تواصل الأبحاث الطبية الحديثة يوما بعد يوم التحذير من المخاطر الصحية للولادة القيصرية، وذكرت دراسة علمية جديدة أشرف عليها باحثون من كلية كورك الأيرلندية، أن الولادة القيصرية ترفع فرص إصابة الأجنة بمرض التوحد خلال مراحل عمرية لاحقة من حياتهم.
وكشفت النتائج أن الأطفال الذين يولدون عبر عمليات الولادة القيصرية ارتفعت فرص إصابتهم باضطرابات طيف التوحد بنسبة 23%، مقارنة بالأطفال الذين خضعت أمهاتهم للولادة الطبيعية. الخطير أن العقود الماضية شهدت إقبالاً ملحوظاً من السيدات على الولادة القيصرية، وأصبحت 25% من الولادات داخل بريطانيا على سبيل المثال تتم بهذا الشكل. ونشرت هذه النتائج اليوم، الاثنين، على الموقع الإلكترونى لصحيفة “ديلى ميل” البريطانية.
جدير بالذكر أنه صدرت العديد من الدراسات خلال الآونة الأخيرة قد حذرت من الخضوع للولادة القيصرية إلا فى أضيق الحدود، حيث كشفت دراسة علمية حديثة أشرف عليها باحثون جامعيون من السويد وإسكتلندا أن الأطفال الذين يولدون من خلال عمليات الولادة القيصرية يرتفع خطر إصابتهم بالحساسية، وكما ترتفع فرص إصابتهم بالربو فى مقتبل حياتهم بمعدل 6 مرات مقارنة بالأطفال الذين يولدون طبيعيا، وكما أنهم يصبحون أكثر عرضة للإصابة بمرض السكرى ومتلازمة القولون الالتهابى.
وفسر الباحثون ذلك، مشيرين إلى أن الولادة القيصرية تُحدث اضطراباً كبيراً فى بكتيريا الفلورا الخاصة بأمعاء الطفل خلال أول عامين من حياته، وتحد من تنوعها بشكل كبير، حسبما أظهرت التجارب التى شملت 24 طفلاً.
فيما أكدت النتائج أن الولادة الطبيعية تحمى الطفل من الإصابة بالحساسية، نظراً لأنه يتعرض للبكتريا الموجودة بالقناة المهبلية خلال الولادة، وهى تحميه من خلال مساهمتها فى تكوين بكتيريا الفلورا بالأمعاء، وكما تساهم تلك البكتيريا فى تعزيز الخلايا المناعية بالدم وتقوية المناعة بشكل عام التى تحميه من تلك الاضطرابات المرضية. وأضاف الباحثون أنه على الرغم أن الولادة القيصرية قد تكون ضرورية فى الكثير من الأحيان إلا أن الطبيب والأم يجب أن يدركا جيداً أضرارها على صحة المولود، كى يتعاملوا معها وتوضع الاحتياطات اللازمة للحد من المخاطر الصحية التى قد يتعرض لها.
المصدر:وكالات