ذكرت صحيفة “ذا جارديان” البريطانية، اليوم الجمعة ان العلاقات بين الولايات المتحدة والصين دخلت في مرحلة جديدة من التوتر، بعد أن عكرت واشنطن صفو احتفالات بكين بعودة حكم هونج كونج إليها وذلك عقب فرض الولايات المتحدة عقوبات على أحد البنوك الصينية لاتهامه بالتعامل مع كوريا الشمالية بالإضافة إلى شخصيتين صينيتين والتوصل إلى إتفاق بشأن صفقة أسلحة مع تايوان.
وأشارت الصحيفة في تقرير بثته على موقعها الالكتروني إلى أن الولايات المتحدة فرضت بالتزامن مع احتفالات بكين وزيارة الرئيس “شي جين بينغ” إلى هونج كونج عقوبات أيضا على شخصيتين صينيتين لاتهامهما بتسهيل عمليات غسيل أموال لصالح كوريا الشمالية.
وقال ستيف مونتشين وزير الخزانة الأمريكي، إن “بنك أوف داندونج” الصيني ومقره في مدينة داندونج الصينية الحدودية مع كوريا الشمالية، يعتبر مصدر قلق رئيسي من ناحية غسيل وتبييض الأموال لصالح بيونج يانج.
وأوضح مونتشين أن الصين ليست مستهدفة بصفتها بهذه العقوبات التي تشمل أيضا شركة شحن.. مؤكدا أن بلاده ستستمر في العمل مع الصين ولكن ستواصل قطع كافة طرق تمويل كوريا الشمالية لحين التزامها بتعهداتها تجاه المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي.
وأضاف الوزير الأمريكي أن البنك الصيني قام بتسهيل دخول كوريا الشمالية للأنظمة المالية الأمريكية والعالمية وتسهيل إتمام عمليات بمليارات الدولارات لشركات متورطة في البرنامج النووي الكوري الشمالي ونظام الصواريخ الباليستية وبموجب العقوبات لم يعد يحق للبنك الصيني التعامل مع المنظومة المالية الأمريكية.
وأشارت “ذا جارديان” الى إنه بالتزامن مع احتفالات بكين بعودة حكم هونج كونج إليها أعطت وزارة الخارجية الأمريكية أمس الخميس الضوء الأخضر لإتمام صفقة أسلحة بقيمة 4ر1 مليار دولار مع تايوان التي تعتبرها الصين تابعة لها.
وقالت أن العقوبات الأمريكية وصفقة الأسلحة إلى تايوان من المرجح أن تثير غضب الصين.. فيما يقول خبراء أن الخطوات الأمريكية الأخيرة تجاه بكين تمثل رد فعل متعمد من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوضح مدى غضبه ونفاد صبره تجاه بكين.
وذكرت أن الولايات المتحدة اختارت اليوم الأول من زيارة الرئيس الصيني إلى هونج كونج للدعوة إلى المزيد من الحرية في هونج كونج واحترام الحريات المدنية بما في ذلك حرية الصحافة.
وفي نفس السياق بدأت الولايات المتحدة وأستراليا، أمس أكبر تدريبات عسكرية بينهما على الإطلاق وذلك بالتزامن مع زيارة شي جين بينغ إلى هونج كونج.. واعتبرت واشنطن هذه التدريبات رسالة قوية إلى الصين بسبب التوترات بين البلدين جراء سعي الصين لبناء جزر صناعية في بحر الصين الجنوبي.
وبدأت التدريبات بين واشنطن وسيدني بمشاركة 33 ألف من قوات البلدين وتتضمن التدريبات التي تجرى في المياه الأسترالية تدريبات جوية وبرية بمشاركة سفن حربية مزودة بمقاتلات وتستمر شهرا .
وقال الأميرال هاري هاريس قائد القوات الأمريكية في آسيا والمحيط الهادي إنه مسرور لكون هذه التدريبات توضح رسالة للصين وكذلك للحلفاء والشركاء.
يشار إلى أن العلاقات توترت بين الولايات المتحدة والصين في السنوات الأخيرة، حيث تسعى واشنطن للتصدي لما تعتبره سعيا من بكين لتأكيد وجودها العسكري في المحيط الهادي عن طريق إنشاء جزر صناعية في المناطق التي تعتبرها الولايات المتحدة ضمن المياه الدولية.
وكان جيم ماتيس وزير الدفاع الأمريكي قد شدد في أوائل الشهر الجاري على أن بلاده لن تقبل ببناء جزر في بحر الصين الجنوبي .. مشيرا إلى أن بناء الصين جزرا صناعية و”عسكرة مياه دولية” يقوض الاستقرار في المنطقة.. وبالرغم من ذلك أشاد وزير الدفاع الأمريكي بجهود الصين فيما يتعلق بكيفية التعامل مع التهديد الذي يمثله البرنامج النووي لكوريا الشمالية.
وتقول الصين أن لها السيادة على معظم مساحة بحر الصين الجنوبي تقريبا غير أن دولا أخرى مثل فيتنام وتايوان وماليزيا تدعي سيادتها هي الأخرى على أجزاء منه.
وأبدت الصين استياءها الشديد مما وصفته بالتصريحات “غير المسئولة” بشأن بحر الصين الجنوبي، التي أدلى بها جيم ماتيس، خلال منتدى أمني في سنغافورة.
أ ش أ