يبدو أن تناول فنجان القهوة الساخن فى الصباح يعيد شحن طاقتك لليوم التالى، لكن دراسة وجدت أنه قد يؤدى أيضًا إلى انكماش عقلك فى صمت، وقد ألقى بحث يهدف إلى اكتشاف تأثير استهلاك الكافيين اليومي على الدماغ الضوء على بعض النتائج المدهشة، فقد تبين أن فنجان القهوة اليومي قد يقلل من حجم المادة الرمادية في دماغك، ومع ذلك، اقترحت دراسات سابقة أيضًا أن القهوة في الواقع تحمي دماغك من العديد من الأمراض التنكسية مثل مرض ألزهايمر، إذن ما هي الحقيقة؟ .
تسلط نتائج الدراسة الضوء على أن الكافيين قد يؤدى إلى تحفيز اللدونة العصبية المؤقتة، وهو الأمر الذي يعتقد الباحثون أنه يستحق المزيد من التحقيق، والفرق بين المادة الرمادية والمادة البيضاء هي أن المادة الرمادية في المخ التى تتم فيها معالجة الإحساس والإدراك والحركة الإرادية والتعلم والكلام والإدراك، ومن ناحية أخرى، تسهل المادة البيضاء التواصل بين مناطق المادة الرمادية المختلفة وبين المادة الرمادية وبقية الجسم، وقد أظهرت الأبحاث السابقة حول تأثير الكافيين على الدماغ نتائج متباينة.
أشارت الأبحاث إلى أن القهوة لها خصائص عصبية وقائية قد تقلل من خطر التدهور المعرفي والأمراض العصبية التنكسية مثل الخرف ومرض ألزهايمر ومرض باركنسون والسكتة الدماغية، وتشير دراسة Cureus إلى أن تناول القهوة يوميًا يوفر فوائد أكبر، ويرجع ذلك أساسًا إلى أن الكافيين يحجب مستقبلات الأدينوزين في الدماغ، كما تظهر مركبات أخرى، مثل أحماض الكلوروجينيك، إمكانات علاجية، لكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد التأثيرات الدقيقة للقهوة على صحة الدماغ، وقد أشارت الأبحاث السابقة أيضًا إلى أن استهلاك الكافيين قد يرتبط بانخفاض حاد في حجم المادة الرمادية.
ويهدف هذا البحث لعام 2021 إلى التحقيق في تأثيرات الكافيين على حجم المادة الرمادية لدى الشباب والأصحاء، كما يرغب الباحثون في معرفة ما إذا كان تأثير الكافيين على المادة الرمادية ناتجًا عن تأثيره على النوم أم لا، كما أن الحرمان من النوم أو اضطرابه مرتبط أيضًا بانخفاض حاد في المادة الرمادية.
تم تقسيم عشرين شخصًا إلى مجموعات وعلى مدى 10 أيام، تم إعطاء إحداها أقراص الكافيين كل يوم بينما تناولت الأخرى أقراص الدواء الوهمي، وفي نهاية الدراسة، تم قياس حجم المادة الرمادية من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وتم قياس نشاط النوم الموجي البطيء من خلال تخطيط كهربية الدماغ، وقد تم اكتشاف أن المادة الرمادية انخفضت بشكل ملحوظ لدى الأشخاص الذين تناولوا الكافيين بعد 10 أيام بينما لم يشهد أولئك الذين تناولوا الدواء الوهمي أي انخفاض، بالإضافة إلى ذلك، لم تجد الدراسة أيضًا أي فرق في نشاط النوم الموجي البطيء بين فترة الدواء الوهمي وفترة الكافيين.
وقد خلص الباحثون إلى أن الانخفاض في المادة الرمادية لم يكن مرتبطًا باضطرابات النوم ولكن ربما كان أحد الآثار الجانبية المميزة للكافيين، وأثر الكافيين على الفص الصدغي الإنسي الأيمن، وهي منطقة الدماغ التي تضم الحُصين وهي مسئولة عن وظائف الذاكرة والإدراك المكاني، من جانبها قالت مؤلفة الدراسة “نتائجنا لا تعني بالضرورة أن استهلاك الكافيين له تأثير سلبي على الدماغ، ولكن من الواضح أن استهلاك الكافيين يوميًا يؤثر على القدرات المعرفية لدينا، ولكن الأمر يحتاج لمزيد من البحث والدراسة”.
المصدر: وكالات أنباء
