على مدى عقود، لم يمل خبراء الصحة من الحديث عن أهمية الإفطار، وتحذير أولئك الذين يحاولون الحفاظ على وزنهم من تفويت هذه الوجبة، لكن بحثا جديدا، قاده باحثون أستراليون، وجد أن أولئك الذين يفوتون وجبة الإفطار يستهلكون 260 سعرة حرارية أقل يوميا في المتوسط.
وخلصت الدراسة المنشورة في المجلة الطبية البريطانية، والتي تحدثت عنها صحيفة “تليغراف”، إلى أن أولئك الذين يواظبون على تناول الإفطار يستهلكون سعرات حرارية أكثر بكثير من أولئك الذين يفوتون الوجبة، وينتهي بهم الأمر إلى زيادة الوزن.
وكانت دراسات سابقة أشارت إلى أن تناول الفطور يحفز عملية الأيض، ويمكن أن يساعد من يقومون بحمية غذائية على وقف الإفراط في تناول الطعام، في وقت لاحق من اليوم.
كما حذرت هيئة الخدمات الصحية الوطنية بالمملكة المتحدة من “تفويت بعض الأفراد وجبة الإفطار اعتقادا منهم أن ذلك سيساعد في إنقاص الوزن، قائلة: “في الواقع، تظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يتناولون وجبة الإفطار بانتظام هم أقل عرضة لزيادة الوزن”.
لكن الدراسة الجديدة تشير إلى خلاف ذلك، ووجدت أن أولئك الذين لا يتناولون وجبة الإفطار لا يعوضون ذلك بتناول طعام أكثر في وقت لاحق من اليوم.
ووجد الباحثون أيضا أنه لا يوجد فرق كبير في معدلات الأيض بين المفطرين وغيرهم، مما يشير إلى أنه لا يوجد دليل على أن تناول وجبة الإفطار قد يساعد في إنقاص الوزن بسبب حرق السعرات الحرارية “بكفاءة” في وقت مبكر من اليوم.
وفحص خبراء من جامعة موناش في مدينة ملبورن الأسترالية 13 مشاركا، تم اختيارهم عشوائيا، لدراسة العلاقة بين تناول الإفطار والوزن في بلدان ذات دخل مرتفع، شملت المملكة المتحدة.
وتتبع البحث المشاركين في فترة تتراوح بين مدة أقل من شهر، و16 أسبوعًا.
ووجدت النتائج أن أولئك الذين فوتوا وجبة الإفطار أقل وزنا من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
وكتب الباحثون في المجلة الطبية البريطانية (BMJ)، قائلين: “هذه الدراسة تشير إلى أن إضافة وجبة الإفطار قد لا تكون استراتيجية جيدة لفقدان الوزن، بغض النظر عن عادة الإفطار الراسخة.
“هناك حاجة إلى الحذر عند التوصية بوجبة الإفطار لفقدان الوزن لدى البالغين، حيث يمكن أن يكون لها تأثير معاكس”.
ودعا الباحثون إلى إجراء مزيد من البحوث، مضيفين “بينما كان الترويج على أشده، منذ القرن الماضي، لاعتبار الإفطار أهم وجبة في اليوم، تندرت الأدلة على أن تناول الفطور يساعد على فقدان الوزن”.
ومع ذلك، قالوا إن تناول وجبة الإفطار يمكن أن يكون لها تأثيرات مهمة أخرى، مثل تحسين مستويات التركيز والانتباه لدى الأطفال.
وقال أستاذ علم الأوبئة الوراثية في كلية كينغز في لندن، تيم سبيكتور، إن اعتبار الإفطار أهم وجبة في اليوم كان اعتقادا راسخا لدى معظمنا منذ الطفولة.
وأشار إلى أن النتائج الجديدة توحي بأن هذا الاعتقاد كان “مجرد خرافة”.