رئيس كتالونيا يدعو إلى إجراء محادثات مع الحكومة الإسبانية وسط احتجاجات عنيفة في برشلونة
دعا رئيس إقليم كتالونيا كويم تورا، اليوم /السبت/، إلى إجراء محادثات مع الحكومة الإسبانية بعد المسيرة السلمية الضخمة التي خرجت صباح أمس احتجاجا على سجن 9 زعماء مؤيدين لاستقلال كتالونيا عن مدريد، والتي تبعها الليلة الخامسة على التوالي من الاضطرابات العنيفة في برشلونة وأجزاء أخرى من الإقليم الكتالوني.
وأكد تورا في تصريحات -نقلتها صحيفة “الجارديان” البريطانية- إدانته للعنف خلال الأيام الأخيرة، مشددا أن “العنف لم يكن أبدا رايتنا”، وحث على إجراء محادثات مع الحكومة الإسبانية “لفتح حوار وإيجاد حل ديمقراطي وسياسي وطريقة ديمقراطية للخروج من أزمة الاستقلال الإقليمي.
وأشارت الصحيفة إلى أن تورا المؤيد للاستقلال تم انتقاده لتأخره في إدانة العنف المستمر وكذلك لوصفه التظاهرات بأنها عصيان مدني حتى قبل إرسال قوات الشرطة لمحاولة السيطرة على الاحتجاجات.
وذكرت الصحيفة أن دعوته للمحادثات مع مدريد تأتي بعد يومين من اقتراحه إجراء استفتاء آخر أحادي الجانب على الاستقلال ردا على حبس مدريد لتسعة من زعماء الإقليم لدورهم في الدفع نحو انفصال كتالونيا منذ عامين.
وتركزت أحداث العنف في برشلونة، ليل أمس الجمعة، في محيط المقرات الرئيسية للشرطة الوطنية في منطقة فيا لايتانا، وشوهدت الأدخنة السوداء تتصاعد في سماء المدينة بعد أن أشعل المحتجون النيران في صناديق القمامة وأحد أكشاك بيع الصحف، بينما احتشد الآلاف في الشوارع المحيطة مرددين هتافات “الشوارع دائما ملكنا”.
وعانت قوات الشرطة للسيطرة على الوضع مستخدمين الطلقات المطاطية وقنابل الغاز المسيل للدموع، كما لجأت في وقت متأخر من الليل إلى إطلاق مدافع المياه على المحتجين للمرة الأولى منذ اشترى الإقليم تلك المدافع من إسرائيل في 1994.
وذكرت الصحيفة أن قوات الأمن اعتقلت، أمس الجمعة، 54 شخصا بينما تلقى 182 آخرين العلاج الطبي في مختلف مستشفيات المدينة، مشيرة إلى أن مجلس المدينة أعلن أن احتجاجات هذا الأسبوع تكلفت أكثر من 2 مليون يورو، أغلبها تأتي من احتراق أكثر من ألف صندوق قمامة، ما دفع المدينة لنشر مئات من العمال في الشوارع لتنظيف آثار احتجاجات ليلة أمس.
المصدر/أ ش أ