افتتح رئيس مجلس الوزراء شريف إسماعيل خلال زيارته إلى محافظة أسوان اليوم الأحد، متحف النيل، يرافقه وزير الموارد المائية والري.
حضر الافتتاح عدد من الوزراء والسفراء العرب، وعدد كبير من الشخصيات العامة، بالإضافة إلى مجموعة من الإعلاميين والأدباء والكتاب والصحفيين، فضلاً عن شباب دول حوض النيل.
ويأتي إنشاء متحف النيل “نيل واحد… حضارة واحدة” في إطار الحرص على توطيد أواصر العلاقات مع دول حوض النيل والعودة إلى النسيج التاريخي لدعم الروابط الأزلية بين الأشقاء الأفارقة.
ويتضمن المتحف قاعات لعرض لوحات وصور تعبر عن حضارات وثقافات وفنون دول حوض النيل وأفريقيا، وهو ما يسمح لكل دولة بعرض مقتنياتها ونشر ثقافتها مما يحقق دوام التواصل مع تلك الدول، كما جاء التصميم المعماري وواجهات المتحف بما يتناسب مع ثقافات دول حوض النيل.
وأوضح وزير الموارد المائية والري أن إنشاء متحف النيل بأسوان يأتي في إطار اهتمام الوزارة بحفظ الوثائق والمقتنيات الخاصة بالري والصرف وجميع المنشآت المقامة على نهر النيل، حيث تم إنشائه على الطراز النوبي السوداني بمسطح 2052م2، وبتكلفه إجمالية حوالي 80 مليون جنيه.
وينقسم المتحف إلى جناحين (جناح إداري) بمسطح 760م2، ويشتمل على (البهو الرئيسي – قاعة العرض السينمائي للأفلام الوثائقية – غرفة تحكم – قاعات كبار الزوار – قاعات اجتماعات – مكاتب إدارية)، و(جناح العرض المتحفي) بمسطح 1300م2، ويشتمل على صالات عرض مغلقة، وصالات عرض مفتوح، وصالات توزيع.
ويتكون المتحف من ثلاثة أدوار يطل كل منها على منظر ساحر لخزان أسوان حيث صممت واجهته وبواباته من جرانيت أسوان الوردي، ونقش عليها باللغة الفرعونية القديمة “مصر هبة النيل”.
وأضاف وزير الموارد المائية والري أن المتحف سيكون من أهم المزارات السياحية التي سوف تتميز بها أسوان، والذي لا يقل في أهميته التاريخية عن أي متحف آخر، لموقعه وما يضمه المتحف من مقتنيات، حيث تم إنشاء المتحف في موقع متميز على ربوة تطل من الناحية الغربية على كل من خزان أسوان والسد العالي، الأمر الذي يعطى لمسات جمالية ورونقا حضاريا لمنطقة المتحف تسهم في تفعيل الخريطة السياحية، وما يترتب على ذلك من مردود اقتصادي واجتماعي وبيئي.
ويعتبر المتحف بمثابة مقر دائم من أجل خدمة المجتمع وتطويره وسيكون متاحا لجميع أفراد المجتمع، لاستغلاله في عمليات الحفظ والبحث والتواصل وعرض التراث الإنساني، وعرض المقتنيات العلمية والفنية ذات القيمة والأهمية التاريخية.
ويضم المتحف كل الوثائق والأفلام القديمة التي تروي قصة كفاح بناء السد العالي، ومجموعة كبيرة من المقتنيات التي تصور رحلة جريان نهر النيل بداية من منابعه أسفل هضبة أثيوبيا وحتى نهايته عند المصب في البحر المتوسط.
كما يضم أيضاً وثائق تاريخية نادرة وأفلاما تسجيلية تؤرخ لمراحل إنشاء خزان أسوان منذ عام 1898، وإنشاء السد العالي في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، بجانب الأدوات التي استخدمها المهندسون في عملية بناء هذين الصرحين الكبيرين، بالإضافة إلى لوحة تذكارية من الرخام تضم أسماء الشهداء من المهندسين والفنيين والعمال الذين شاركوا في ملحمة بنائهما، وكذا لوحات وصور توضح تطور أعمال الري وأدواته منذ عصر محمد علي وحتى الآن، علاوة على خرائط وتصميمات لكل منشآت وزارة الري بداية من القناطر الخيرية وحتى المحطة العملاقة للري بتوشكى ومروراً بالسد العالي.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)