رئيس الحكومة اللبناني يدعو مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرار فوري بوقف إطلاق النار في البلاد
دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، اليوم الجمعة، مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرار فوري بوقف إطلاق النار في البلاد، مؤكدا التزام بلاده بتطبيق القرار 1701 .
وطالب ميقاتي، في كلمة من العاصمة بيروت اليوم، كل المسؤولين والقوى الوطنية بتحمل مسؤولية الصمود والانقاذ وحماية المجتمع والبلد، وحث وسائل الإعلام على الوعي بدقة المرحلة وخطورتها والحفاظ على دقة الخبر وصدقه في هذه المرحلة.
وأشار إلى أنه رغم كل الجهود المبذولة عربيا ودوليا للحول دون وقوع المحظور تستمر الحرب الإسرائيلية على لبنان وتتصاعد باغتيال وقتل وتدمير وانتهاك جويا لسيادة لبنان و اجتياحًا بريًا لأرضنا.
وتابع أن “ما يشهده العالم من تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية وتجاوز كل الحدود والأخلاقيات وما يخلفه يوميًا من تدمير وتوقعه من شهداء وضحايا يجعل لبنان كله ضحية للغطرسة الإسرائيلية التي ترتدع ولاتزال تنتهك سيادتنا على عيون العالم، مستقوية باللامبالاة العالمية والصمت المريب عن مجازرها الإبادية كأن لبنان خارج أي حصانة مجتمعيا وحماية إنسانية”.
وقال ميقاتي إنهم “لا يطلقون نداء استغاثة، لكنهم يهزون ضمير الإنسانية؛ من أجل الوقوف إلى جانب لبنان”، مستنكرًا في الوقت ذاته الاعتداءات الإسرائيلية على قوات قوة الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في لبنان (يونيفيل).
وأوضح ميقاتي أن النداء، الذي تم إطلاق من “عين التينة”، مبني على الموقف الدولي الأمريكي والفرنسي و12 دولة المؤيدة لوقف الحرب وهدنة الـ 21 يومًا، مؤكدا استعداد بلاده للتضامن مع كل القوى السياسية القامات الوطنية لتحقيق السلام والأمن.. كما شدد على ضرورة انتخاب رئيسا للجمهورية بأسرع وقت ممكن.
وأشار إلى أن لبنان لديها حوالي ألف مركز إيواء للنازحين منها 600 مدرسة رسمية وتربوية، معربًا عن شكره لكل الدول التي ساعدت لبنان في هذه الظروف الصعبة.
وأعلن أنه اعتبارا من الغد سيتم إنشاء جسر جوي بين المملكة العربية السعودية ولبنان، معربا عن شكره – أيضا – لكل المساعدات الأخرى من الدول الصديقة والدول العربية.
وأوضح أن الحكومة اللبنانية تستعد إلى فصل الشتاء بتوفير المواد البترولية وتوفير الأغطية للنساء والأطفال المنتشرين على الأراضي اللبنانية، مؤكدا أن الحكومة تعمل كل ما في وسعها ضمن الامكانيات الموجودة حاليًا.
وأعرب عن ترحيب بلاده بعمل أي مؤسسة دولية داخل لبنان بشرط التنسيق الكامل مع الحكومة اللبنانية؛ لتكون على معرفة ودراية أين تذهب هذه المساعدات ولا يحدث ازدواجية في عملية توزيع المساعدات.
أكد ميقاتي أن جميع المؤسسات والأجهزة تبذل قصارى جهدها لتلبية احتياجات النازحين ضمن الإمكانيات المتاحة، مشيرا إلى بدء العمل في توزيع الأدوية على النازحين بمراكز الإيواء.
وأوضح ميقاتي أن العمل جار بالتنسيق مع وزارة الأشغال اللبنانية للبحث عن أراضي مؤهلة لإنشاء مراكز إيواء إضافية لاستيعاب جميع النازحين، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة أخذ الحيطة والحذر من أن كل الممتلكات اللبنانية الخاصة والمحمية؛ وفقا للدستور لا يمكن التعدي عليها ويجب تحريرها من أي نازح متواجد بها.
وقال إن الدولة اللبنانية تعمل على إيجاد حلا للمدنيين المنتشرين على الطرقات من أجل أن تعود بيروت لرونقها وعدم السماح بالانتشار المدني على الأرصفة والطرق
وأشار إلى أن وزير النقل اللبناني أكد جاهزية كل المعابر ومرافق بيروت وأنها تسير وفق لما هو مطلوب، مناشدا الإعلام اللبناني بأن يكون إعلاما وطنيا بناء يظهر الأشياء الإيجابية والتعاون سويا للحفاظ على أمن وتماسك المجتمع اللبناني.
وفيما يتعلق بالنازحين السوريين المهجرين في لبنان، أعلن نزوح 334 ألف سوري من لبنان خلال الأسبوعين الماضيين، مبينا أنه طلب من وزير المهجرين اللبناني الذهاب إلى سوريا ومتابعة هذا الأمر من أجل تسهيل عودة السوريين الراغبين إلى بلدهم.
وأوضح أن الدولة اللبنانية تعمل على تهيئة الملف اللبناني لمؤتمر باريس، وذلك ليشمل كل النواحي الإنسانية وكل ما يتطلبه الجيش اللبناني ليقوم بدوره في هذا الوقت الراهن وكذلك ما يجب فعله بعد انتهاء الحرب.
وجدد المناشدة بضرورة وقف إطلاق النار، مطالبا الجيش اللبناني بأن يثبت أنه يقوم بدوره كاملا في حفظ الأمن وتعزيز دوره في الجنوب ليقوم بما ينص عليه القرار 1701.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)