أوصت دراسة أثرية للباحث أحمد زهران مدير التسجيل الأثري بمنطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية بوزارة الدولة لشؤون الآثار بإنشاء متحف لوثائق لجنة حفظ الآثار العربية وشددت على ضرورة إنشاء أرشيف متكامل للجنة يتبع وزارة الآثار.
واللجنة أنشئت فى عهد الخديوى توفيق في 18 ديسمبر سنة 1881 لحماية التراث العمراني والفني الإسلامي والقبطي بمصر.
وقال زهران “لجنة حفظ الآثار العربية هى أول عمل مؤسسى منظم تم إنشاؤه للحفاظ على الآثار الإسلامية والمسيحية فى مصر واتضح هذا فى الأمر العالى الصادر من خديوى مصر محمد توفيق فى 18 ديسمبر سنة 1881 فى مادته الثانية والتى تحدد مهام ودور اللجنة فى أربع نقاط وهى إجراء اللازم لجرد وحصر الآثار العربية القديمة التى يكون فيها فائدة صناعية أو تاريخية وملاحظة صيانة تلك الآثار ورعاية حفظها من التلف وإبلاغ نظارة الأوقاف بالتصليحات التى يجب إجراؤها فيها مع إيضاح المهم منها”.
وأضاف أن دور اللجنة كان يتمثل أيضا فى النظر في الرسومات والتصميمات لترميم هذه الآثار والتصديق عليها ومتابعة أعمال الترميم وإجراء حفظ رسومات جميع الأشغال التى تنتهى بكتبخانة الأوقاف والإعلان النظارة المذكورة عن القطع التى تتخلف عن العمارة ويلزم نقلها للأنتيكخانة لأجل حفظها بها.
وأوضح أن اللجنة تشكلت برئاسة ناظر عموم الأوقاف ومجموعة من الأعضاء مصريين وأجانب واستمر هذا الوضع حتي انتقل الإشراف عليها إلى وزارة المعارف العمومية سنة 1936 حتى تم حلها فى عام 1961.
وقامت اللجنة بتشكيل قومسيون أول واختص بجرد وحصر وتسجيل الآثار وثانى وكانت مهامه فنية من إجراء المعاينات وعمل المقايسات ومتابعة الترميم والمرور على الأثار ومتابعة حالتها الأمنية والفنية ومن أعضاء اللجنة من المصريين محمود الفلكى وعلى باشا مبارك وعلى بهجت وهى أسماء كبرى فى عالم الآثار ومن الأجانب فرانس بك وماكس هرتز.
وأكد الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء بوزارة الآثار أن تلك الدراسة أوصت بإجراء مشروع متكامل لأرشفة ورقمنة وإنشاء متحف لوثائق لجنة حفظ الآثار العربية من خلال جمع كل ما خلفته اللجنة بطريقة علمية سليمة للحفاظ عليها لأهميتها من الناحية التاريخية والعلمية وتوفير مادتها للباحثين بالعمل على إنشاء أرشيف متكامل للجنة يتبع وزارة الآثار بإلاشتراك مع دار الوثائق القومية.
وأشار إلى أنه على حسب ما تم حصره من هذه الوثائق فيوجد جزء منها محفوظ بدار الوثائق وهى عبارة عن نسخة من تقارير القومسيون الأول والملفات المحفوظة بوزارة الآثار وهى تمثل المكاتبات التى أجرتها اللجنة مع باقى الجهات الحكومية وغير الحكومية والذى عرف باسم “السايرة” وينقسم لقسمين قسم للمكاتبات العادية وقسم للمقايسات والأعمال الختامية.
وأوضح أن أعمال اللجنة تضم أرشيف الرسومات الهندسية والزخرفية وأرشيف الصور والذى يشتمل على عدد هائل من السلبيات الزجاجية وهى “لوح من الزجاج كانت تطبع عليها الصور ويتم نسخها ورقيا من خلال اللوحة الزجاجية وهى مرحلة ما قبل النيجاتيف بالإضافة لحوالى 10 آلاف وثيقة محفوظة بمكتبة الإسكندرية”.
وأشار إلى أن الدراسة أوصت برقمنة كافة هذه الوثائق لسهولة الوصول إليها والتعامل عليها وإتاحتها للباحثين والدارسين وإنشاء متحف للجنة حفظ الآثار العربية للتعريف برؤسائها وأعضائها وسيرتهم ويشتمل على المعدات والأدوات المستخدمة من قبل اللجنة والمتبقى بعضها حتى الآن وملحق به مكتبة تحتوى على الإنتاج العلمى للعاملين باللجنة واستكمال مشروع ترجمة ومراجعة كراسات لجنة حفظ الآثار العربية التى لم تترجم حتى الآن والتي كان يشرف عليه شيخ الآثاريين العالم الجليل عبد الرحمن عبد التواب مع نشر تلك الكراسات.
المصدر : وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )