تسعة أيام تفصل الأمة الإسلامية عن شهر رمضان المعظم الذى ينتظره المسلمون فى كل بقاع الأرض من العام للعام ، ويترقب المسلمون هلال الشهر، منتظرين دخوله فى يوم الخميس الموافق ١٧ مايو الحالى ، وذلك بعد أن كشفت الحسابات الفلكية التى أجراها المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية عن أن شهر شعبان الحالى ، سيكمل عدته هذا العام 30 يوما ، ولن تثبت رؤية هلال الشهر الكريم يوم استطلاعه فى يوم الرؤية الشرعية ، وأكدت الحسابات أن قمر شهر شعبان سيصل اليوم الثلاثاء لتربيعه الأخير فى تمام الساعة الرابعة صباحا و9 دقائق بالتوقيت المحلى لمدينة القاهرة.
دخول أي شهر من أشهر السنة الهجرية يستلزم انقضاء الشهر الذي قبله، ويمكن معرفة دخول الشهر بحساب منازل القمر فى علم الفلك، لكن دخول الشهر وخروجه في الشرع الإسلامي لا يعتمد على حساب المنازل، بل يعتمد على اتباع قواعد الشرع ، وتلعب وسائل الإعلام دورا مهما في الإعلان عن رؤية الهلال، حيث أن غالبية المواطنين لا يشاهدونه ، وتقوم الدول الإسلامية بالإعلان عن دخول الشهر الهجرى عبر وسائل الإعلام المختلفة٠
والوقت المحدد لرؤية هلال أي شهر قمري، يكون في ليلة الثلاثين من الشهر الذي قبله بإضطراد ومعنى هذا أن رؤية هلال الشهر هو غرة الشهر الجديد ، ودخول أول ليلة منه يكون إما بانتهاء الشهر الذي قبله ناقصا وعدد أيامه تسعة وعشرون يوما، بلياليها، أو عدم رؤية الهلال وبذلك يكون الشهر تاما، أى ثلاثين يوما ، ويشرع في الإسلام، أن يتراءى الناس هلال شهر رمضان في آخر ليلة من شهر شعبان .
وبناء على ذلك تكون رؤية هلال شهر رمضان ، بعد إنتهاء يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان، وذلك بغروب شمسه ، وإذا ثبتت رؤية الهلال تكون تلك الليلة هى البداية الزمنية له ، وتكون الليلة الأولى من ليالي شهر رمضان ، فيؤدى المسلمون صلاة التراويح ، ويلزم صيام نهار هذه الليلة ، وإذا لم يشاهد الهلال لزم إتمام شهر شعبان ثلاثين يوما، ويكون الشهر عندئذ تاما ٠
ولرؤية هلال شهر رمضان أحوال، وذلك في ليلة الثلاثين من شعبان ، وهي إما أن تثبت رؤيته وهنا وجب الصوم اتفاقا ، أو لم تثبت الرؤية وهناك تكون هناك حالتان ، وهما إما أن يكون ذلك بسبب احتجاب رؤية الهلال بغيم أو ما شابه ، ويسمى هذا “يوم الغيم “، وإما أن يكون عدم ثبوت الحكم حال كون السماء صحو، لكن وقع الشك في ثبوت رؤية هلال شهر رمضان، ويسمى هذا “يوم الشك “، وذلك لوقع الشك فيه هل هو من رمضان أو من شعبان ، ويوما الغيم والشك هما يوم الثلاثين من شهر شعبان، ويكون الشك فى أحوال ، منها إذا شهد برؤية الهلال من لا تقبل شهادته ٠
ورؤية هلال رمضان تعد من اختصاص دار الإفتاء ودائرة قاضي القضاة ، ويقدم علم الفلك المساعدة والمساندة لهما في هذا الشأن، ولا يجوز لأي جهة أو شخص يوم الرؤية ، الاعلان أو تقديم أي توقعات لوسائل الإعلام بخصوص رؤيته دون الرجوع إلى دائرة القضاة، لتجنب ظهور الاختلافات والشكوك بين أفراد المجتمع الإسلامي الواحد ٠
وتعتمد الكثير من الدول على توقيت مكة المكرمة لتحديد وقت ظهور هلال شهر رمضان المبارك ، وتبدأ عملية مراقبة هلال شهر رمضان بعد غروب شمس يوم ٢٩ شعبان مباشرة ، وتكون عملية المراقبة محدودة وقصيرة ولا تتجاوز الساعة أحيانا ، لأن الهلال يختفي بعدها فلا يمكن رؤيته ، ولرؤية الهلال شروط معينة وبعض المعوقات ، ومنها أن يتجة الراصد جهة الغرب قرب مغطس الشمس ، و أن يكون الرصد في الأماكن المفتوحة والمرتفعة التي يشاهد فيها الأفق دون أي تأثيرات أو معوقات ، حيث تؤثر عوامل الطقس والغبار ونسبة الرطوبة والغيوم على إمكانية الرصد ووضوح الرؤية ٠
ويجب ابتعاد الراصد عن مصادر الإضاءة العالية المشوشة لعملية الرؤية والرصد الصحيح ، حيث يكون من الصعب أحيانا رؤية القمر في أكثر الحالات ، ومنها قربه من الشمس وتأثره الكبير بالإضاءة المتوهجة الناتجة عن شفقها ، ومنها إيضا أن يكون حجم الجزء المضاء من القمر صغيرا مما يصعب القدرة على الرؤية الواضحة.
المصدر : أ ش أ