رحلة السيد المسيح عليه السلام والسيدة مريم العذراء إلى مصر تكشف لنا تفاصيل تاريخية ، حيث استغرقت الرحلة سنوات، ورصدها البابا “ثاؤفيلس” البطريرك الـ23 فى كرسى الكرازة المرقسية بمصر فى الفترة ما بين (385 – 412م) وفقا لمخطوطة “الميمر” وهى كلمة سيريانية تعنى السيرة، تحتوى على أهم المحطات الرئيسية فى رحلة العائلة المقدسة.
والمعروف أن رحلة العائلة المقدسة بدأت من “الفرما” التى كانت تعرف باسم “البيليزيوم”، وهى المدينة الواقعة بين مدينتى العريش وبورسعيد حاليًا، حتى جبل قسقام فى محافظة أسيوط، حيث عادوا مرة أخرى إلى فلسطين بعد وفاة الملك هيرودس.
والمعروف أيضا أن مسار العائلة المقدسة من المشاريع المهمة التى تحظى بأهمية كبيرة من الدولة، والتى يتم تنفيذها على أرض عروس الصعيد محافظة المنيا، والتى سوف تساهم فى إعادة المحافظة إلى مكانتها الطبيعية بين المحافظات الأكثر جذبا للسياحة والاستثمار، سواء على مستوى الطرق والنقل أو فى مجال السياحة والآثار، وذلك من خلال العديد من المشروعات التى اقتربت على الانتهاء ومنها محور سمالوط، وكنيسة العذراء بجبل الطير، والمتحف الأتونى، ومنطقة البهنسا التى تضم البقيع الثانى بعد السعودية.
وبعدما تم إدراج الدير من قبل بابا الفاتيكان ضمن مسار الحج المسيحى على مستوى العالم، وهو مشروع قومى مهم، تضع المحافظة كل إمكانياتها فيه لسرعة إنجاز أعمال التطوير الواقعة فى نطاقها، لما سيكون له من عائد سياحى واقتصادى كبير، يساهم فى تحقيق التنمية الشاملة، وتوفير فرص عمل لأبناء المحافظة.
أما عن مسار العائلة المقدسة، والتى نحتفل بها مع اقتراب الاحتفال بميلاد السيد المسيح، ونفرح أن جزءا من سيرته كان فى مصر، فقد جاءت العائلة المقدسة فارين من فلسطين إلى مصر، ومرت خلال رحلتها بعدة مواقع، من بيت لحم إلى غرب العريش، ثم دخولها إلى مصر عن طريق سيناء من جهة الفرما.
بعدها دخلت العائلة المقدسة مدينة تل بسطا بمحافظة الشرقية، وتركت العائلة المقدسة تلك المدينة وتوجهت نحو الجنوب، وصلت العائلة بلدة مسطرد، ومنها إلى بلبيس، واستظلت العائلة عند شجرة عرفت باسم شجرة العذراء، ورحلت العائلة إلى بلدة منية سمنود، ومنها إلى البرلس، وفى الرحلة مرت العائلة وادى النطرون، ثم ارتحلت إلى مدينة “أون” المطرية حاليا، ومن منطقة المطرية سارت العائلة ناحية مصر القديمة وارتاحت فترة بالزيتون، ووصلت العائلة المقدسة إلى مصر القديمة، واختبئوا فى كهف داخل كنيسة القديس (أبو سرجة).
وارتحلت العائلة المقدسة من منطقة مصر القديمة متجهة إلى منطقة المعادى، ثم اتجهت من هناك نحو الصعيد، وبعد ذلك وصلت العائلة المقدسة قرية دير الجرنوس بمركز مغاغة، ثم مرت العائلة على بقعة تسمى اباى ايسوس (بيت يسوع) شرقى قرية البهسنا ببنى مزار، ورحلت العائلة من بلدة البهنسا إلى سمالوط ومنها إلى جبل الطير بسمالوط.
وغادرت العائلة من جبل الطير، نحو الأشمونيين، ثم ارتحلت من ناحية ديروط إلى قرية قسقام، ومن القوصية وصلوا إلى جبل قسقام حيث يوجد الآن دير المحرق.
المصدر: وكالات