أفادت دراسة طبية حديثة بأن تعرض حديثي الولادة للضغوط، يظهر في عقولهم استجابة شديدة للألم، ولكن من غير المرجح أن يعبر عنها الطفل عن طريق البكاء .
تظهر نتائج الدراسة أن الإجهاد يؤدى إلى انفصال واضح بين نشاط مخ الطفل وسلوكه، فقد يبدو أن الأطفال الذين يعانون من الإجهاد لا يستجيبون للألم، حيث أن المخ لايزال فى طور معالجته ، ونتيجة لذلك ، من المحتمل أن يقلل مقدمو الرعاية من شأن ما يعانيه الطفل من آلام .. وبالتالى يؤكد الباحثون أنه من الضرورى تحديد طرق مختلفة لفهم الأطفال .
وقالت الدكتورة”لورا جونز”، أستاذ طب الأطفال فى كلية الطب جامعة”لندن”:” عندما يواجه الأطفال حديثى الولادة إجراء مؤلما، هناك زيادة منسقة بشكل معقول فى نشاط الدماغ واستجاباتهم السلوكية، مثل البكاء والتجويع “، مضيفة أن “الأطفال الذين يعانون من الإجهاد لديهم استجابة أكبر فى الدماغ بعد أى إجراء مؤلم ، ولكن بالنسبة لهؤلاء الأطفال ، فإن هذا النشاط الأكبر فى الدماغ لا يكون مطابقا لسلوكهم “.
وبالنسبة لهذه الدراسة، التى نشرت فى عدد ديسمبر من مجلة البيولوجيا الحالية، سعى الفريق البحثى من خلالها إلى فحص صحة حديثى الولادة من الأولاد والبنات فى وحدة رعاية ما بعد الولادة ووحدة الرعية الخاصة، لقياس مستويات الإجهاد لدى هؤلاء الأطفال على أساس قياس مستويات هرمون “الكورتيزول” المفرزة فى اللعاب وأنماط ضربات القلب ، وكلها ما قبل وبعد فحص إكلينكى دقيق للأطفال.
فى الوقت ذاته ، قام الباحثون البريطانيون بقياس مدى استجابه الرضع للألم بقياس نشاط المخ وتحليل تعبيرات الوجه.
وقد أظهرت البيانات أن الأطفال الذين يعانون من مستويات أعلى من الإجهاد ، أظهروا ردود أفعال أكبر فى نشاط المخ .. ومع ذلك ، فإن هذا النشاط المتزايد فى المخ لم يتوافق مع تغيير فى سلوك الأطفال.
وقد شددت الدكتورة”لورا جونز”، أستاذ طب الأطفال فى كلية الطب جامعة”لندن”، على أن الدراسة تقدم سببا آخر لعلاج الأطفال ورعايتهم بطرق تقلل من الألم والإجهاد .
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)