شهدت مكتبة الإسكندرية في إطار الفعاليات الثقافية لمعرضها الدولي للكتاب، ندوة حول كتاب “ذاكرة الإسكندرية الفوتوغرافية”، تحدث فيها حسام عبد الباسط مؤلف الكتاب، وقدمها الأستاذ أيمن الجوهرى.
وقال الجوهرى إن حسام عبد الباسط هو باحث فى مجال الآثار الإسلامية وحاصل على الماجستير فى الآداب عام 2014، وعن الكتاب أكد أن التصوير له أهمية كبيرة من الناحية الحضارية، فهو مرآة لحياة الشعوب، تبرز من خلاله الجوانب المختلفة لحياة أى مجتمع، وأضاف أن الصورة تكمل النص التاريخى وتدعمه، كما أنها تتسم بالدقة وتحتوى على كم كبير من المعلومات.
وفي كلمته، قال حسام عبد الباسط إن الكتاب صادر عن مشروع ذاكرة مصر المعاصرة بمكتبة الإسكندرية، وهو يعد الجزء الثاني من سلسلة كتب عن ذاكرة مصر الفوتوغرافية، وأوضح أن المشروع يعد تكوينا معرفيا جديدا بأحدث أساليب التكنولوجيا لحفظ ذاكرة مصر، خاصة الذاكرة الأثرية.
وأكد أن الكتاب يرصد الحياة العامة فى المدينة، خاصة أن معظم المعالم مهددة بالزوال بسبب حركة البناء الشرسة التى تهاجم تلك المباني، موضحًا أن هذا الهجوم على التراث المعماري كان الدافع للتعرض إلى هذا الإرث الثقافي من خلال الصور.
ولفت إلى وجود عدد من الصعوبات التي واجهت فريق العمل عند الإعداد للكتاب، ومنها أن عدد الصور كان كبير جدًا وتعدى الـ800 صورة، ومعظمها من الصور النادرة، وبذلك كان هناك صعوبة في الاختيار وتحديد الأولويات، حتى تم الاكتفاء بعرض 280 صورة في الكتاب تعبر عن معالم تراثية مختلفة.
وأوضح أن من أهم المجموعات التى يعرضها الكتاب، مجموعة منتقاة من مقتنيات الملك فاروق، وهى إهداء من وزارة السياحة، وتوضح الصور العديد من التغيرات المعمارية التي طرأت على المدينة، وتتضمن مجموعة عن شارع أبى قير وطريق الكورنيش تنشر لأول مرة.
وأشار إلى أن أقدم الصور المعروضة في الكتاب هى التي توضح الدمار الذى لحق بالمدينة عقب ضربها عام 1882، أما أحدثها فهى صور مبنى البورصة والتحول الذي طرأ عليه في ستينيات القرن العشرين.
وعرض عبد الباسط مجموعة من الخرائط النادرة، ومنها خريطة تعود لعام 1785 وتشرح طبيعة المدينة فى تلك الفترة.
وتعود الخريطة لرحالة بلجيكي وتم العثور عليها ضمن مخطوط أهدى للملك فاروق وهو محفوظ بمكتبة الإسكندرية، وتطرق من خلال عرض الصور أيضًا للتغيرات التي طرأت على المدينة في العصور المختلفة، مثل مراحل حفر ترعة المحمودية، وزيادة عدد السكان في عهد محمد على بسبب التحسينات التي أدخلها على الصحة، ثم ظهور نمط جديد للمبانى وإعطائها طابع أوروبى والبعد عن الطرز الإسلامية، والاتجاه بالعمران ناحية الضواحى.
وأكد في الختام أن المشروع المقبل سيركز على توثيق معمار مدينة الإسكندرية من خلال الصور المرسومة في فترة القرن السادس عشر والسابع عشر.
المصدر: وكالات