علّقت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية على الصور المرعبة للأطفال والنساء والرجال الجياع في اليمن بأنها قد غيّرت نظرة العالم في كيفية انزلاق هذا البلد إلى مجاعة عامة، بينما كل أطراف الصراع تغض الطرف عن معاناة ملايين المدنيين الأبرياء.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشعب اليمني -الذي وقع بين فكي الرحى- ليس لديه أمل يتطلع إليه، خاصة بعد أن فقد ثقته في “النظام الدولي” الذي أظهر تجاهلا تاما حتى الآن لدعم القانون الإنساني وحقوق الإنسان الأساسية في البلاد.
ونبهت الصحيفة إلى أن أهل اليمن البالغ عددهم 26 مليون نسمة لم تعد لديهم خيارات تذكر، وأصبح من الصعب تخيل استمرار احتواء هذه الكارثة داخل حدود البلد.
ورأت الصحيفة أن تصاعد الصراع في اليمن – الذي يعد أفقر دولة بالشرق الأوسط حتى قبل نشوب الحرب – أدى إلى انهيار اقتصاده الهزيل وتوقفت تحويلات الرعاية الاجتماعية للمعدمين منذ ما يقرب من السنتين. كما أن وظائف القطاع الخاص اختفت تقريبا، مع تواصل الصراع والحصار والغارات الجوية التي استهدفت المصانع والشركات إما مباشرة أو بطريقة غير مباشرة.
وأضافت الصحيفة أن نقص الوقود وندرة المياه ومنع الاستيراد وتدمير الطرق والموانئ قد دمر الزراعة، كما توقف في أغسطس الماضي شريان لحياة ملايين اليمنيين الذي كان متمثلا في رواتب القطاع العام.
وذكرت ديلي تليجراف أن الـ18 شهرا الماضية قد أظهرت أن قساة القلوب في هذا الصراع لن يحققوا نصرا عسكريا ولن يتفقوا إذا تركوا وشأنهم، وأن على بريطانيا والقوى الرئيسية الأخرى أن تلتزم بواجبها الأخلاقي وتبذل ضغطا على كل أطراف النزاع للتوصل إلى اتفاق ما.
وختمت الصحيفة بأن اليمن وصف في الأشهر القليلة الماضية بأنه “أزمة منسية”. وأن الذي يخشى منه الآن هو أنه عندما يتنبه المجتمع الدولي لهذا الأمر فقد يكون الوقت متأخرا جدا لتذكر الأزمة اليمنية.
المصدر : وكالات