يصل وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو إلى بروكسل الخميس، لحضور اجتماعات وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (الناتو) وسط توتر متزايد إزاء نهج إدارة الرئيس دونالد ترمب تجاه أوروبا، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا، والعلاقات مع روسيا، والتصعيد المتزايد للحرب التجارية بين واشنطن والقارة الأوروبية.
وتأتي أول زيارة لمسؤول رفيع بإدارة ترمب إلى مقر الناتو، في وقت تشهد فيه العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا تحولاً جذرياً من التعاون الوثيق في عهد جو بايدن إلى حالة من الشك والعداء في ظل إدارة ترمب، حسب ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”.
ورغم ذلك، فقد يرحب مسؤولو الناتو بزيارة روبيو، كفرصة للتشاور مع أحد أكثر أعضاء فريق الأمن القومي لترامب دعماً للحلف.
وبصفته عضواً في مجلس الشيوخ الأميركي شارك روبيو في 2023، في رعاية تشريع يلزم أي رئيس أميركي بالحصول على موافقة مجلس الشيوخ قبل الانسحاب من الناتو.
وقال مسؤولون سابقون إن ترامب تحدث في جلسات خاصة عن رغبته في الانسحاب من الحلف، وهي خطوة من شأنها تفكيك التحالف العسكري الذي يضم 32 دولة، ويهدف إلى مواجهة روسيا.
وتأتي زيارة روبيو بعد يوم واحد فقط من إعلان ترمب فرض رسوم جمركية بنسبة 20% على الواردات القادمة من الاتحاد الأوروبي. وخلال حديثه في البيت الأبيض الأربعاء، قال ترمب عن الاتحاد الأوروبي: “إنهم ينهبوننا. من المحزن جداً رؤية ذلك. إنه أمر مثير للشفقة”.
ويتوقع أن يضغط روبيو في اجتماعاته مع وزراء الناتو، لتنفيذ دعوة ترمب لإنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة، وهو نهج يثير قلق العديد من القادة الأوروبيين الذين يدعمون كييف بشدة، ويخشون أن تؤدي سياسة ترمب إلى تقديم تنازلات لروسيا.
وسيجدد روبيو التأكيد على مطلب ترامب بأن تزيد دول الناتو إنفاقها العسكري إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، رغم أن العديد من الدول الأعضاء تكافح بالفعل للوفاء بالهدف السابق البالغ 2%، الذي تم الاتفاق عليه منذ سنوات.
وتترقب أوروبا واقعاً جديداً قاسياً، حيث لم يعد من المؤكد أن الولايات المتحدة هي الركيزة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي ضمن أمن القارة لمدة تقرب من 80 عاماً.
ويرى ترامب وكبار المسؤولين في إدارته أن الحلف يعتمد بشكل “مفرط” على الولايات المتحدة في الدفاع عن أوروبا، وظهر هذا الموقف بوضوح بعد الكشف عن “تسريبات سيجنال”، بين مسؤولين كبار في إدارة ترمب الشهر الماضي، تضمنت عن طريق الخطأ الصحفي جيفري جولدبرج رئيس تحرير مجلة “ذا أتلانتك”.
وخلال المحادثة، التي تناولت العمليات الأمريكية لقصف اليمن، شكا نائب الرئيس جي دي فانس من أن أميركا ستتدخل مرة أخرى لإنقاذ أوروبا من خلال القيام الضربات التي تهدف إلى تأمين الملاحة في البحر الأحمر، ورد عليه وزير الدفاع بيت هيجسيث قائلًا: “أنا أشاركك تماماً كراهيتك لاستفادة أوروبا المجانية منا. إنه أمر مثير للشفقة”.
وكان ترمب قد حذر بنفسه من أنه قد لا يدافع عن دول الناتو التي لا تنفق ما يكفي على جيوشها، على الرغم من التزام الحلف بمبدأ الدفاع المشترك.
وقال الرئيس للصحفيين الشهر الماضي: “إذا لم يدفعوا، فلن أدافع عنهم”.
وأشارت “نيويورك تايمز”، إلى أن إحدى نقاط التوتر الإضافية بين ترمب ودول الناتو هي إصراره على الاستحواذ على جزيرة جرينلاند، وهي إقليم يتمتع بالحكم الذاتي، ويتبع الدنمارك، العضو في الناتو.
وصدم ترمب المسؤولين في الدنمارك ودول أخرى في الناتو عندما رفض استبعاد فكرة الاستيلاء على جرينلاند بالقوة، رغم أن فانس صرح خلال زيارته الجمعة الماضية، إلى أن العمل العسكري غير مطروح على الطاولة.
ومن المتوقع أن يحضر وزير الخارجية الدنماركي اجتماع بروكسل، ولكن من غير الواضح ما إذا كان سيبحث قضية جرينلاند مع روبيو.
المصدر: وكالات