أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي حرص مصر على تعزيز العلاقات الوثيقة مع جمهورية الصين الشعبية، مشيرًا إلى استعداد مصر للتعاون مع الصين لدعم آليات العمل بتجمع “البريكس” باعتباره أحد أهم المحافل الدولية التي تعبر عن مصالح وأولويات الدول النامية ودول الجنوب، وتعزيز دورها في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية والإسهام في تحقيق السلم العالمي، ومشددًا على استمرار دعم الحكومة المصرية لمبدأ الصين واحدة وموقفنا القائم على احترام سيادة ووحدة أراضي الصين.
جاء ذلك خلال اجتماع رئيس مجلس الوزراء، اليوم /الاثنين/ بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، مع لي يونتسه رئيس الهيئة الوطنية الصينية للتنظيم المالي، ولياو ليتشيانج سفير الصين لدى القاهرة والوفد المرافق لهما، الذي ضم عددًا من المسئولين بالهيئة الوطنية الصينية للتنظيم المالي، واللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ومسئولي السفارة الصينية في مصر.
ورحب مدبولي – في بداية الاجتماع – بـ “لي يونتسه” و”لياو ليتشيانج” والوفد المرافق لهما بمقر مجلس الوزراء، وذلك ضمن جدول أعمال زيارة المسئول الصيني الحالية إلى مصر، والتي تأتي بعد شهر واحد من زيارة الدكتور مصطفى مدبولي إلى بكين للمشاركة نيابةً عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، بقمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي “فوكاك” وعقده لقاءات مع كبار المسئولين الصينيين؛ لبحث سُبل تطوير العلاقات بين البلدين تنفيذًا لتفاهمات وتوجيهات رئيسي البلدين الصديقين، مشيرًا إلى أن تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين مسئولي البلدين يعكس متانة وقوة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وبكين.
وهنأ جمهورية الصين الشعبية حكومة وشعبًا على احتفالها بالعيد الوطني الصيني الذي يتزامن مع مرور 75 عامًا على تأسيس الجمهورية الصينية، وهو ما يتواكب مع احتفال مصر بمرور 51 عامًا على انتصار حرب أكتوبر المجيدة.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى زيارة الرئيس السيسي، إلى الصين خلال مايو الماضي، والمُشاركة كضيف شرف في الجلسة الافتتاحية للدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني، والتفاهمات المشتركة مع الرئيس شي جين بينج للتوافق على مشروعات وبرامج تعاون، بما يسهم في تعزيز والارتقاء بالعلاقات بين البلدين ويعود بالنفع على شعبيهما الصديقين.
كما هنأ رئيس الوزراء، المسئولين الصينيين بمناسبة نجاح انعقاد الدورة الثالثة الكاملة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في يوليو 2024، والتي أكدت مخرجاتها مواصلة الصين لسياسة الانفتاح والإصلاح وتحقيق التحديث بما يُلبي طموحات وآمال الشعب الصيني، وما سيوفره ذلك أيضًا من فُرص مُهمة لتعزيز التعاون المُشترك بين الصين ودول العالم، لاسيما الدول النامية وفي مقدمتها مصر.
وأكد تطلعه للعمل مع الصين خلال الفترة المقبلة من أجل تنفيذ مخرجات الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي الذي عُقد في بكين خلال مايو 2024، وكذا مخرجات قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي (فوكاك) التي عقدت في بكين كذلك في سبتمبر 2024.
وأعرب مدبولي عن تقديره لما تضمنته كلمة الرئيس الصيني شي جين بينج، خلال الجلسة الافتتاحية لقمة الفوكاك، من وضع خارطة طريق لتطوير والارتقاء بمستوى العلاقات بين مصر والصين وإفريقيا خلال السنوات الثلاث المقبلة، والإعلان عن 10 محاور استراتيجية جديدة تشمل مختلف مجالات التعاون ذات الأولوية للجانبين الصيني والإفريقي بقيمة نحو 52 مليار دولار، مؤكدًا تطلُع مصر للاستفادة من هذه الشراكات والتسهيلات التمويلية لدعم جهود التنمية الشاملة بها.
وأشار رئيس الوزراء – خلال الاجتماع – إلى احتفالات البلدين بمرور 10 سنوات على تدشين الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وبكين منذ عام 2014 عبر إقامة العديد من الأنشطة والفعاليات في المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والسياحية والثقافية خلال هذا العام.
وثمّن المشروعات التي يتم تنفيذها بالشراكة بين البلدين وأبرزها مشاركة الشركات الصينية في مشروع بناء حي المال والأعمال في العاصمة الإدارية الجديدة، وأبراج مدينة العلمين الجديدة، والقطار الكهربائي الخفيف.
وتحدث مدبولي عن منطقة تيدا الصناعية الصينية القائمة ضمن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مُشيدًا بما حققته المنطقة من تطوّر كبير في القطاع الصناعي ووصفها بالنموذج الناجح، حيث نجحت في جذب العديد من الشركات الصينية.
وفي السياق، أكد رئيس الوزراء تطلعه لزيادة استثمارات الشركات الصينية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في المجالات ذات الأولوية بالنسبة لمصر مثل: التصنيع المشترك، والسيارات، والأجهزة الكهربائية، ومكونات مشروعات الطاقة الشمسية والتليفونات المحمولة عبر الاستفادة من عضوية مصر باتفاقيات التجارة الحرة والشراكة مع الدول العربية وال‘فريقية والأوروبية وموقع مصر الجغرافي الفريد، ووجود قناة السويس بموقعها الاستراتيجي.
وأعرب مدبولي عن تقديره لعمل الشركات الصينية في مصر، وكذلك للشركات التي عقد معها مقابلات خلال الفترة الماضية وزار مواقع العمل الخاص بها مثل: زيارته لمشروع شركة هايير لتصنيع الأجهزة المنزلية.
وأشاد بالإصدار الأول من سندات “الباندا” داخل سوق المال الصيني بقيمة 3.5 مليار يوان صيني بما يعادل 500 مليون دولار بضمانة ائتمانية مقدمة من “البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وبنك التنمية الإفريقي”.
وقال مدبولي “إن مصر تعد أول دولة بقارة إفريقيا تتمكن من دخول سوق الأوراق المالية الصيني، ولاقى الإصدار إقبالًا كبيرًا من مجموعة مميزة من المستثمرين المهتمين بالسوق المصرية”، مشيرًا إلى التعاون الذي تم بين البلدين خلال الإعداد للإصدار الأول من سندات “الباندا”، الذي يمثل انعكاسًا للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.
كما أكد محورية التعاون في المجال النقدي والمالي بين البلدين، بما يمثله من رمزية هامة في إطار خصوصية العلاقات الثنائية بينهما، وبما يدعم الاستقرار المالي في مصر.
من جانبه..أعرب رئيس الهيئة الصينية للتنظيم المالي “لي يونتسه” عن تقديره للدكتور مصطفى مدبولي لما يُوليه من اهتمام كبير بالشركات الصينية العاملة في مصر، وكذا لحرصه الدائم على تعزيز مستويات التعاون بين القاهرة وبكين على مختلف المستويات.
ونقل “يونتسه” تحيات رئيس الوزراء الصيني للدكتور مصطفى مدبولي ، مشيرًا إلى أن الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الوزراء المصري خلال سبتمبر الماضي لبكين لحضور قمة “الفوكاك” كان لها دور محوري في تعزيز التعاون وتبادل وتقاسم التجارب والخبرات بين البلدين.
وقال إن عام 2024 يشهد مرور 10 سنوات على إقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين تحت قيادة زعيمي البلدين، موضحًا أن العلاقات المشتركة بين القاهرة وبكين شهدت تطورًا كبيرًا منذ زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الصين في مايو الماضي، حيث أجرى سيادته مباحثات مع الرئيس الصيني، توصلا خلالها إلى توافقات مهمة بشأن عدد من مجالات التعاون ذات الأولوية.
واستعرض التجربة التنموية للصين على مدار 75 عامًا منذ تأسيس الجمهورية الصينية، والتي تمكنت من تحقيق معدلات نمو اقتصادي كبيرة ، وضعت الصين في مصاف أكبر الاقتصادات العالمية.
وأشاد بما أحرزته شركة “تيدا” الصينية في مصر وقدرتها على جذب الكثير من الشركات الصينية إلى مصر، مؤكدًا أنها نموذج يُحتذى به؛ لتعزيز
التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين.
وتابع “نشجع الشركات الصينية على ضخ المزيد من الاستثمارات في السوق المصرية، وعلى رأسها الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية والتقنيات المتقدمة، كما نُشجع تصدير المنتجات المصرية ذات الجودة العالية للسوق الصينية”.
وقدم شكره للدولة المصرية لتبنيها مبدأ “الصين واحدة”، مشيرًا إلى أنه بعد عودته للصين سينقل رغبة الجانب المصري في تعزيز التعاون المالي مع المؤسسات المالية المصرفية وغير المصرفية في الصين، خاصة بعد لقائه اليوم مع حسن عبدالله محافظ البنك المركزي؛ لمناقشة أفق التعاون المستقبلية في هذا المجال بين الجانبين.
وبدوره..قال رئيس هيئة الرقابة المالية الدكتور محمد فريد – خلال الاجتماع – إن الجانب المصري يتابع تطور آليات الرقابة على الأسواق والخدمات المالية من قبل الجانب الصيني.
وأضاف أن مجالات التعاون المحتملة تتضمن التدخل المبكر في مجالات الرقابة على الأسواق والخدمات المالية، فضلًا عن تعزيز جهود حماية حقوق المتعاملين بما يسهم في تحقيق الاستقرار المالي للأسواق.
ومن جانبه..قدم سفير الصين بالقاهرة “لياو ليتشيانج” الشكر لرئيس الوزراء على مقابلة الوفد الصيني اليوم وعلى تهنئته له باحتفال الصين بالذكرى الـ75 على إعلان الجمهورية الصينية، مهنئًا مصر بمناسبة احتفالها أمس بذكرى انتصار 6 أكتوبر.
وقال “يصادف هذا العام مرور 10 سنوات على إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين، حيث أنه على مدار الفترة الماضية كان هناك تبادل للزيارات رفيعة المستوى بين القاهرة وبكين على مختلف الأصعدة السياسية والبرلمانية والاقتصادية”.
وأضاف “أن هذه الزيارات تعكس رغبة البلدين في تعزيز مستويات الشراكة بينهما”، مشيرًا إلى أن الجانب الصيني سيدفع نحو تعزيز مستويات التعاون المشترك إلى آفاق أكبر خلال المرحلة المقبلة.
وحضر الاجتماع، من الجانب المصري أحمد كجوك وزير المالية، والدكتور محمد فريد رئيس هيئة الرقابة المالية، وياسر صبحي نائب وزير المالية، والسفير أحمد شاهين مساعد وزير الخارجية للشئون الآسيوية، ومي عادل مستشار وزير المالية لعمليات أسواق المال.
أ ش أ