رحلة مكوكية من الشمال للشرق قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى من فرنسا لليابان لدعم إفريقيا وتطلعاتها التنموية مستهدفا تعزيز عمل القوة الكبرى لتنمية القارة الإفريقية انطلاقا من استشعار مصر الصادق بجسامه التحديات التى تواجه القارة السمراء وعمق المخاطر التى تلوح فى الأفق ، والبحث عن حلول ومخارج آمنة لتلك التحديات على امتداد الساحة الدولية.
وبعد المشاركة الفاعلة للرئيس السيسى فى قمة الدول الصناعية السبع الكبرى التى اختتمت أعمالها الليلة الماضية فى مدينة “بياريتز ” الفرنسية ، والتى حدد فيها هموم القارة السمراء وطموحات شعوبها، داعيا إلى توفر الإرادة الجماعية التى تؤسس للنهوض بها خاصة مع امتلاكها لفرص واعدة وإمكانيات متنوعة تؤهلها للشراكة مع المجتمع الدولى ، توجه سيادته لمدينة “يوكوهاما “اليابانية التى وصل إليها اليوم (الثلاثاء ) لرئاسة مؤتمر طوكيو الدولى السابع لتنمية إفريقيا ” تيكاد ٧” ، رئاسة مشتركة مع رئيس الوزراء الياباني “شينزو آبي” ، باعتباره رئيسا للإتحاد الإفريقى .
ويحمل “تيكاد ٧ “هذا العام شعار” إحراز التقدم فى إفريقيا من خلال الإنسان والتكنولوجيا والإبتكار ” ، وتركز أجندة المؤتمر الذى تنطلق فاعلياته غدا ( الاربعاء ) على 3 ركائز أساسية هى التحول الإقتصاد، وبناء مجتمع مستدام للأمن البشري ، وتحقيق السلام والاستقرار ، بالإضافة إلى تشجيع الإستثمار الخاص من خلال الشراكة والتضامن بين القطاعين العام والخاص وتوسيع نطاق الأعمال التجارية ، وتحسين بيئة الأعمال والمؤسسات خاصة ، وتعتزم تقديم مساعدات تنموية لإفريقيا خلال هذا المؤتمر ، وتوقيع العديد من الإتفاقيات الثنائية بين اليابان والدول الإفريقية.
ويسعى المؤتمر الذى تستمر أعماله على مدى ٣ أيام إلى ترسيخ تطوير التعاون التجارى والإقتصادى مع القارة الافريقية ، خاصة بعد دخول إتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية حيز التنفيذ فى نهاية شهر مايو الماضى ، حيث تمثل تلك الاتفاقية إحدى أدوات التكامل بين دول القارة فى إطار أجندة إفريقيا ٢٠٦٣ للتنمية المستدامة إلى جانب تحقيق السلم والأمن فى إفريقيا وتعزيز الحوار السياسى بين إفريقيا وشركائها للتنمية وحشد الدعم لصالح التنمية الإفريقية التنمية.
ويعد مؤتمر طوكيو الدولى للتنمية الإفريقية ( تيكاد ) أحد أهم القمم والتجمعات التي تسهم في تنمية وتطور القارة السمراء ، حيث يلعب المؤتمر دورا كبيرا في تسهيل وتعزيز الحوار السياسي رفيع المستوى بين القادة الأفارقة وشركاء التنمية بشأن القضايا المتعلقة بالنمو الاقتصادي ،والتجارة والاستثمار ، والتنمية المستدامة ، والأمن الإنساني ، والسلم والاستقرار ٠
يحظى التعاون بين اليابان و أفريقيا بتاريخ طويل على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف، حيث تستضيف اليابان منذ عام ١٩٩٣قمة التيكاد والتي أطلقتها بعد الحرب الباردة مباشرة بهدف تنمية أفريقيا من خلال عقد شراكة مع المجتمع الدولي من أجل تحقيق النهوض والتنمية فى القارة ، وتعزيز الحوار السياسي رفيع المستوى بين أفريقيا وشركائها للتنمية، وحشد الدعم لصالح مبادرات التنمية الإفريقية حيث شكل المؤتمر عاملا محفزا لإعادة التركيز الدولي على احتياجات التنمية في أفريقيا.
ووصف الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الإتحاد الإفريقى “قمة الأتيكاد” بأنها منصة مهمة لدعم أفريقيا وتطلعاتها التنموية، مشيرا إلى أن أجندة أفريقيا 2063 ،وإطلاق منطقة التجارة الحرة تعدان بمثابة حجر الزاوية للمساعي الأفريقية لتحقيق التكامل المنشود٠
وباتت القمة التى تجمع مختلف الشركات معا لدعم أفريقيا، أكثر أهمية مع انطلاق عملية التكامل بأفريقيا والتى انطلقت بشكل ملحوظ خلال العقدين الماضيين منذ إنشاء الاتحاد الأفريقي.
مؤتمر “تيكاد 7″هو منبرعالمى رئيسى يمكن من خلاله للشعوب الآسيوية والإفريقية والجهات الدولية من التعاون فيما بينهم من أجل تعزيز التنمية الإفريقية ، واستضافت طوكيو الدورات الست السابقة للمؤتمر في أعوام 1992 و1998 و 2003 و2008 و2013 و 2016.
وتسهم “تيكاد 7” بصورة فعالة في تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي ، بالإضافة إلى أشكال التعاون التقليدية ، وذلك باعتبار
التيكاد منتدى متعدد الأطراف ، لم يقف عند حد تعزيز الحوار السياسي ، لكنه وعلى مدى الـ٢٦ عاما الماضية، تطور ليصبح حدثا عالميا رئيسيا، يتم من منبره متعدد الأطراف الدعوة لحشد واستدامة الدعم الدولي لتنمية إفريقيا، بموجب مبادئ الملكية الإفريقية والشراكة الدولية.
من جانبه ، أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن خالص تقديره لشعب وحكومة اليابان لاستضافتها اجتماعات هذا المؤتمر ، حيث تتضمن قمة “تيكاد” خمسة أطراف رئيسية يطلق عليهم المنظمون المشاركون و هم حكومة اليابان، مفوضية الاتحاد الإفريقي، مكتب المستشار الخاص لشؤون إفريقيا التابع للأمم المتحدة، برنامج الأمم المتحدة للتنمية والبنك الدولي ، ويتولي المنظمون المشاركون وبصورة كاملة مسئولية ضمان نجاح عملية تيكاد.
المصدر : أ ش أ