صبيحة قداس “عيد الميلاد المجيد”، احتفل المسيحيون الشرقيون في مصر، والجاليات المصرية في الخارج اليوم (الثلاثاء) بالعيد، الذي يوافق يوم ٧ يناير بحسب التقويم القبطى اليولياني، وقصة ميلاد “المَسِيح عيسى بن مريم ” هي أساس مناسبة هذا العيد ، إذ يذكر بميلاد ” كلمة الله”، الذي جاء ميلاده بعدما بلغ قسوة حكم الرومان أشد درجاته ، فبات البشر في حاجة ملحة لمعجزة ربانية للخروج من حكم المادة إلى غذاء الروح ٠
حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على مشاركة وتهنئة الأخوة المسحيين احتفالهم بعيد الميلاد المجيد ، والقداس الذي أقيم الليلة الماضية في كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة ، حاملا رسالة محبة وتطمئنينه تسترجع و تحيى مبادئ صاحب الذكرى ، مؤكدا أن الله ينصر الأشراف والمخلصين والأمناء والمحبين لبعضهم البعض٠
ويعد عيد الميلاد جزءًا وذروة “زمن الميلاد” الذي تستذكر فيه الكنائس المسيحية الأحداث اللاحقة والسابقة لعيد الميلاد كبشارة مريم ، وميلاد يوحنا المعمدان ، وختان يسوع، ومع عدم التمكن من تحديد موعد دقيق لمولد المسيح عيسى بن مريم حدد آباء الكنيسة عيد الشمس كموعد الذكرى، رمزا لكون المسيح “شمس العهد الجديد” و”نور العالم” ، ويتنوّع تاريخ حلول الزمن المذكور بتنوع الثقافات المسيحية غير أنه ينتهي عادة في 6 يناير بعيد الغطاس٠
ويختلف موعد الاحتفال بعيد الميلاد المجيد في العالم ، حيث يحتفل به في المسيحية الغربية وبعض الكنائس الشرقية ليلة 24 ديسمبر ونهار 25 ديسمبر في التقويم الجريجورى ، ونتيجة لاختلاف التقويم الجريجورى عن التقويم اليولياني ثلاث عشر يوما ، فقد بات هذا العيد لدى الكنائس التي تتبع التقويم اليولياني يقع عشية يوم 6 يناير ونهار 7 يناير في الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والمشرقية ، فيما تحتفل به في يوم 6 يناير الكنيسة الرسولية الأرمنيّة حيث (جمع بين عيدي الغطاس والميلاد) ، وفى يوم 19 يناير لدى الكنيسة الأرمنية في القدس ٠
ورغم أن الكتاب المقدس لا يذكر تاريخ أو موعد ميلاد السيد المسيح، فإن آباء الكنيسة كانوا قد حددوا ومنذ مجمع نيقية في عام 325 الموعد بهذا التاريخ، كذلك فقد درج التقليد الكنسي على اعتباره في منتصف الليل، وقد ذكر إنجيل الطفولة ليعقوب المنحول في القرن الثالث الحدث على أنه قد تم في منتصف الليل ٠
وعيد الميلاد المجيد في السابق كان يأتي في المرتبة الرابعة بعد عيد الفصح، وعيد العنصرة، وعيد إبيفاني، أما الآن فقد أصبح ثاني أهم الأعياد المسيحية على الإطلاق بعد عيد القيامة ، حيث يمثل احتفال ديني مسيحي اجتماعي وثقافي في مصر، يشارك جناحي الأمة الاحتفال به إذ يكون عطلة رسمية مدفوعة الأجر في جميع المصالح والوزارات الحكومية والبنوك والبورصة ، وفيه تتوقف الدراسة بالمدارس والجامعات ٠
وميلاد المسيح عيسى بن مريم أو تجسده بحسب العقائد المسيحية، يحتفل به في ثلاث مناسبات هي عيد الميلاد “تذكار الميلاد الجسدي” ، وعيد رأس السنة وهو عيد الميلاد حسب الشرع اليهودي وأساس التقويم الميلادي ، وذكرى ختانة المسيح٠
فيما يكون عيد الغطاس وهو الميلاد الروحي للمسيح عيسى بن مريم ،ويدعى الزمن الفاصل بين المناسبة الأولى في 25 ديسمبر (7 يناير في التقويم اليولياني) والثالثة في 6 يناير (19 يناير حسب التقويم اليولياني) زمن الميلاد، ويسبقه عادة صوم في الكنائس الأرثوذكسية وصلوات خاصة في الكنيسة الكاثوليكية.
وتشكل حادثة الميلاد أحد أهم أركان الإيمان المسيحي، وبحسب الأناجيل القانونية ولد المسيح في بيت لحم في مكان مقفر من أم عذراء هي مريم ابنة عمران، وحاول هيرودس الملك قتله، فهربت به أمه إلى مصر، حيث كانت رحلة العائلة المقدسة، وتلعب تلك المناسبة دورا رئيسيا في السنة الليتورجية المسيحية.
ويتميز العيد باجتماعات عائلية واحتفالات اجتماعية ، وإنشاد الترانيم الميلادية ، وتناول عشاء الميلاد ، يقوم العديد من المسيحيين تقليديا بمشاهد صغيرة للمذود تصور الميلاد في منازلهم، ويحضرون مسرحيات المهد، ومسابقات عيد الميلاد التي تركز على قصة ميلاد المسيح في الكتاب المقدس.
المصدر : أ ش أ