أكدت صحيفة “ذا تليجراف إنديا” الهندية اليوم الأحد، أن المؤتمر السابع والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP27” بشرم الشيخ، حقق إنجازا تاريخيا من خلال اتخاذ قرار بإنشاء صندوق لمواجهة الخسائر والأضرار التي تتكبدها الدول النامية جراء التغير المناخي.
وأوضحت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني أن خبراء المناخ في الهند رحبوا بهذا الاتفاق خاصة أنه يمثل شهادة على مثابرة الدول المعرضة لتغير المناخ وطلقة تحذير للمتسببين بالتلوث بأنهم لم يعودوا قادرين على الهروب.
وأشارت إلى أن الهند شاركت بشكل بناء ونشط في قضية الخسائر والأضرار أثناء المناقشات في “COP27″، والذي يشير إلى الدمار الناجم عن الكوارث الناجمة عن تغير المناخ.
وأضافت أنه تمت الموافقة على القرار في الجلسة العامة الختامية لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين بعد أن ناقش المفاوضون المسودات المحدثة للصفقة طوال الليل.
وأشارت إلى أن نجاح المحادثات كان يتوقف على إنشاء مثل هذا الصندوق، والذي اقترحته مجموعة الـ77 والصين (الهند جزء من هذه المجموعة)، وأقل البلدان نموا والدول الجزرية الصغيرة حيث قالت الدول الضعيفة إنها لن تترك “كوب 27” بدون تسهيلات تمويل الخسائر والأضرار.
وتابعت أن التمويل أو صندوق جديد للتعامل مع الخسائر والأضرار – على سبيل المثال الأموال اللازمة لإعادة توطين الأشخاص النازحين بسبب الفيضانات – كان طلبا طال انتظاره من البلدان الفقيرة والنامية، بما في ذلك الهند.
ولفتت إلى تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إن “COP27” اتخذ خطوة مهمة نحو العدالة، وأنه يرحب بقرار إنشاء صندوق للخسائر والأضرار وتفعيله في الفترة المقبلة.
ونقلت عن الخبير الاقتصادي والزميل في مجلس الطاقة والبيئة والمياه، فايبهاف شاتورفيدي قوله” إن الأمل الذي أثير في اليوم الأول من مؤتمر الأطراف مع إدراج الخسائر والأضرار في جدول الأعمال دون أية مقاومة من العالم المتقدم، حقق نجاحا جزئيا على الأقل بحلول نهاية المؤتمر”.
من جهتها، قالت أولكا كيلكار، الخبيرة الاقتصادية في بنجالورو التي تترأس برنامج المناخ الهندي لمعهد الموارد العالمية، إن صندوق الخسائر والأضرار الجديد هو شهادة على مثابرة البلدان المعرضة لتغير المناخ ومجموعات المجتمع المدني.
بدوره، قال تارون جوبالاكريشنان، زميل أبحاث في جامعة تافتس:”أبدت الهند تضامنها مع هذه القضية في مؤتمر الأطراف، حتى لو كان من غير المرجح أن تكون الهند هي المستفيد الرئيس من ذلك”.
وقال آرتي خوسلا، مدير اتجاهات المناخ: “سيتم تذكر مؤتمر الأطراف هذا بسبب الاتفاق على إنشاء صندوق للخسائر والأضرار، والذي يتحدث عن حجم أزمة المناخ التي نحن فيها”.
واستضافت مدينة شرم الشيخ في 6 نوفمبر الجاري مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP27″، والذي امتدت فعالياته حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، وكان فرصة مهمة للنظر في آثار التغير المناخي في الدول النامية بشكل عام وإفريقيا بشكل خاص، وكذلك لتنفيذ ما جاء في اتفاق باريس 2015، ولتفعيل ما جاء في مؤتمر جلاسكو 2021 من توصيات، وحشد العمل الجماعي بشأن إجراءات التكيف والتخفيف من تغير المناخ.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)