باتت مدينة رفح الفلسطينية ، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى 5 آلاف عام ، محور اهتمام عالمي، بعد إصرار إسرائيل على اجتياحها عسكريا وسط تحذيرات دولية من مغبة وقوع مجازر بصفوف المدنيين البالغ عددهم 1.4 مليون فلسطيني، نزح غالبيتهم من شمال ووسط قطاع غزة بعد الحرب الإسرائيلية التي دخلت شهرها الخامس.
وتكتسب المدينة شهرتها العالمية أيضا من معبر رفح الحدودي مع مصر، وهو الرئة والمنفذ الوحيد لفلسطينيي القطاع نحو العالم الخارجي، بعد رفض إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية رغم دعوات المنظمات الدولية لتجنب كوارث الجوع وانتشار الأمراض.
فما هي أهمية مدينة رفح ؟
تقع رفح جنوبي قطاع غزة على الشريط الحدودي مع شبه جزيرة سيناء المصرية، وتعتبر أكبر مدن القطاع على الحدود مصر ، وبها معبر رفح الوحيد الذي يعول عليه بشكل رئيسي طوال عقود في إدخال المساعدات للقطاع وإخراج المصابين لتلقي العلاج والسفر .. و فيما يلي أبرز المعلومات عن المدينة التاريخية :
1 ) تبلغ مساحتها 55 كيلومترًا مربعًا.
2 ) تبعد عن القدس حوالي 107 كيلومترات إلى الجنوب الغربي.
3 ) عدد سكانها الأصليين حوالي 300 ألف نسمة، تعود أصولهم إلى مدينة خان يونس وإلى بدو صحراء النقب، وصحراء سيناء، ثم أضيف إليهم اللاجئون الفلسطينيون الذين قدموا إليها من مختلف القرى والمدن بعد نكبة عام 1948.
4 ) تستضيف المدينة حاليًا أكثر من 1.4 مليون نازح فرّوا من مناطق متفرقة من غزة بسبب الحرب الإسرائيلية.
5 ) يعد معبر رفح هو السابع الذي يُحيط بغزة إلى جانب 6 معابر أخرى تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، كما أنه المخرج الوحيد الذي لا يؤدي للأراضي الإسرائيلية وتم تشييده بعد اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1979، وخضع لسيطرة إسرائيل حتى نوفمبر 2005.
ما أهمية رفح التاريخية ؟
1 ) تعتبر رفح من المدن التاريخية القديمة فتم تأسيسها قبل 5 آلاف عام، وغزاها الفراعنة، والآشوريون، والإغريق، والرومان.
2 ) عُرفت بأسماء عدة، فسماها الفراعنة “روبيهوي”، وأطلق عليها الآشوريون اسم “رفيحو”، وأطلق عليها الرومان واليونان اسم “رافيا”، حتى سماها العرب “رفح”.
3 ) خضعت رفح عام 1917 للحكم البريطاني الذي فرض الانتداب على فلسطين، وفي 1948 دخل الجيش المصري رفح وتحولت السيطرة عليها إلى مصر، حتى وقعت في أيدي إسرائيل عام 1956 ثم عادت للإدارة المصرية عام 1957 حتى عام 1967 حيث احتلها إسرائيل.
4 ) زاد من أهميتها التاريخية مرور خط السكك الحديدية الواصل بين القاهرة وحيفا في أراضيها، وتم تدمير هذا الخط بعد عام 1967.
5 ) قُسمت إلى شطرين بالأسلاك الحدودية الشائكة بعد اتفاقية كامب ديفيد، حيث استعادت مصر سيناء، وإثر ذلك انفصلت رفح سيناء عن رفح غزة، وبلغت مساحة الشطر الواقع بغزة 3 أضعاف مساحة الشطر المصري تقريبًا.
“قلعة الجنوب” وتاريخ من مقاومة إسرائيل
يطلق الفلسطينيون على رفح “قلعة الجنوب”، وتسميها المقاومة الفلسطينية بـ”الصندوق الأسود”، لما شهدته من عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي شملت أسر وقتل جنود، حيث كانت، وفق تقرير شبكة “بي بي سي”، علامة فارقة بالصراع.
1 ) شهدت عام 2005 قبل الانسحاب الإسرائيلي من غزة عدداً من العمليات العسكرية النوعية للفصائل الفلسطينية.
2 ) أُسر في حدودها الشرقية الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006.
3 ) في 2014 أسمتها الفصائل بمدينة “الصندوق الأسود”، وذلك عقب نجاح مقاتليها في تنفيذ عمليات نوعية خلال تلك الحرب.
4 ) فيها تم أسر الجندي الإسرائيلي هدار غولدن شرقي رفح.
الوضع الإنساني لرفح ؟
1 ) وفق تقارير فلسطينية، تُعدّ رفح الملاذ الأخير لمئات الآلاف من الأسر النازحة، حيث تركّز هؤلاء في الجزء الغربي من المدينة قرب البحر المتوسط في أحياء تل السلطان وكندا والسعودي، خشية تعرض المنطقة الشرقية للاجتياح بسبب قربها من مستوطنات غلاف غزة.
2 ) تعاني المدينة على المستوى الصحي، فبحسب الأمم المتحدة التي حذرت من وضع كارثي في رفح، حال اجتياحها من قبل إسرائيل، فلا يوجد بالمدينة إلا عددا قليلا من المستشفيات أبرزها: مستشفى رفح المركزي، ومستشفى الكويت التخصصي، ومستشفى الشهيد أبو يوسف النجار، وجميعها تعاني نقص الإمدادات الطبية، وغياب الكهرباء ومصادر الطاقة، ما يؤثر على قدرة الأطباء والفرق الصحية في توفير العلاج، ومراعاة المرضى.
3 ) تضاعف عدد سكانها 5 مرات بموجب أوامر الإخلاء الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر.
4 ) بسبب تدفق النازحين تحولت إلى مركز للخيام إذ غطت مساحة حوالي 3.5 كيلومترات مربعة مع الحدود المصرية.
5 ) يعيش هؤلاء النازحون في ظروف مزرية في مراكز إيواء مكتظة كالمدارس والشوارع أو بأي رقعة أرض.
6 ) يحاط هؤلاء سياج الحدود المصرية والإسرائيلية والبحر الأبيض المتوسط فضلاً عن القصف الإسرائيلي.