تسطر المرأة فى جميع دول العالم قصص بطولية ترمز للوفاء والتضحية من أجل أسرتها، فعادة ما نرى تضحيات النساء لتحقيق راحة أزواجهن وأبنائهن حتى وإن كان هذا على حساب راحتهن الخاصة، وفى هذا الصدد، ركضت الهندية، لاتا كارى، حافية القدمين لإنقاذ زوجها وتأمين العلاج له، وذلك من خلال مشاركتها فى مسابقة للجرى.
السيدة الهندية، صاحبة الـ68 عامًا، لم تكن تدرك عندما قررت المشاركة فى سباق الجرى أنه من الممكن أن تكسب المال من الركض، إلى أن أجبرتها الظروف الطارئة على التفكير خارج الصندوق، واتخاذ القرار الذى سيغير حياتها بالكامل ويلهم آخرين على ابتداع فيلم طويل عنها، وذلك وفقًا لما نقلته صحيفة “البيان” الإماراتية.
وقالت كارى – التى تعيش فى ولاية ماهارشترا الغربية – لهيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية، إنها لم تكن تدرك وجود سباق فى الركض أصلاً، لكن زوجها وقع فريسة المرض واحتاج لصورة رنين مغناطيسى، ولم يكن بإمكانهما تحمل تكلفة العلاج، فقررت العثور على طريقة لتأمين المبلغ.
كان ثمن صورة الرنين المغناطيسى حوالى 70 دولار أمريكياً، بما يعادل 5 آلاف روبيه، وهو مبلغ يتجاوز إمكانياتهما، فأخبرها أشخاص فى القرية عن سباق بمكافأة مالية تصل إلى 5 آلاف روبيه، وشجعوها على المشاركة قائلين إنها تستطيع الفوز، فقررت كارى، الركض سعبًا وراء كسب المال من أجل توفير نفقات فحوصات زوجها.
وأول سباق شاركت فيه السيدة الستينية كان على مسافة 3 كيلومترات فى عام 2014، وقالت إنها كانت تركض عندما تمزق حذاؤها فخلعته ورمته بعيداً واستمرت فى الركض عازمة على الفوز بالمرتبة الأولى، وتذكر أنها سمعت تصفيقاً وتهليلاً من الجمهور حتى قبل أن تعبر خط النهاية، فأدركت أنها اقتربت من الفوز، ومنذ ذلك التاريخ، شاركت الهندية الستينية وفازت بالعديد من سباقات الجرى، حتى ألهمت قصتها مخرج الأفلام نافين كومار لتصوير فيلم من بطولتها.
وقال المخرج، إنه قرأ عنها لأول مرة فى مقالة صحفية، وذهل عندما علم أن امرأة بسنها كانت تقوم بكل هذا من أجل زوجها، ورغب فى صنع فيلمًا وثائقياً عنها، لكن الوثائقى تحول إلى فيلم طويل، فيما قالت كارى، إنها أرادت جنى المال من الركض ولم تفكر يوماً بالتمثيل، أما زوجها باجوان كارى، فقال إنه مدين بحياته لها، وفخور بها كثيراً على الرغم من أنه حزين لأنه توجب عليها القيام بذلك فى سنها.
المصدر: وكالات أنباء