قال رئيس وزراء مالي إن بلاده في حرب مع الانفصاليين الطوارق بعد أن هاجموا بلدة في شمال البلاد كان في زيارة لها فقتلوا ثمانية جنود وخطفوا نحو 30 موظفا حكوميا.
واندلع تبادل لإطلاق النار قبل وصول رئيس الوزراء موسا مارا إلى كيدال في وقت مبكر السبت واضطر للجوء لقاعة عسكرية بينما هاجم المقاتلون مكتب حاكم المنطقة وسيطروا عليه.
واستمرت الاشتباكات خلال النهار ووقع إطلاق نار متقطع لكنه هدأ أثناء الليل.
وقال مارا داخل القاعدة الليلة الماضية “في ضوء هذا الإعلان للحرب فإن مالي من الآن فصاعدا في حرب… وسنعد الرد المناسب لهذا الموقف.”
وكان رئيس الوزراء يزور كيدال للمرة الأولى منذ تعيينه الشهر الماضي من أجل إحياء محادثات تأجلت كثيرا مع الجماعات المسلحة في الشمال.
وانزلقت مالي المستعمرة الفرنسية السابقة إلى حالة من الفوضى عام 2012 حين استغل إسلاميون مرتبطون بالقاعدة تمردا قاده الطوارق وسيطروا على شمال البلاد.
ونجحت عملية عسكرية بقيادة القوات الفرنسية في إخراج الإسلاميين من الشمال العام الماضي لكن تركيز حكومة مالي الآن يتجه إلى متمردي الطوارق.
وأعلن متحدث باسم حركة تحرير أزواد المتمردة السيطرة على بلدة كيدال يوم الأحد. وخلال النهار انتقل مارا من كيدال الى جاو وهي بلدة أخرى في الشمال.
وبدأت قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة قوامها 13 الف جندي الانتشار لكنه لم يكتمل بعد.
وانتقد مارا بشدة القوات الفرنسية وقوات الأمم المتحدة لسماحهما بوقوع الهجوم.
وقال “أنتم شهود اليوم على سلبية هذه القوات.”
وأضاف “أقل ما كنا نتوقعه من قوة الأمم المتحدة والقوات الفرنسية أن تضمنا عدم مهاجمة مكتب الحاكم.”
وقالت قوة الأمم المتحدة في مالي يوم الأحد في بيان إن 21 من ضباط الشرطة التابعين للقوة أصيبوا في الاشتباكات أثناء قيامهم بتأمين رئيس الوزراء. وأصيب اثنان منهم بإصابات خطيرة إثر تعرضهم لطلقات رصاص. لكن قوة الأمم المتحدة لم تحدد الطرف الذي بدأ بإطلاق النار.
وأضافت القوة في البيان “هذه الأعمال تمثل انتهاكا خطيرا للاتفاق المبدئي وتعرقل الجهود التي تستهدف تحقيق السلام والأمن في أقاليم الشمال وخاصة كيدال.”
وقالت وزارة الدفاع في بيان “أثناء الاشتباكات أحصت القوات المسلحة لمالي ثمانية قتلى و 25 مصابا بينما قتل 28 وأصيب 62 في جانب المعتدين”. ولم يتسن على الفور التحقق من الأرقام التي ذكرتها الحكومة بشكل مستقل.
وقال مصدر من جيش مالي إن تبادلا لإطلاق النار وقع بعد أن هاجم مقاتلون من حركة تحرير ازواد في سيارتين نقطة تفتيش تابعة للجيش أمام مكتب الحاكم. ورأى صحفي من رويترز مرافق لمارا جثة جندي.
وقال أداما كاميسوكو حاكم كيدال يوم الأحد إنه تم إجلاء ثلاثة جنود إصاباتهم خطيرة بطائرة هليكوبتر. وأضاف أن مقاتلي حركة تحرير ازواد خطفوا الموظفين الحكوميين الذين تجمعوا في مكتب الحاكم قبل اجتماع مع رئيس الوزراء.
وقال متحدث باسم الحركة إن الجيش بدأ بالهجوم وفتح النار على ثكنة لها بعد احتجاجات مطالبة بالإستقلال في البلدة. وأضاف أن المتمردين يسيطرون على مواقع رئيسية في كيدال يوم الأحد.
وقال اتاي اج محمد “أخذنا نحو 40 أسيرا بينهم ضباط وموظفون كبار. كلهم بخير وحالتهم جيدة.”
وأضاف أن قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة دعت إلى وقف إطلاق النار وإن يوم الأحد لم يشهد اشتباكات.
وقال “نؤمن البلدة تماما… عاد الجيش إلى داخل قاعدته. لكن إذا هاجمنا فإننا سنرد.”
المصدر: رويترز