ذكرت صحيفة “ديلي تليجراف” البريطانية أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تواجه تمردا كاسحا من داخل حزبها، بعدما رفض اثنان من كبار وزرائها بشكل مباشر سياسة “الباب المفتوح” المتبعة مع اللاجئين.
وقالت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكتروني – إن مكتب المستشارة الألمانية اضطر للتدخل مطلع هذا الأسبوع لمنع محاولة غير مصرح بها من جانب وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير لتغيير قواعد اللجوء بالنسبة للاجئين السوريين ، ولكن وزير المالية صاحب النفوذ فولفجانج شويبله أبدى منذ ذلك الوقت الدعم لمبادرة دي ميزيير إلى جانب مجموعة من الشخصيات الكبرى في الحزب.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الداخلية أمر مؤخرا مسئولي وزارته بوقف الاعتراف التلقائي بالسوريين كلاجئين بموجب مواثيق جنيف كما تبين ، كما يريد الوزير الألماني لمعظم السوريين أن يمنحوا “حماية ثانوية” – شكل محدود أكثر من اللجوء المؤقت – ومنعهم من جلب أفراد عائلاتهم إلى ألمانيا.
ولفتت الصحيفة إلى أنه سرعان ما غير مكتب ميركل الأمر الذي بدا وأنه صدر دون معرفة المستشارة الألمانية ، لكن شويبله دعم الفكرة في تصريحات له قال خلالها ” بالطبع علينا الحد من لم شمل الأسر لأن قدرتنا ليست بلا حدود ، وأعتبر هذا قرارا ضروريا ، مؤكدا أن بإلإمكان التوصل سريعا لاتفاق بشأنه داخل الائتلاف الحكومي”.
كما أكد شويبله أنه “في حالة أرادوا جميعا المجيء إلى أوروبا فبدلا من حل المشاكل في سوريا ، فإنها لن تحل على الإطلاق”.
ولفتت الصحيفة إلى أن التحدي من جانب اثنين من كبار الوزراء داخل حزب ميركل تركها أكثر اعتمادا على شريكها في الائتلاف ألا وهو الحزب الديمقراطي الاجتماعي من أجل دعم سياستها.
وتتوقع ألمانيا استضافة ما لا يقل عن 800 ألف طالب لجوء هذا العام وهناك مخاوف متزايدة من أن الحق في “لم شمل الأسر” قد يتسبب في انغمار البلاد باللاجئين.
وبموجب القوانين الحالية فإن من يحصلون على وضع لاجئ كامل يستحقون جلب أفراد أسرهم إلى ألمانيا للعيش معهم.
ورأت الصحيفة أن خطوة دي ميزيير كانت تحديا مباشرا لميركل التي راهنت بمستقبلها السياسي على سياستها في التعامل مع أزمة اللاجئين.
وتمنح ألمانيا حاليا معظم السوريين اللجوء الكامل بشكل تلقائي وقامت حتى بإلغاء قواعد للاتحاد الأوروبي يتعين بموجبها على اللاجئين التقدم من أجل طلب اللجوء في أول دولة يصلونها.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها اشتباك لميركل مع وزير داخليتها بسبب سياسة اللاجئين ، فعندما وجد أن دي ميزيير لا يحسن تناول الأزمة في وقت سابق من هذا العام ، قامت ميركل بإزالة مهمة السيطرة على اللجوء من وزارته لتضعها تحت تحكم مباشر من جانب مكتبها الخاص.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)