فاز الفيلم الروائي الرواندي (العفو) للمخرج جويل كاريكيزي بالجائزة الكبرى في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية الذي اختتم دورته الثالثة مساء الاثنين بمشاركة أفلام من 41 دولة إفريقية إضافة إلى أفلام غير إفريقية تنافست في مسابقة (أفلام الحريات).
وقالت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة -التي ترأسها المخرج المالي سليمان سيسيه وتنافس فيها 14 فيلما- إن فيلم (العفو) نال الجائزة الذهبية وهي قناع توت عنخ آمون الذهبي إضافة إلى أربعة آلاف دولار “لمعالجته مشاكل الإبادة الجماعية في إفريقيا” حيث كان المخرج أحد الناجين من أحداث العنف في بلده.
أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة وهي قناع توت عنخ آمون الفضي إضافة إلى ثلاثة آلاف دولار فحصل عليها فيلم (السطوح) للمخرج الجزائري مرزاق علواش.
ونال الفيلم السنغالي (بطول شجرة الباوباب) للمخرج جيرمي تيتشر جائزة أفضل إنجاز فني وهي شهادة تقدير وقناع توت عنخ آمون البرونزي. وتسلم الجائزة سفير السنغال في مصر ممادو سو.
ومنحت لجنة التحكيم جائزتين خاصتين لكل من الممثل المغربي حسن بن بديدة بطل فيلم (هم الكلاب) والموسيقي جيم نيفرسينك عن موسيقى فيلم (سموم ديربان) من جنوب أفريقيا.
أما مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة التي تنافس فيها 13 فيلما فذهبت جائزتها الكبرى وقدرها أربعة آلاف دولار إلى الفيلم المصري (دعاء.. عزيزة) للمخرج سعد هنداوي الذي تناول قضية الهجرة والانتماء والهوية من خلال فتاتين قررت إحداهما الهجرة إلى فرنسا في حين كانت الثانية التي عاشت وتعلمت هناك في طريقها للاستقرار في مصر.
وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة وقدرها ثلاثة آلاف دولار فيلم (عرين الشيطان) إخراج ريان هيندريكس من جنوب أفريقيا. أما جائزة أفضل إنجاز فني فتقاسمها فيلما (النهر) للمخرج الجزائري عبد النور زحزاح و(أمراء في بلد العجائب) للمخرج التونسي أحمد الجلاسي.
وأوصت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة -التي ضمت كلا من المخرج المغربي داود أولاد السيد والمنتج بيدرو بيمنتا من موزامبيق وثلاثة نقاد هم التونسي فتحي الخراط وماهين بونيتي من سيراليون وبيتر ماشن من جنوب افريقيا- “أن تكون الأفلام المختارة من إخراج مخرجين أفارقة حيث لاحظت اللجنة أن معظم الأفلام تدور حول إفريقيا وليست من إخراج مخرجين أفارقة.”
وشدد رئيس المهرجان سيد فؤاد ومديرة المهرجان عزة الحسيني في حفل الختام على أن المهرجان نافذة لاستعادة العلاقات المصرية الإفريقية من باب الثقافة والفنون ومنها مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية الذي عرض في دورته الأخيرة أكثر من 140 فيلما إضافة إلى مشاركة 48 متدربا من 22 دولة في ورشة لتعليم فنون الإخراج تحت إشراف المخرج الاثيوبي هايلي جريما.
وقال جريما في حفل الختام إنه سعيد بمشاركته للعام الثاني على التوالي في الإشراف على ورشة الإخراج.
وأشار جريما إلى نهر النيل -حيث اقيم حفل الختام في ناد يطل عليه- قائلا إن في النيل أساطير تمتد من إثيوبيا إلى السودان ومصر “ولكن تاريخنا يسرق وقصصنا تسرق وعلينا أن نكرم آباء القارة الإفريقية.. (باتريس) لومومبا و(جمال عبد) الناصر و(أحمد) بن بلة وهيلا سيلاسي… و(كوامي) نكروما” باعتبارهم من رموز استقلال إفريقيا.
وفي مسابقة الأفلام الروائية التسجيلية القصيرة التي تنافس فيها 34 فيلما فاز بجائزة أفضل فيلم روائي قصير وقدرها 2500 دولار الفيلم التونسي (يد اللوح) إخراج كوثر بن هنية. وفاز بجائزة أفضل فيلم تسجيلي قصير وقدرها 2500 دولار الفيلم التونسي (في بلاد الجوجو) إخراج لطيفة دوغري.
وفاز بجائزة أفضل إنجاز فني وقدرها 1000 دولار الفيلم الأوغندي (أرواح مسكونة) إخراج جودوين أوتواما. منحت لجنة التحكيم جائزة خاصة لفيلمي (رضا) للمصري رامي غيط و(عامل العرض) للمغربية نجاة جلاب.
وفاز بجائزة (أفلام الحريات) -التي تنافس فيها 11 فيلما وهي المسابقة الوحيدة التي تشارك فيها أفلام من خارج القارة السمراء- الفيلم السويدي (ثورتي المسروقة) للمخرجة الايرانية الأصل ناهد بيرسون. ومنحت لجنة التحكيم شهادة تقدير للفيلم التونسي (البروفسور) للمخرج محمود بن محمود.
وتحمل مسابقة أفلام الحريات اسم الصحفي المصري الحسيني أبوضيف الذي قتل في الخامس من ديسمبر كانون الثاني 2012 أمام القصر الجمهوري بالقاهرة فيما عرف بأحداث قصر الاتحادية التي شهدت اشتباكات عنيفة بين مؤيدين ومعارضين للرئيس السابق محمد مرسي سقط فيها أكثر من عشرة قتلى.
والمهرجان الذي تنظمه مؤسسة شباب الفنانين المستقلين -وهي مؤسسة لا تهدف للربح وتعمل في مجال الفنون والثقافة منذ عام 2006- يقام سنويا في مدينة الأقصر الاثرية الواقعة على بعد نحو 690 كيلومترا جنوبي القاهرة.
المصدر: رويترز