كثيرون على الأرض يجهلون ما في القمر من مفاجآت، بحسب ما يمكن استنتاجه من بحث وارد حاليا في موقع علمي، أسسه أكاديميون وعلماء قبل 10 سنوات في أستراليا، هو The Conversation المتخصص بنشر أحدث المستجدات العلمية، ومنها الذي نقله عنه موقع Space.com البريطاني الشهير حول وجود الأوكسجين على القمر، وبكثرة.
يؤكد البحث أن “في القمر أوكسجين يكفي لاحتياجات 8 مليارات إنسان طوال أكثر من 100 ألف عام” وفقا لما طالعته “العربية.نت” مما نقله الموقع عن البروفسور John Grant المحاضر بعلم التربة والأسطح الأرضية في جامعة Southern Cross الأسترالية، والمستند بما قال في البحث إلى ما تم استثماره مؤخرا في تقنيات استخدام الليزر، أو التحليل الكهربائي، لإنتاج الأوكسجين بعد فصله من صخور ومعادن القمر، وهو ما نجد المزيد عنه في الفيديو المعروض.
ومما شرحه البروفسور غرانت أن “وكالة الفضاء الأسترالية” وقعت مع NASA الأميركية عقدا في أكتوبر الماضي لإرسال مركبة أسترالية الصنع، ستتجول على سطح القمر، في إطار برنامج Artemis الهادف أميركيا إلى إرسال رواد في 2025 الى الجرم الوحيد السالك حول الأرض “لجمع صخور يمكن أن توفر الأوكسجين القابل للتنفس على القمر نفسه، لأن له غلاف جوي، لكنه رقيق جدا، ومكوّن معظمه من هيدروجين، إضافة الى غاز Neon الأحادي الذرة، كما وغاز Argon الأخف مثله من الهواء وهو كوكتيل من الغازات لا ينفع لتنفس الكائنات الثديية، وفي مقدمتها البشر” كما قال.
والأوكسجين المتوافر بكثرة على القمر، ليس غازيا، بل مدمجا بصخور وغبار ناعم يغطي السطح القمري بوضوح “وسيدعم الحياة بأنواعها فيه إذا استخرجناه، تماما كالأوكسجين المتوافر أيضا في المعادن على الأرض، علما أن القمر مكوّن أيضا من الصخور الأرضية نفسها، برغم وجود كمية أكبر قليلا من المواد التي أتت من النيازك” وشرح في ما تلخص “العربية.نت” ما ذكر، أن المعادن مثل Silica الموصوف بقاسي جدا، كما والألومنيوم، إضافة لأكسيد الحديد، وأيضا أكسيد Magnesium الرمادي البرّاق “تهيمن أكثر على القمر، وتحتوي كلها على أوكسجين، لكن ليس بالشكل الذي يمكن أن تصل فيه إلى الرئتين” وفق تعبيره.
وتوجد تلك المعادن في القمر بأشكال متنوعة، إضافة الى صخور صلبة وغبار وحصى وحجارة، نتجت عن اصطدام النيازك على مدى آلاف السنين بسطحه “المكون بنسبة 45 % أوكسجين مدمج بإحكام في المعادن” المذكورة أعلاه، ولتفكيك المدمج بشدة يحتاج مستخرجو “غاز الحياة” إلى طاقة، نجدها في التحليل الكهربائي “المستخدم بالتصنيع، مثل إنتاج الألومنيوم، حيث يمر تيار كهربائي عبر سائل من أوكسيد المعدن لفصل الأوكسيجن المدمج فيه” وهو ما يجب دعمه بالطاقة الشمسية أو غيرها على القمر.
مصفاة بولاية كوينزلاند الأسترالية لفصل الأوكسيجين عن الألومينيوم، وصورة للبروفسور جون غرانت
مصفاة بولاية كوينزلاند الأسترالية لفصل الأوكسيجين عن الألومينيوم، وصورة للبروفسور جون غرانت
وذكر البروفسور غرانت، أن شركة Space Applications Services ومقرها بلجيكا، أعلنت قبل مدة أنها ستبني 3 مفاعلات تجريبية لتحسين استخراج الأوكسجين بالتحليل الكهربائي، وتتوقع إرسال التكنولوجيا إلى القمر المحتوي كل متر مكعب من أرضه على 1.4 طن من المعادن في المتوسط، فيها 630 كيلوغراما من الأوكسجين تقريبا، ولأن NASA تذكر ببياناتها أن الشخص يحتاج 800 غرام أوكسجين يوميا للبقاء حيا، لذلك فإن 630 كيلو تبقيه حيا مدة عامين “ومع افتراض أن متوسط عمق تربة القمر 10 أمتار، ويمكن استخراج كل ما فيها من أوكسجين، لذلك سيبقي المستخرج 8 مليارات إنسان أحياء أكثر من 1000 قرن” طبقا لحسابات البروفسور.
المصدر: وكالات