قالت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية إن سوريا عادت إلى المربع الأول الذي كانت فيه قبل ثمانية أعوام عندما اندلعت الحرب الأهلية بعد محاولات يائسة للإطاحة ببشار الأسد.
وتشير الافتتاحية إلى أن المشاركة الغربية ظلت مضطربة ومشوشة بينما خطى الإيرانيون والروس لملء الفراغ، وكذلك فعل الأصوليون حسب وصف الصحيفة .
وترى الصحيفة أن القتال من أجل الديمقراطية استحال إلى قتال ضد التطرف وقاد إلى أن يعقد الغرب مبدئيا هدنة مع الأسد
وتضيف الصحيفة أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد سحب الآن القوات الأمريكية من سوريا، وفي غضون ذلك يُزعم أن الأكراد سلموا منطقة أساسية إلى قوات النظام في سوريا بدلا من أن تسيطر عليها تركيا، وأن الأسد ما زال في السلطة وقد واجه المتمردين وتحدى الغرب وربح الحرب الأهلية تقريبا.
وتشدد الصحيفة على أن الأسد بقي، كما كانت عائلته على الدوام، ديكتاتورا متعطشا للدماء والسبب المباشر لكثير من التوترات في المنطقة.
وترى الصحيفة أن استراتيجية ترامب تقوم على الانسحاب الأمريكي من سوريا وأن وسائله لإنجازها تقوم على تشجيع القوى المحلية (الأقليمية) على ضبط الأوضاع في جوارهم.
وتحذر الصحيفة من أنه إذا انحدرت سوريا ثانية إلى الفوضى فستكون أوروبا هي من ينبغي عليها التعامل مع أزمة لجوء ثانية، لذا ثمة مصلحة لها في التأكد من أن ذلك لن يحدث.
وتخلص إلى القول: أما بالنسبة لأولئك الذين تركهم (الانسحاب الأمريكي) وراءه، والأكراد على وجه الخصوص، يأمل العالم في أن يكون السلام أكثر رأفة بهم من الحرب، حتى لو ترك نفس الأشخاص في موقع المسؤولية، في تلميح إلى المسؤولين السوريين.