ذا هيل الأمريكية: صراع الأجيال والقدرات العقلية.. هاريس تفتح جبهة جديدة في مواجهة ترامب
كشف صحيفة “ذا هيل” الأمريكية عن تصعيد غير مسبوق في حدة المواجهة بين كامالا هاريس، نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية للرئاسة، والرئيس السابق دونالد ترامب، إذ فتحت هاريس جبهة جديدة في معركتها الانتخابية، مُستهدفة اللياقة العقلية لمنافسها البالغ من العمر 78 عامًا في توقيت حساس، قبل أيام معدودة من موعد الانتخابات الرئاسية، في محاولة واضحة لرسم خطوط فاصلة بين جيلين من السياسيين الأمريكيين.
شهدت الساحة السياسية الأمريكية تحولًا تاريخيًا غير مسبوق، عندما ترشحت كامالا هاريس 60 عامًا باسم الحزب الديمقراطي، بعد انسحاب مفاجئ للرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي، إذ بحسب ما كشفت عنه “ذا هيل”، جاء هذا التغيير الجذري في أعقاب أداء كارثي لبايدن في المناظرة الرئاسية أمام ترامب، مما دفع قيادات الحزب إلى اتخاذ قرار استثنائي بتغيير مرشحهم الرئاسي.
وسرعان ما تحول الديمقراطيون، الذين كانوا يعبرون عن مخاوفهم من ترشيح بايدن علنًا وفي استطلاعات الرأي، إلى الالتفاف حول هاريس؛ مما منحها دفعة قوية في استطلاعات الرأي.
وقد تجلت استراتيجية هاريس الهجومية في سلسلة من التصريحات القوية والمباشرة، إذ وصفت ترامب خلال تجمع انتخابي في أتلانتا بأنه “أكثر ارتباكًا وعدم استقرار وغضبًا”.
ولم تقف هاريس وحدها في هذه المعركة، إذ انضم إليها الرئيس السابق باراك أوباما، الذي وصف ترامب بأنه “أكبر سنًا وأكثر جنونًا”، في تصعيد واضح للهجوم على القدرات العقلية للرئيس السابق.
أثارت قضية السجلات الطبية جدلًا واسعًا في الحملة الانتخابية، إذ كشفت هاريس عن سجلاتها الطبية الكاملة التي تؤكد تمتعها بـ”صحة ممتازة”.
وفي المقابل، أثار رفض ترامب الكشف عن سجلاته الطبية المفصلة تساؤلات كثيرة، خاصة بعد اكتفائه بتقديم تحديثات صحية محدودة عقب تعرضه لإصابة في الأذن، إثر حادث إطلاق نار في يوليو الماضي.
وقد علق المحلل السياسي الديمقراطي أنتجوان سيرايت، وفقًا لما نقلته “ذا هيل”، قائلًا: “إن رفضه الكشف عن تقريره الصحي ينبغي أن يثير علامات لدى أولئك الذين كانت لديهم نفس المخاوف وكانوا يضخمون تلك المخاوف بشأن الرئيس بايدن.”
يمثل الصراع بين هاريس وترامب معركة أعمق من مجرد المنافسة السياسية التقليدية، إذ تجسد تحولًا جيليًا في السياسة الأمريكية، فقد ركز المحللون السياسيون على التباين الواضح في الطاقة والأسلوب بين المرشحين.
وفي هذا السياق، صرح جون رينيش، المحلل الديمقراطي، لصحيفة “ذا هيل” قائلًا: “لقد أصبح عامل التغيير الجيلي عنصرًا أساسيًا في انتخاباتنا، حيث يتطلع الناس إلى المستقبل، إن شباب هاريس النسبي والاختلاف الجيلي، وكل ما يصاحب ذلك من نظرة جديدة وطاقة، يمثل تباينًا واضحًا ليس فقط بينها وبين دونالد ترامب، بل أيضًا بينها وبين جو بايدن.”
تكشف أحدث استطلاعات الرأي عن سباق متقارب للغاية بين المرشحين، إذ أظهر استطلاع نيويورك تايمز، الذي نقلته “ذا هيل”، تعادلًا بين ترامب وهاريس عند نسبة 48%، بينما يشير متوسط استطلاعات The Hill/Decision Desk HQ إلى تقدم طفيف لهاريس بنسبة 48.7% مقابل 47.7% لترامب على المستوى الوطني.
وتأتي هذه الأرقام في وقت تتصاعد فيه المخاوف من تأثير التركيز على عامل العمر على الناخبين الأكبر سنًا، الذين يمثلون شريحة مهمة من المصوتين الملتزمين.
لم يقف ترامب مكتوف الأيدي أمام هذه الهجمات، حيث رد بقوة خلال تجمع انتخابي في نورث كارولاينا.
ووفقًا لما نقلته “ذا هيل”، قال ترامب إنه يراقب أوباما ويعتقد أنه هو “المنهك”، كما دعا هاريس إلى إجراء اختبار إدراكي، واصفًا إياها بأنها “بطيئة وخاملة في الإجابة على أسهل الأسئلة”.
وكتب على منصته الاجتماعية “تروث سوشيال” قائلًا: “لقد مررنا بما يقرب من أربع سنوات من ذلك، ولا ينبغي أن نضطر إلى تكراره!”
يرى المحللون السياسيون أن هذه المعركة تتجاوز مجرد الجدل حول العمر والقدرات العقلية، إذ أشار فورد أوكونيل، المحلل الجمهوري، إلى أن القضية بالنسبة للناخبين ليست متعلقة بالعمر بقدر ما تتعلق “بالقدرة والرشاقة والحدة الذهنية”.
في المقابل، يؤكد الديمقراطيون أن استراتيجيتهم تركز على إبراز التباين في الرؤية والطاقة والقدرة على قيادة البلاد نحو المستقبل.
المصدر: وكالات