إن عدمَ الحصولِ على قسطٍ كافٍ من النوم، يدفع الجسمَ إلى وضعِ القتالِ، أو الهروب، وترتفعُ مستوياتُ الكورتيزول فيه. ولا يتعلَّق الأمرُ فقط بكميَّة النومِ التي نحصل عليها، بل وبجودته أيضاً، فعندما ندخلُ في مرحلةِ حركةِ العين السريعة، تنخفضُ مستوياتُ الكورتيزول بشكلٍ كبيرٍ، وهذا يمنحُ الكولاجين في خلايا الجلد الفرصةَ للتجديدِ وإعادةِ البناء.
أظهرت الدراساتُ أن درجةَ حرارةِ الجلد ترتفعُ أثناء النوم بسببِ زيادةِ تدفُّق الدم. هذا يسبِّبُ زيادةَ نفاذيَّة حاجزِ الجلد، ما يعني فقدانَ الرطوبةِ والماءِ بسرعةٍ أكبر أثناء الليل. يُعرَفُ هذا أيضاً باسم فقدانِ الماءِ عبر البشرة، وهو عمليَّةٌ طبيعيَّةٌ ولا تضر، لكنْ من المهمِّ للغاية شربُ كوبٍ كبيرٍ من الماءِ على الفور عند الاستيقاظِ صباحاً للمساعدةِ في إعادةِ ترطيب بشرتكِ. توفِّرُ هذه النفاذيَّة المتزايدة أيضاً الفرصةَ المثاليَّة لحبسِ الرطوبة، وغيرها من المنتجاتِ المتجدِّدةِ طوالَ الليل. هناك سببٌ يجعلُ الكريماتِ، والزيوتِ، والعلاجاتِ الليليَّة طريقةً رائعةً حقاً لتعزيزِ عمليَّات الإصلاحِ الطبيعيَّة للبشرة.
يتطلَّب مكياجُ المساءِ الساحرُ قليلاً من اللمعان، وعيوناً دراميَّةً، وشفاهاً بارزةً. إن ابتكارَ إطلالاتٍ ساحرةٍ أمرٌ ممتعٌ، ويمكن أن يجعلكِ تشعرين وكأنَّك أميرةٌ.
الغرضُ من البرايمر إنشاءُ قاعدةٍ ناعمةٍ للمنتجات حتى تدومَ طوالَ اليوم، ويعتمد نوعُ تركيبةِ البرايمر المستخدمِ على احتياجاتِ بشرتكِ. على سبيلِ المثال، إذا كانت بشرتكِ دهنيَّةً، فابحثي عن عبارات مثل: «مطفئ اللمعة»، أو «خالٍ من السيليكون»، إذ تساعدُ هذه التركيباتُ في تقليلِ اللمعان.
للسهراتِ من المحتملِ أنك ستحتاجين إلى كريمِ أساسٍ يدوم طويلاً بعد كلِّ شيءٍ. يجب اختيارُ كريمِ أساسٍ يدوم من 12 إلى 16 ساعةً دون المساس ببشرتكِ، أو التجاعيد، ويخلقُ لمسةً نهائيَّةً خاليةً من العيوب. بالنسبةِ لكريماتِ الأساس ذات التغطيةِ المتوسطةِ إلى الكاملة من الأفضل العملُ على طبقاتٍ.
بدلاً من وضعِ البودرةِ على الوجه بالكامل، نوصي بوضعها فقط على المناطقِ التي ستبدو لامعةً للغايةِ أمامَ الكاميرا مثل منتصفِ الجبهة، وجانبَي الأنف والذقن. عند وضعِ البودرة، استخدمي فرشاةً صغيرةً ناعمةً، وربِّتي المُنتَج برفقٍ على المناطقِ التي تحتاج إلى ذلك. اختاري بودرةً عديمةَ اللون، لأنها أقلُّ عرضةً لتشويه كريمِ الأساس الذي وضعتِه حديثاً.
لإضفاءِ الحيويَّة على البشرة، يوصى باستخدامِ أحمرِ الخدود. فضِّلي التركيباتِ الكريميَّة التي تترك وراءها احمراراً طبيعياً مع ثباتٍ طويلِ الأمد.
يجب وضعُ الهايلايتر على النقاطِ البارزةِ من الوجه. من عظامِ الخد، وتحت الحاجب، وعلى طولِ جسرِ الأنف، ولإضافةِ مزيدٍ من التألُّق لحدثٍ خاصٍّ، جرِّبي وضعَ الهايلايتر على أعلى الشفاه.
اختاري مكياجَ العيونِ الدخاني الكلاسيكي. ضعي طبقةً من ظلالِ العيونِ الداكنة على الجفنِ بالكامل، ثم امزجي الظلَّ على طولِ ثنيةِ الجفن باستخدامِ فرشاةِ ظلال العيون الناعمة. ضعي كحلاً سائلاً غير لامعٍ على خطِّ الرموشِ العلوي لرفع العين.
اختاري ماسكرا بصيغةٍ مكثفةٍ، تعملُ على إبرازِ رموشكِ، وتتميَّز بتركيبةٍ من الكولاجين، والبوليمر المجعَّد لإطالةِ وزيادةِ حجمِ الرموش بشكلٍ طبيعي. إذا كنتِ ترغبين في الحصولِ على نظرةٍ أكثر دراميَّةً، فضعي مجموعةً من الرموش الصناعيَّة.
لإكمالِ مكياجكِ المسائي، اختاري تركيبةً سائلةً إلى غير لامعةٍ، من المؤكَّدِ أنها ستدومُ فترةً أطول. اعتماداً على ملابسكِ، اختاري لوناً جريئاً مثل الأحمر، أو الوردي الفوشيا، أو لوناً أكثر هدوءاً مثل الوردي الناعم. يمكنكِ أيضاً إضافةُ قليلٍ من ملمِّع الشفاه فوقه. كلُّ ما تحتاجين إليه طبقةٌ خفيفةٌ لتدوم ساعاتٍ عدة.
من أجل تثبيتِ المكياجِ بالرذاذ، أمسكي الزجاجةَ على بُعد بوصاتٍ من وجهكِ، وقومي بالرشِّ عليه بالكامل. أمَّا بالنسبةِ للبودرة فحرِّكي فرشاةً ناعمةً ورقيقةً في وعاءٍ، وضعيها بحركةٍ دائريَّةٍ على وجهكِ بالكامل، مع إيلاءِ اهتمامٍ إضافي لوسطِ الوجه.
يحتوي العطرُ الليلي على تركيزٍ أعلى من المركَّبات العطريَّة، فضلاً عن استخدامِ روائحَ عطريَّةٍ أكثر ثراءً في عالمِ الروائحِ الشرقيَّة والخشبيَّة، ما يوفِّرُ رائحةً أعمقَ وأكثر كثافةً. الروائحُ التي لا تُقاوم مثل المسكِ، والبتشولي، وخشبِ الصندل، والعودِ، والفانيليا، والتوابل، تُشكِّل عطوراً ليليَّةً جيِّدةً، تدوم طوالَ الليل.
الاستعدادُ لحضورِ أمسيةٍ احتفاليَّةٍ، يتطلَّب عطراً، يحاكي الأجواء. هنا تبرزُ النوتاتُ الشرقيَّة الخشبيَّة لرائحتها الغريبةِ والحسيَّة، وقدرتها على الدوامِ طوالَ الليل. هناك سببٌ لوجودِ بعض المكوِّنات في جميعِ العطورِ الليليَّة تقريباً. الفانيليا، والعنبرُ، والمسكُ، والياسمين، والبتشولي، وخشبُ الصندل، تُشكِّل إكسيراً سماوياً، وعطوراً ليليَّةً عميقةً وقويَّةً.
ولتأثيرٍ يدومُ طويلاً، يجب وضعُ العطرِ على نقاطِ النبض مثل المعصمَين، وخلف الأذنين، والمرفقين الداخليين فهذه أدفأ أجزاءِ الجلد، ما يساعدُ في انتشارِ الرائحة. عليكِ أيضاً أن تتقني كيفيَّة وضعِ طبقاتٍ من العطر. ابدئي باستخدامِ جل الاستحمامِ المعطَّر، وأتبعيه بغسولِ الجسمِ المناسب، ثم أغلقي الطبقاتِ برشِّ العطرِ الأخير، وتذكَّري أن تحافظي على العائلةِ نفسها. من المفضَّل وضعُ العطرِ مباشرةً بعد الاستحمام بينما تكون المساماتُ مفتوحةً، مع التربيتِ، وليس الفرك فهذا يمكن أن يكسرَ الرائحة.
العطرُ في جوهره، هو راوي القصص. يلتقطُ اللحظات، ويجسِّدُ المشاعر، ويعبِّرُ عن الهويَّة. إنه همسٌ خفي لوجودكِ، إذ يبقى في الهواءِ بعد فترةٍ طويلةٍ من مغادرتكِ الغرفة. إنه إكسسوارٌ غير مرئي، يُكمِلُ مظهركِ، وبيانٌ شخصي، يتحدَّث كثيراً عن شخصيَّتكِ.
إن العثورَ على عطركِ المميَّز، يشبه اكتشافَ وجهٍ جديدٍ لهويَّتك. إنها رائحةٌ تتناسبُ مع شخصيَّتكِ، وأسلوبكِ، وروحكِ، لكنْ كيف يمكنكِ الشروعُ في هذه الرحلةِ لاكتشافِ الذات الشميَّة؟ دعونا نستكشف.
اعرفي نفسكِ: يجب أن تكون رائحتكِ المميَّزة انعكاساً لشخصيَّتكِ. هل أنتِ جريئةٌ ومغامرةٌ؟ أم ناعمةٌ ورومانسيَّةٌ؟ أم كلاسيكيَّةٌ وأنيقةٌ؟ إن فهم شخصيَّتك يمكن أن يُرشدكِ نحو العطورِ التي تعكسُ شخصيَّتكِ.
ميِّزي تفضيلاتكِ: هل تنجذبين نحو النوتاتِ الزهريَّة، أم تفضِّلين شيئاً خشبياً أكثر؟ إن فهم عائلاتِ العطورِ المختلفة من الزهريَّة، والشرقيَّة، والخشبيَّة، وتحديدَ المجموعةِ التي تجذبكِ إليها، يمكن أن يؤدي إلى تضييقِ نطاقِ اختياراتكِ.
اختبري قبل الاستثمار: قد تختلفُ رائحةُ العطورِ لدى الجميع بسببِ كيمياءِ الجسمِ الفريدة. اختبري العطرَ دائماً على بشرتكِ، وامنحيه الوقتَ الكافي للتطوُّر. قد تكون الرائحةُ الأوَّليَّة، أي المكوِّنات العليا، مختلفةً عن الرائحةِ المتبقِّية، أي المكوِّنات الأساسيَّة.
فكِّري في نمطِ حياتكِ: يجب أن تُكمِلَ رائحتكِ المميَّزة أسلوبَ حياتكِ أيضاً. إذا كنتِ تقضين الكثيرَ من الوقتِ في الخارج فسيكون العطرُ المنعشُ النابضُ بالحياة مناسباً لكِ، أمَّا إذا كنتِ في كثيرٍ من الأحيانِ في المناسباتِ الرسميَّة فقد تكون الرائحةُ الغنيَّة والأنيقة أكثر ملاءمةً.
ثقي بحدسكِ: إذا كان العطرُ يجعلكِ تشعرين بالثقةِ والراحةِ والأصالة فهذا هو خياركِ الأمثل.
الهدفُ من وضعِ العطرِ هو التعبيرُ عن شخصيَّتكِ، وتعزيزُ حضوركِ، لكنْ من المهمِّ أيضاً مراعاةُ الآخرين من حولك. بعد كلِّ شيءٍ، آدابُ التعطُّر لا تتعلَّقُ فقط بالطريقةِ التي ترشِّين بها عطركِ. يتعلَّقُ الأمرُ بكيفيَّة مشاركةِ حبِّكِ للعطور مع العالم.
لا تبالغي: يجب اكتشافُ العطر، وليس الإعلانَ عنه. من المفترضِ أن يكون ذلك بمنزلةِ تلميحٍ خفي لوجودكِ، وليس سحابةً طاغيةً.
لا تفركي معصميكِ معاً: فركُ المعصمَين معاً بعد وضعِ العطر، يمكن أن يسحقَ الرائحة، ويُغيِّر تطوُّرها. بدلاً من ذلك، امسحي نقاطَ النبضِ معاً برفقٍ.
تجنَّبي الجمع بين العطور المتضاربة: على سبيلِ المثال، قد لا ترغبين في الجمعِ بين عطرٍ خشبي مسكي، ورائحةٍ فاكهيَّةٍ وزهريَّةٍ، لأن التصادمَ قد يكون شديداً للغاية. جرِّبي العطورَ متعدِّدة الطبقاتِ في المنزل للتأكُّد من أنها تمتزجُ جيِّداً قبل وضعها في الأماكنِ العامَّة.
تنسحبُ هذه القاعدةُ إلى المنتجاتِ الأخرى في روتين الجمالِ فإذا كنتِ تستخدمين شامبو بنوتاتٍ زهريَّةٍ فائقةِ الرائحة ففكِّري في مطابقةِ عطركِ مع نغماتِ الشامبو. ينطبقُ الشيءُ نفسه على البلسمِ، ومزيلِ العرق.
يستحسنُ أيضاً تجنُّب رشِّ العطرِ على الشعر، إذ يمكن للكحولِ الموجودِ في العطورِ أن يُجفِّف الشعرَ ويتلفه. من الأفضل شراءُ منتجاتٍ مصنوعةٍ بشكلٍ خاصٍّ للشعر إذا كنتِ تريدين أن تكون رائحةُ شعركِ أفضل.
يعتمد اختيارُ عطرِ الليل كذلك على المناسبة. قد تكون هناك حاجةٌ إلى رشِّ عطورٍ ثقيلةٍ بشكلٍ متكرِّرٍ إذا كنتِ في ليلةٍ خارجَ المنزل مع حشدٍ من الناس، في حين احرصي على أن يكون العطرُ خفيفاً في العشاءِ الحميمي.
يحبُّ بعض الأشخاصِ استخدامَ العطورِ لمساعدتهم في الاسترخاءِ قبل النوم. ابحثي عن الروائحِ الهادئةِ والمريحة، مثلاً الروائحُ العشبيَّة، أو الزهريَّة الرقيقة، تميلُ إلى أن تكون الأكثر استرخاءً، ومنها اللافندر، والبابونج، والياسمين.
إذا كان القناعُ التجميلي فاعلاً في غضونِ عشرِ دقائقَ إلى 15 دقيقةً، فما العجائبُ التي قد يُحقِّقها إذا تُرِك طوالَ الليل؟ إذا كنا محظوظين بما يكفي للحصولِ على القدرِ الموصى به من النوم، فإن قناعَ الوجه الذي يُوضَعُ طوال الليل، يحصلُ على ما يقربُ من سبعِ ساعاتٍ لينسجَ سحره. مع ساعاتِ العمل، يكون لدى الموادِّ الفاعلةِ أيضاً نافذةٌ زمنيَّةٌ أكبر لعلاجِ وتجميلِ البشرة.
من الأفضل وضعُ طبقةٍ إضافيَّةٍ من الحمايةِ لمنع بشرتكِ من الجفافِ أثناء النوم، خاصَّةً في المناخاتِ ذات الرطوبةِ المنخفضة، وخلال الخريفِ والشتاء. النومُ بقناعِ الوجه طوالَ الليل، لا يحبسُ الرطوبةَ فحسب، بل والمكوِّنات النشطة أيضاً. يعمل القناعُ بشكلٍ فاعلٍ على إغلاقِ المكوِّنات الرئيسةِ من المنتجاتِ المُطبَّقة قبل القناع، وكذلك من القناعِ نفسه.
يعمل الحاجزُ المادي الذي يُنشئه قناعُ الوجه في كلا الاتجاهين، فهو يحافظُ على الموادِّ الجيِّدة، ويمنع أيضاً الموادَّ السيئةَ من الدخول. يحمي قناعُ الليلِ البشرةَ من الغبارِ، والأوساخِ، والسمومِ الأخرى طوالَ الليل، ثم يتمُّ شطفه بسهولةٍ في صباحِ اليوم التالي.
في الليل، يدخلُ الجلدُ في وضعِ الإصلاحِ حيث تنمو خلايا جديدةٌ، ويتمُّ إزالةُ التالفة. يعمل قناعُ الوجه الليلي على تحسينِ هذا التجديد، ويُزوِّد خلايا الجلدِ الجديدة بمكوِّناتٍ مغذِّيةٍ ومرطِّبةٍ، تشجِّعُ عمليَّة التجديدِ الطبيعية.
إذا كنتِ مستعدَّةً لتجربةِ قناعٍ ليلي فإننا نقترحُ عليكِ استبدالَ كريمِ الليلِ المعتاد بقناعٍ ليلي مرَّةٍ، أو مرَّتين في الأسبوع. ابدئي قبل النومِ بـ 15 إلى 30 دقيقةً، واتبعي هذا الروتينَ خطوةً بخطوةٍ:
نظِّفي بشرتكِ، وطبِّقي عليها المصل.
ضعي طبقةً رقيقةً من قناعِ الليل، ولا تنسي رقبتكِ، ومنطقةَ الصدر.
استخدمي منشفةً لحمايةِ وسادتكِ إذا رغبتِ في ذلك.
المكوِّناتُ النشطةُ التي يجب البحثُ عنها في الأقنعةِ الليليَّة، تعتمد على نوعِ البشرة، واختيارِ تركيبةِ قناعٍ، توفِّر توازناً جيداً بين الترطيبِ، والتغذية، والمكوِّنات النشطة.
حمض الهيالورونيك: مكوِّنُ ترطيبٍ قوي، يساعدُ في احتباسِ الرطوبة، والحفاظِ عليها في الجلد، ما يجعله مثالياً للاستخدامِ في الأقنعة الليليَّة.
الريتينول: أحدُ مشتقَّات فيتامين A، ويعزِّزُ إنتاجَ الكولاجين، ويقلِّلُ من ظهورِ الخطوطِ الدقيقة والتجاعيد.
النياسيناميد: هذا نوعٌ من فيتامين B3، ويسهمُ في تفتيح لونِ البشرة، وتوحيده، مع تحسينِ وظيفةِ حاجزِ الجلد.
فيتامين C: مضادُ الأكسدةِ القوي، ويعملُ على تفتيحِ البشرة، والتقليلِ من ظهورِ فرط التصبُّغ.
الببتيدات: تساعدُ هذه الأحماضُ الأمينيَّة في زيادةِ إنتاجِ الكولاجين، وتعزيزِ مرونةِ الجلد.
السيراميد: هذه الدهونُ مثاليَّةٌ للاستخدامِ في الأقنعةِ الليليَّة، إذ تقوِّي حاجزَ البشرةِ الطبيعي، وتوقفُ فقدانَ الرطوبة.
الصبار: مكوِّنٌ ممتازٌ للاستخدامِ في أقنعةِ البشرة الحسَّاسة، أو المتهيجة، لأنه مهدِّئ، كما يساعدُ في تقليلِ الالتهابِ والاحمرار.
من الضروري اختيارُ أفضلِ قناعٍ للوجه طوالَ الليل لنوعِ بشرتكِ لتحقيقِ نتائجَ أقوى.
البشرة الجافة: اعتمدي قناعاً ليلياً، يحتوي على مكوِّناتٍ مرطِّبةٍ مثل زبدةِ الشيا، أو حمضِ الهيالورونيك، أو الجليسرين. يتمُّ تغذيةُ حاجزِ الرطوبة للبشرة، وتجديده بهذه المكوِّنات، ما يتركها ناعمةً وطريَّةً.
البشرة الدهنيَّة: ابحثي عن قناعٍ ليلي غير دهني، وخفيفِ الوزن. حمضُ الساليسيليك، أو النياسيناميد، أو الطين مكوِّناتٌ، يمكن أن تساعدَ في تنظيمِ إنتاجِ الزيت الزائد، ووقفِ البثور.
البشرة المختلطة: يمكن الاستفادةُ من القناعِ الليلي الذي يحتوي على مكوِّناتٍ مرطِّبةٍ ومتحكِّمةٍ في الزيت. ابحثي عن أقنعةٍ، تحتوي على مكوِّناتٍ مثل الشاي الأخضر، أو الصبَّار، أو فيتامين E، إذ تساعدُ في توازنِ البشرة وتهدئتها.
حساسيَّة الجلد: خذي تركيبةً دون عطرٍ، ومصنوعةً من مكوِّناتٍ لطيفةٍ وغير مهيِّجةٍ مثل الشوفان، أو البابونج. يمكن أن تساعدَ هذه المكوِّنات في تهدئةِ البشرة، ما يقلِّلُ من التورُّم والاحمرار.
شيخوخة البشرة: ابحثي عن قناعٍ ليلي، يحتوي على مكوِّناتٍ مضادةٍ للشيخوخة مثل الريتينول، أو فيتامين C، أو الببتيدات للبشرةِ الناضجة. تساعدُ هذه المكوِّنات في تحفيزِ إنتاجِ الكولاجين، وتقلِّلُ من الخطوطِ الدقيقةِ والتجاعيد.
يمكنك أيضًا الاطلاع على حصاد 2024: أهم مستحضرات المكياج التي لا بد أن تنتقل معك إلى عام 2025
يتمتَّع روتينُ العنايةِ بالبشرةِ في الليل بمكانةٍ خاصَّةٍ في عالمِ الجمال حيث تستريحُ البشرة، وتعالجُ نفسها في الليلِ من ضغوطِ النهار، إذ تحدثُ عمليَّاتُ التجديدِ والإصلاحِ الطبيعيَّة في هذه الفترة. ومع احتضاننا القوَّةَ الترميميَّة للنوم، يصبح روتينُ العنايةِ بالبشرةِ في الليل المصمَّم بعنايةٍ حليفاً، لا غنى عنه في سعينا للحصولِ على بشرةٍ صحيَّةٍ ومشرقةٍ وشابَّةٍ.
إليك في ما يلي خطواتُ العنايةِ الليليةِ لكي تحظى بشرتُك بالشروطِ المناسبةِ لعمليةِ تجديدِ الخلايا خلالَ النوم.
إزالةُ المكياجِ والواقي من أشعَّةِ الشمس قبل النومِ خطوةٌ أساسيَّةٌ للحفاظِ على صحَّة بشرتكِ ومظهرها. على الرغمِ من أن تخطي هذه الخطوةِ، يكون مغرياً بعد يومٍ طويلٍ إلا أن عدمَ إزالةِ المكياجِ قد تكون له آثارٌ سلبيَّةٌ كبيرةٌ على صحَّة بشرتكِ، وتؤدي إلى حدوثِ كثيرٍ من المشكلاتِ فيها مثل التهابِ الجلد، وانسدادِ المسام، والشيخوخةِ المبكَّرة للجلد. لهذه الخطوةِ، استخدمي منظفاً زيتياً، إذ تعملُ هذه التركيبةُ المبتكرةُ على إزالةِ الواقي الشمسي، والمكياجِ المقاومِ للماء، والدهونِ الزائدة، والملوِّثاتِ البيئيَّة مع الحفاظِ في الوقتِ نفسه على حاجزِ الجلد، وتوفيرِ جرعةٍ من مضاداتِ الأكسدة.
الوظيفةُ الأساسيَّةُ للتونر، هي إزالةُ جميع الشوائبِ التي ربما فاتتكِ أثناء غسلِ وجهكِ بالمنظِّف بلطفٍ. كذلك تمَّ تصميمُ التونر لتغذيةِ البشرة، وتجديدها، وتحضيرها للمنتجاتِ التي سيتمُّ تطبيقها في خطواتٍ لاحقةٍ.
يعدُّ تقشيرُ البشرة خطوةً أساسيَّةً في روتينِ العنايةِ بها، ويتضمَّن التقشيرُ إزالةَ الخلايا الميتةِ من السطح، ما يكشفُ عن بشرةٍ أكثر نضارةً ونعومةً وإشراقاً. لإزالةِ خلايا الجلدِ الميتةِ بلطفٍ، استخدمي منظِّفَ التقشير AHA/BHA. يعملُ هذا المنظِّفُ المقشِّر على تحسينِ لون بشرتكِ وملمسها، ويناسبُ جميعَ أنواعِ البشرة.
بالنسبةِ لهذه الخطوةِ في روتينِ العناية بالبشرةِ ليلاً، نوصي بتطبيقِ علاجاتٍ موضعيَّةٍ، تستهدفُ مشكلاتٍ جلديَّةً محدَّدةً قد تكون لديكِ مثل حب الشباب، أو ندباتِ حب الشباب، والبقعِ الداكنة، والبقعِ، والتجاعيدِ وما إلى ذلك. تعملُ هذه العلاجاتُ بشكلٍ أفضل عند تطبيقها على بشرةٍ نظيفةٍ ومقشَّرةٍ.
هذه الخطوةُ أيضاً، هي المكانُ الذي يمكنكِ فيه تخصيصُ الروتينِ وفقاً لمشكلاتِ بشرتكِ، سواءً كان ذلك مصلاً لفرطِ التصبُّغ، أو مُنتَجاً لعلاجِ حب الشباب بوصفةٍ طبيَّةٍ مثل التريتينوين. هنا أيضاً يمكنكِ وضعُ أي علاجاتٍ موضعيَّةٍ على البثورِ النشطة. مع ذلك، من المهمِّ ملاحظةُ أن الرتينويدات الموصوفةَ طبياً، والعلاجاتِ الموضعيَّة، تعملُ بشكلٍ أفضل على البشرةِ الجافَّة، لذا من الأفضل تركُ بشرتكِ تجفُّ لمدة 20 دقيقةً تقريباً بعد التنظيف قبل إضافةِ العلاجاتِ التي تحتوي على مكوِّناتٍ نشطةٍ. لعلاجِ العلاماتِ الأولى للتجاعيد، والخطوطِ الدقيقة، نوصي بمنتجاتٍ غنيَّةٍ بالريتينول، إذ يعملُ المُنتَجُ على تحسينِ ملمسِ البشرة، كما يبرزُ توهُّجها الطبيعي، مع تهدئةِ البشرة وتلطيفها.
حمضُ الهيالورونيك جزيءٌ طبيعي موجودٌ في الجلدِ والأنسجةِ الضامَّة، وهو مرطِّبٌ قوي، يتمتَّع بالقدرةِ على جذبِ الرطوبة، والاحتفاظِ بها. حمضُ الهيالورونيك ضروري لإزالةِ علاماتِ الشيخوخة، واستعادةِ الترطيبِ في حاجز بشرتكِ.
الجلدُ حول العينين رقيقٌ وحسَّاسٌ بشكلٍ خاصٍّ، ما يجعله عُرضةً لعلاماتِ الشيخوخةِ المبكِّرة. يعمل كريمُ العين على ترطيبِ المنطقةِ المحيطة بعينيكِ على الفور، ويعزِّزُ شفاءَ الجلدِ أثناء النوم. عند البحثِ عن كريماتِ العين، ابحثي عن التركيباتِ التي تحتوي على الببتيدات، فهي تعزِّزُ الترطيب، وتساعدُ في شدِّ الجلد لتنعيمِ الخطوطِ الدقيقة والتجاعيد.
يجبُ أن يكون أي نظامٍ للعنايةِ بالبشرة ثابتاً، إذ تعمل مكوِّناتُ المستحضراتِ الليليَّة عن طريقِ توصيلِ المكوِّنات النشطةِ للبشرة بمرورِ الوقت، لذا تستغرقُ النتائجُ وقتاً للظهور. نتيجةً لذلك، من الضروري استخدامُ المنتجاتِ باستمرارٍ من أجل تحقيقِ النتائجِ المرجوَّة. علاوةً على ذلك، يسهمُ الاستخدامُ المنتظم في منعِ ظهور مشكلاتِ الجلدِ في المقام الأوَّل. يمكن أن يساعدَ الاستخدامُ بشكلٍ منتظمٍ أيضاً في الحفاظِ على صحَّة البشرة، ومنعِ الجفافِ والتقشُّر، وتقليلِ ظهورِ الخطوطِ الدقيقة والتجاعيد.
المصدر: وكالات