أكد محمد الناصر رئيس مجلس النواب التونسي أنه سيكون “رجل الوفاق ” في المرحلة المقبلة , وسيعمل على تقريب وجهات النظر وإذابة الثلج بين مختلف الفرقاء السياسيين.
وقال الناصر في تصريح لصحيفة “السفير” اللبنانية إن أولويته المطلقة تتمثل في إخراج البلاد من المطبات الاقتصادية الخانقة , والسير بها تدريجيا نحو الانتعاش الاقتصادي والمالي بالإضافة إلى العمل على إرساء الأمن وإخراج البلاد من مربع الارهاب بتسريع المصادقة على قانون مكافحة الإرهاب وتعزيز إمكانيات المؤسسة الأمنية والعسكرية لمحاصرة الإرهاب في مغاوره واجتثاثه من منابعه.
وتعهد الناصر أن يكون البرلمان “صوت جميع التونسيين” , ويعمل على تحقيق خير البلاد وأن يكون التواصل مع المواطنين حبلا لا ينقطع مشيرا إلى أن أولوياته في الفترة المقبلة هي تشكيل لجنة للنظام الداخلي ترتب هياكل البرلمان وأن التحدي الأكبر هو المصادقة على ميزانية الدولة قبل 10 ديسمبر حتى لا تضطر البلاد إلى اتباع إجراءات استثنائية تكون نتائجها سلبية على الاقتصاد الوطني .
وأوضح الناصر أن انطلاق البرلمان يعد عهدا جديدا في بناء الجمهورية الثانية ولا يقل أهمية عن لحظة بناء الجمهورية الأولى مع الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة في العام 1957 مؤكدا أنه سيعمل على احترام الدستور وإعادة الهيبة للمؤسسة التشريعية وسيعمل وفق وفاق برلماني بما تمليه عليه روح المسؤولية الوطنية.
وأشارت الصحيفة إلى أن توافق حزب “نداء تونس ” و” حركة النهضة ” على توليفة برلمانية تقاسما بمقتضاها رئاسة مجلس النواب الجديد ليقع انتخاب محمد الناصر عن “النداء” رئيسا للبرلمان , وعبد الفتاح مورو نائبا أول له فيما أسندت النيابة الثانية إلى النائبة عن “حزب الاتحاد الوطني الحر فوزية بن فضة.
ولفتت إلى أن الاتفاق أخرج قوى اليسار ممثلة في ائتلاف “الجبهة الشعبية ” خاوية الوفاض , ويمكن اعتباره بداية اصطفاف اليسار في المعارضة البرلمانية وشرارة تنافر مع “نداء تونس” الذي اختار التقارب مع منافسه التاريخي “النهضة “.
وقال الدكتور فتحي الشامخي المتحدث باسم “الجبهة الشعبية ” إن عدم صعود مرشحة ” الجبهة ” مباركة عواينية , زوجة الشهيد النائب في المجلس التأسيسي محمد البراهمي الذي اغتيل في العام 2013 يعد “خسارة لتونس” , مشيرا إلى أن المرأة لا تمثل الجبهة بل تمثل كل التونسيين وانتخابها هو انتصار لشهداء الوطن.
وعن علاقة “الجبهة” بـ “نداء تونس ” أكد الشامخي أنه لا يمكن اعتبار نتيجة التصويت قطعا للعلاقة بين الجبهة والنداء , فلم تحسم المشاورات بعد فالمفاوضات الحكومية على الأبواب وعليها يمكن توزيع الأدوار بين أطراف حكومية وأخرى معارضة لها .
من جهته أكد الوزير السابق النائب عن “النهضة” سمير ديلو في تصريح للسفير أن النهضة تدعم ترشح محمد الناصر لاعتبارات عدة مشيرا إلى أن هذا لا يعني وجود تحالف بين الحزبين ولكنه خيار لتعبيد أرضية توافقية تخدم المصلحة الوطنية وتؤسس لأجواء عمل برلماني بعيدا عن التجاذبات والضغوطات نافيا أي صفقة بين القطبين الأكبرين ولكن النتيجة التي أفرزها التصويت تبشر باستقرار برلماني في المستقبل.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط